إلى أين رميتم..ومتى سترمون الصهاينة ؟!

د. علي العسلي
الأحد ، ٢٩ اكتوبر ٢٠٢٣ الساعة ١٠:٤٨ صباحاً

 

قلتم وكذبتم أنكم في قلب محور المقاومة بعد أن أمتلكتم إمكانيات وقدرات وتطورتموها، وخبرتم في استعمالها كما تدّعون! العدوان على غزة في يومه الثاني والعشرين ولم نرى لتهديدكم غبار.. وشعاركم لحد اللحظة تبخّر بخار.. وصرختكم شنار وليس لها صدى، ولم تجد الضغط على الزناد بأيديكم  إلى صدور الصهاينة والأمريكان مسار.. لقد أدوشتمونا بصراخكم بشعاركم.. "الموت لامريكا..الموت لاسرائيل..اللعنة على اليهود".. فالمعركة محتدمة والعدوان في أوجّه من قبلهم، فجاء يومكم لترجمة شعاركم واقعاً..  اثنان وعشرون يوماً  صموداً لغزة، وبطولة ومقاومة نادرة  لأبنائها، وانتم كما باقي المحور لا تزالون مكتفين بالمشاغبة والمشاغلة فقط.. عشرون يوماً أو أكثر وأنتم تخطبون وتهددون وتتوعدون.. تحشدون وتُجمعون باسم غزة والمقاومة ولا تنطلقون، ولا على الكيان تضربون.. إن كنتم حقا صادقون بشعاركم فالفرصة  أتتكم، فأمحوا جرمكم بدماء اليمنين، وبيضوها بالانتقام لأطفال غزّة من المعتدين.. ها هي أمريكا في ضيافتكم، فإن كانت هي الشيطان الأكبر كما تزعمون؛ فأرموا جمراتكم عليها إن كنتم فاعلون.. وكما يقال أنكم أمتلكتم  قدرات ومسيرات وصواريخ لمديات تدّك الكيان.. فماذا إذاً  تنتظرون؟!  ها هي أمريكا أتت إلى عندكم دعماً وسنداً وحماية للكيان الصهيوني لتخويفكم أو ضربكم إذا أنخراطم فهل تخافونها؟!؛ هاهي  ببارجتها في  البحر الأحمر.. فمتى ستستهدفون؟! ألا ترون أنكم  لا تزالون تُخطئون؟ في الرمي والتصويب، فلا زلتم توجهون مسيراتكم لقتل مواطنين في مدينة تعز، وجهتموها إلى (حوض الأشرف) في تعز، لا إلى (تلابيب)، وجهتموها  لقتل (ابن الشيخ ناصر الشيباني _ رحمة الله عليهما_) لا إلى صدر (نتتياهو)، ومجلسه الحربي ..ووجهتم مسيراتكم أيضاً ليس باتجاه (إيلات) في فلسطين المحتلة، وإنما إلى (طابا)  المصرية..وتاهت صواريخكم ومسيراتكم في البحر، وتبخرت تهديداتكم وقُدراتكم وإدعائاتكم حتى الآن..فإن لم تنتصروا لغزّة فلا خير فيكم، وصراخكم عار عليكم، ولا تتحدثوا عن أختراع حسين بدر الدين بشعار النصر المبين "الموت لامريكا، الموت لاسرائيل"، فالموت لحدّ الآن لليمنيين وليس لهم.. أرونا ترجمته حقاً على أرض فلسطيين المحتلّة.. إن لم تُوجهوا كل إمكاناتكم لخلط أوراق (الصهيو_امريكي)، ولمنع الكيان من استباحة غزّة، وإن لم تنهوا قصفكم وتوجيه صواريخكم ومسيراتكم على مخيمات النزوح اليمنيين من بطشكم، وعلى باقي المدن اليمنية الآمنة، وإن لم تتصالحوا مع إخوانكم اليمنيين وتبطلوا الاستهداف والتنمّر عليهم..وإن لم تفتحوا حصاراكم على تعز وغيرها..فعار عليكم صراخكم وشعاركم..اتصالحوا مع شعبكم وصوبوا صوارخكم وطائراتكم، وانفروا بمقاتليكم إلى سوريا ولبنان ليكونوا هناك للزحف والإقتحام، لتسهموا حقاً في تحرير فلسطين والقدس والأقصى، لتكونوا شهداء على طريق القدس إن كنتم لفاطمة الزهراء منتمين.. فأرونا بإعلامكم الحربي مشاهد من اقتحام الجليل الأعلى والجولان، لا من جيزان ونجران.. عليكم الإتجاه والزحف لتدكّوا أوكار الكيان إن كنتم فعلاً منخرطين في محور المقاومة كما تدّعون..فالتاريخ لا يرحم وسيُكتب لكم أوعليكم.. سيكتب لكم إن كنتم محيتم العار والشنار بقتلكم لليمنيين، بالمساهمة في قتال الصهاينة المحتلّين المعتدين، وأصبحتم جزءًا من أمة العرب..أو سيكتب عليكم إن كنتم توابع وجزء أصيل من حسابات ايران لتحقيق مصالحها.. كونوا كما قال الله (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى)..ارموا العدو الصهيوني المحتلّ.. ناوروا وصوبوا سهامكم وصواريخكم ومسيراتكم باتجاه الأرض المحتلة في فلسطين.. اسهموا في إعادة اليهود إلى بلدانهم الأصلية  إن كنتم مؤمنين بالله، ولأصحاب الأرض والحق عوناً وفزعة ونصرة.. إن لم تحسنوا الرمي والتصويب إلى هناك، فلا قيمة لكم ولا لزواملكم ..فالكيان ليس مصر، وأمريكا عندكم في البحر وليست في تعز أو مأرب أو الضالع أو في أي مكان من اليمن..فإلى أين رميتم؟  ومتى سترمون الصهاينة يا حوثيين؟!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي