"أنتم لستم وسطاء؟!

د. علي العسلي
الجمعة ، ٢٧ اكتوبر ٢٠٢٣ الساعة ٠١:١٢ مساءً

جمعة غضب جديدة، طالما وأن  المجازر الصهيو-امريكية مستمرة على غزّة الاسطورة.. الجميع مدّعون للتعبير عن غضبهم بهذا اليوم استجابة لنداء قائد المقاومة الاسلامية (حماس) الشيخ اسماعيل هنية.. في هذه الجمعة ينبغي التعبير والمطالبة بكل وضوح من  امريكا، ومطالبتها أن تتدارك الامور وتضغط على كيانها اللقيط لوقف عدوانه، والسماح بدخول الغذاء والوقود والكهرباء، لكي تستأنف المستشفيات في غزة نشاطها..فالانسانية قد ضربت والمجتمع الدولي فشل في الوقوف لحمايتها في غزة، فانهيار المنظومة الصحية دليل واضح على فشل النظام العالمي مع كل آسف .. وامريكا مسؤولة، وعليها أن تتدارك الامور.. امريكا لا تخجل ولا تستحي ولا تختبئ في مساعداتها للكيان الصهيوني، بل ومنخرطة فعلياً في العدوان المستمر على غزة، غزّة الانسانية،  فضحت وكشفت كم أن المجتمع الغربي لا إنساني ومنافق..    وينبغي في هذه الحالة أن يرتفع النظام العربي الرسمي الى مستوى اللحظة، فينذر أمريكا بإعادة النظر في مواقفها، مالم  فسيضطر العرب باتخاذ مواقف قد تمس وتضر بالعلاقة الاستراتيجية بينهم وبينها وباقي الغرب الواقف بقضه وقضيضه مع الكيان الصهيوني، دون أي اعتبار للعلاقة التاريخية والاستراتيجية بين العرب وامريكا والدول الغربية.. على النظام العربي الرسمي التلويح والتهديد باستخدام النفط في الصراع إن لم تتوقف الإبادة الفورية على غزّة..  رسالتي المهمة في هذا المقال تحديدا لمصر وايران وتركيا على وجه خاص، فأقول لهم انتم لستم وسطاء، بل ينبغي أن تكونوا واقفين مع غزّة كما أمريكا واقفة مع للكيان الصهيوني..وحدوا كلمتكم ومواقفكم وأوصلوا رسائلكم القوية لامريكا، كي تنهي  ارسال بوارجها وجنودها وقنابلها وتوقف العدوان، وتفك الحصار على غزة، فإن لم، فالواجب الانحياز الكامل مع غزة، والدفاع عنها.. فمصر معنية بقطع أو تجميد العلاقة الدبلوماسية مع الكيان، وأن تضغط بكل قوة من أجل دخول كل ما تحتاجه غزة، وكل ما يعيد ويفعل دورة الحياة فيها..عليها فعل ذلك كي تحمي أمنها القومي بعدم قبول أو حصول التهجير القسري للغزاويين إليها ..  وايران ينبغي عليها وهي الهدف الغائي في كل ما يحصل، فإن أستمرت على ماهي عليه، فلا شك أن مفاعلاتها النووية ستضرب، وأن العدوان عليها آت لا محالة..بل أظنه بدأ بالعملية الأمريكية فجر هذا اليوم على مخازن اسلحة لايران في سوريا.. على إيران ألا تتبرع وتعطي تطمينات بعدم التوسيع، وألا تتحول إلى وسيط بين الصهيو_امريكي وحركة المقاومة الاسلامية حماس..هذا معيب على ايران، لعب مثل هكذا دور.. ويعد تراجع عن مواقف الثورة الخمينية، لا بل واستسلام وانهزامية، وسيرتد على ايران بالمزيد من الإذلال والاشتراطات والمطالب... وإلا..  أما تركيا فموقفها النظري جيد، وعليها أن تترجمه على أرض الواقع، خصوصا تهديدها بالتدخل لحماية الغزاويين من الإبادة.. فالغزاويون يُبادون وعليها سرعة التدخل لوقف العدوان..وعليها  المفروض كما مصر ابتداءًا قطع العلاقة  الدبلوماسية او تجميدها مع الكيان الصهيوني على الأقل في هذه المرحلة الفاصلة من تاريخ الصراع.. وعليها فعلاً البدء بحماية الغزاويين وبكل السبل... اليوم، يوم للتضامن والتعبير.. وجمعتكم مباركة..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي