يا نار كوني برداً وسلاماً على أهل غزّة ؟! د. علي العسلي

د. علي العسلي
الأحد ، ٢٩ اكتوبر ٢٠٢٣ الساعة ١١:٠٣ مساءً

لا شك أنه في ظل التراخي الدولي الحالي والوقوف عاجزين عن مقاومة اغتصاب ومصادرة مواقفهم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لصالح الكيان الصهيوني بـــ "الفيتو" اللعين. يقف الغرب لصالح ((صنمهم)) الذي خلقوه وصنعوه ليعبدوه على أرض فلسطين، أرض الفلسطينيين، أرض الله المباركة.. هذا الكيان هبّ إليه بعض دول الغرب، لأن رجال الله خدشوا كبرياه، أصابوا جيشه بمقتل، وهم الذين بمكينتهم الإعلاميه، قالوا عنه أنه الجيش الذي لا يهزم أو لا يقهر..لكنه انهار بسويعات أمام عدد محدود من المقاومين المؤمنين بالله وبقضيتهم العادلة..فهبّ العالم الغربي وتجمع ضدهم،  كما تجمع ذلكم القوم على إبراهيم عليه السلام، الذي حطّم اصنامهم، فكتائب القسام _نصرها الله_ حطّمت هيبتهم وصنمهم الكيان الصهيوني.. وهاهو لجأ لألة الحرب الغربية، لينتقم، ويحاول أن يعيد للاذهان قوة الردع، لكنه لم يستطع!؛ فلجأ إلى ارتكاب فظائع شنيعة في غزّة، فرّوع العالم الانساني،  فثار عليه وعلى من يدعمه! فظائعهم المنفذّة أظهرت وجههم الحقيقي؛ وبها انتهوا وهزموا!؛ هزموا  لأنهم جبناء؛ لأنهم يقتلون من أجل الانتقام، يقتلون الاطفال والنساء المتجمعين في مدارس الانروا والمستشفيات، وكل حججهم واهية لا دليل لها؛ فالإعلام الحر المواكب يفضحهم بالنقل الحي والمباشر.. جرائمهم  المتوحشة، ستقضي عليهم، وبفضل من الله سينهزمون، وهم على الواقع ينهزمون عند أول مواجهة، يهرب جنودهم إن استطاعوا ويخلّفون ورائهم معدات امريكا وغيرها من دول الغرب المنافق.. ونتيجة لهزائمهم المتلاحقة؛ فترى يزدتد حقدهم، فيسقطون مزيداً من الأطنان من القذائف والقنابل المتفجرة.. نعم! يسقوطون حمماً على غزة على مدار الأربعة والعشرين ساعة.. يروي الاعلاميون كل يوم جديد، قصص تشيب لهولها الولدان.. يستعرض الاعلاميون في مراسلتهم وتقاريرهم، فيتحدثون على فظائع ترتكب بقنابل العالم المدّعي الحرية والتحضر.  إن كل صحفي مهني محترف، يصف الوضع بسقوط  القنابل المتعددة والمتنوعة، والجديدة غير المسبوقة في كل ليلة، وهي تمطر غزّة وتوقع شهداء وجرحى، تحرق غزّة من البر والجو والبحر.. يصفون الغزارة النارية والحمم الجهنمية التي تسفط على غزة، أكثرها محرم دوليا استخدامها.. هناك في غزة ترتكب جرائم ضد الانسانية، فالكيان الصهيوني مجرم حرب، هو ومن يدعمه لا شك في ذلك.. وهنا أقول.. لولا ترهلّ النظام العربي الرسمي، واستسلامه لا سلامه المزعوم؛ لما حدث كل هذا الذي نراه في كل ليلة في عزّة، وعند حرق غزّة، فإننا نشعىر بالحرقة والألم، لا بل يحرق ويدمي قلوبنا وعقولنا.. ولولا صمت وعدم تحرك  المنظمات الاقليمية، ومنظمة المؤتمر الاسلامي والمؤسسات الدولية المعنية بحفظ الامن والسلم الدوليين ، لما تواقحت أمريكا واندفعت بكل قوتها لإنقاذ الكيان الصهيوني من الزوال، بل لكانت فرملة هذه الوحشية وهذه العدوانية..  ولولا ظهور بعض دبلوماسيو  وقادة محور المقاومة وهم يتوسطون في هذه المعركة،  ويجيدون التنظّير، ويعلنون حرصهم  ورغبتهم بعدم توسيع المعركة،_ وهو ما يتلاقى مع رغبة أمريكا_؛ ولولا كذلك اختفاء(حسن نصر الله)، وعدم تصريحه بكلمة منذ ثلاثة وعشرين يوماً.. لما أستفرد محور الصهيو_ أمريكي بغزّة العزة الحُرّة، فالمحور الصهيو_ امريكي، مطمئن وموعود ربما بعدم التصعيد مع كل آسف..  ولولا الردود الخجولة المحدودة من قبل محور المقاومة الميداني (العملياتي)، والتي توصف بأنها تحت السيطرة، لما تجرأ المعتدين على إحداث كل هذا  الدمار، وكل هذا الأذى بغزّة وأهلها..  ولولا المواقف الهزيلة والضعيفة وغير المقبولة والتي لا ترقى أبداّ لتوازي مستوى الإبادة الجماعية، والتصفية العرقية، من قبل رؤساء وملوك الدول العربية والاسلامية، ومنظمة الامم المتحدة وكافة أذرعها، وكذا الأحزاب العربية، وعموم الشارع العرب، والذي لم يبادر حتى  بطرد سفراء الكيان الصهيوني، وإغلاق السفارات الأمريكية والأوروبية المشتركة بالعدوان مع الكيان الصهيوني.. لقد ثبت مع كل آسف عجز العالم عرباً وعجماً على ايقاف العدون، وإيصال المساعدات الضرورية لغزة؛ لوكان كل ماسبق؛ بعكسه؛ أي لهم مواقف قوية وشجاعة، ترتقي لحجم الكارثة، لما تجرأ محور الصهيو_امريكي على استمرار عدوانه الانتقامي، ولما منع وصول المساعدات، ولما ضرب المستشفيات والمدارس، ولما استمر يهدد باقي المستشفيات؛ كمستشفى القدس والشفاء..  في ظل كل ما سبق من معطيات،فإننا نلجأ إلى الله وحده ونرفع أكفّ الضراعة بالدعاء،فنقول يارب اجعل نارهم وحممهم برداً وسلاماً على أهل غزة، وانصر المقاوميين عليهم يا جبار يا منتقم .. ولنأخذ من قصص القرآن بعض العظة والاتعاظ.. فابراهيم عليه السلام جعل  أصنام قومه حطاماً؛ واقتدى به القساميّون.. فمخابرات ذلك الزمن لم يكتشفوا، من خطّط وحطّم أصنامهم، ومخابرات هذا الزمن بكل أجهزتهم وتقنياتهم الالكترونية لم يكتشفوا خطط القسام بتنفيذ عملية استباقية، لمنع غزو غزة وتهجير الغزاويين، وحطموا بفعلهم البطولي  مقولة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر..بعد التحطيم الأول، تبيّن أن ابراهيم عليه السلام، هو من حطّم الاصنام، كما تبيّن للعالم المعاصر أن كتائب القسام من غزة هي من حطّمت اسطورة الجيش الذي لا يقهر،إنه التحطيم الثاني.. فعلت ذلك كتائب القسام، ليعلم العالم الغربي الذي أوجد هذا الكيان في قلب عروبتنا،أنه لولاه ودعمه لهذا للكيان، لانتهى وزال منذ نشأته الأولى، وسيزال في أي زمان.. نُكِس العالم الغربي من عملية نوعية بطولية، فقالت لهم كتائب القسام أف لكم ولما تدّعمون..فتداعى الغرب وزعمائه واركان جيوشه، وهبّوا الى فلسيطين المحتلة، وقرروا  توصيف حماس بالارهابية والشريرة والوحشية، وقرروا انهائها، وتعهدوا بتقديم كل ما يحقق هذا الهدف.. وقرروا كذلك إحراق غزة كما حاول قوم ابراهيم عليه السلام إحراق نبي الله ابراهيم، في ذلكم الزمن..يحرقون غزة انتصارا للكيان الصهيوني، يحرقون بقنابلهم الاطفال والشيوخ والنساء والمدارس والمستشفيات ويهدمون المنازل على رؤوس ساكنيها.. والهدف طبعاً  تهجير من تبقى من ابناء غزة الى سيناء المصرية..غير أن المقاومة مكّنها الله من الثبات، وإدارة المعركة ببراعة فائقة، وبيدها وحدها مفاتيح النصر، بذلك هي أرجعت كيد المعتدين في نحورهم، وبصبرها وحكمتها وادارتها غيرات مواقف دول وشعوب،  كانت قد وقعت في فخ أكاذيب محور الصهيو_امريكي ،فخسر هذا المحور، وستخسر اسرائيل وكل من ساندها بحول الله وقوته..سينتصر الغزّاوين وكل أبناء فلسطين، سينجيهم الله من هذه الحريق الهائل التي ينهال عليهم، وستكون الارض الفلسطينية المباركة لابناء فلسطين وليس لغيرهم..اللهم انصر المقاومين في غزة وفلسطين ومن ساندهم من امة العرب والمسلمين وأحرار العالم..اللهم إجعل الحمم النارية النازلة على غزة برداً وسلاماً على أهل غزة الكرام الأحرر،  اللهم انزل غضبك وسخطك على الظالمين المعتدين، وأوقع بهم هزيمة لا يقومون بعدها، ومكّن  يا ربنا الفلسطنيين من تحرير أرضهم وبناء دولتهم.. آمين اللهم آمين..  اختم فأقول مطلوب من كل العناوين التي ذكرت في هذا المقال، أن يقوموا بمسؤوليتهم لايقاف المذابح  والمجازر والقصف المتواصل.. عليهم ايقاف العدوان في الحال؛ وعليهم ايضاً إدخال قوافل المساعدات ولو بالقوة..التحية كل التحية لكتائب القسام وسرايا القدس وكل المجاهدين، والذين يلقنون العدو ما يشفي صدور قوم مؤمنين..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي