"بايدن" أيعي ما يقول؟!

د. علي العسلي
الخميس ، ٢٦ اكتوبر ٢٠٢٣ الساعة ٠٧:٢٥ مساءً

 

إن الولايات المتحدة الامريكية، ظهرت بكل صفاقة في محنة غزّة على  أنها هي صاحبة قرار العدوان، بل هي  المعتدية الأولى على الشعب الفلسيطيني والمهددة لباقي المنطقة بأساطيلها وبارجاتها .. عطّلت مرارا قرارات قد تكون منصفة ومانعة للاعتداء، ومعطية للمساعدة والغذاء لأبناء عروبتنا في غزّة..بالأمس مجلس الامن يخفق مرّة أخرى في اصدار قرار بإلزام الكيان الصهيوني بإيقاف العدوان، وإيقاف المجازر والمذابح على ابناء غزة الاطهار.. مشاهد مفزعة تأتي من غزّة بمسح أحياء وأسر بكاملها بقنابل أمريكية  لا تزال تصل للكيان باستمرار.. رأينا اثناء انعقاد مجلس الأمن مشهد مؤثر، مراسل الجزيرة وائل الدحدوح كان ينقل وببث حي ومباشر لما خلّفه القصف الصهيو-أمريكي، كان حاله مؤثرا عند من لديه قلب من هذا العالم الغربي، كان يدمي القلب قبل العين وهو يرى استهداف أسرته وانهائها نهائيا من الحياة، فقط لأنه ينقل الحقيقة التي تخشاها امريكا وكيانها الصهيوني اللقيط! تعازينا له ولكل أسر الضحايا بغزّة الإباء والحرية.. كانت مندوبة أمريكا  في ذلك الوقت في مجلس الامن، تطرح مشروع قرار، لا يطلب من الكيان ايقاف عدوانه والسماح بدخول المساعدات في الحال، بل كان مشروعها يعتبر حماس منظمة إرهابية ويدين هجومها المقاوم ويطالبها إن كانت تريد وقف اطلاق التار ان تطلق اسرى الكيان والأمريكان وغيرهم، وان تسلم اسلحتها، وتتعهد بعدم الاعتداء على الكيان ، بينما امريكا تسيّر جسر جوي وبحري باحدث الاسلحة للكيان..تريد من حماس اطلاق  الاسرى والالاف من الفلسطينيين بالسجون بل ويصفّون قادة المقاومة(كيف تُتهم وتطالب؟؟!)، والمشروع يقر بحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها، وهو أمر لا يستقيم،  لأن اسرائيل دولة محتلة للاراضي الفلسطينية وشعب فلسطين تحت الاحتلال، فإسرائيل دولة محتلة.. ومشروع القرار كان يسمح بوصول بعض المساعدات لدواعي انسانية، ولكن للوجهة التي حدّدها الكيان الصهيوني.. أما روسيا فقد طرحت مشروع قرار يطلب وقف العدوان فوراً، لكنه قوبل بالفيتو الامريكي والبريطاني، ليدّل على رغبة أمريكا بتدمير غزّة على رؤوس ساكنيها، وإجبارهم على الهجرة القسرية..  وكما يقال أن الهجوم البري تأخر كي تصل المضادات الجوية الأمريكية إلى المنطقة، تحسباً لدخول محور المقاومة في المواجهة.. يخشون هذا المحور وهو لحد الآن وبعد أكثر من عشرين يوماً من العدوان على غزّة "محلّك سر"،  لم ينفذ شعاره وهو "وحدة الساحات أو بشكل أدق وحدة الجبهات" باستثناء ما يقوم به حزب الله من حرب استنزاف على الكيان في  الجبهة الشمالية من فلسطيين  المحتلة لا يرتقي إلى حجم ما تتلقاه غزّة الأبية .. مع العلم  بأن كل المعطيات تفول أن أمريكا والكيان وباقي الغرب الظالم يُعدّون العدّة  لضرب ايران ومفاعلها النووي، ويحشدون كل الإمكانات لذلك، والمفروض من هذا المحور ألا ينتظر استكمال الاستعدادات الامريكية، بل يفاجأهم إن كان حقاً سينخرط في المعركة، فعليه أن يصطبح بهم قبل أن تتغدى به أمريكا واسرائيل.. منتظرين ومراقبين! ولنرى؟!؛ فهم على المحك؟!  أمريكا وسياسيها ونوابها وجنرالاتها منخرطون بالحرب على غزّة وما بعدها..فها هو لكنجرس يلتئم ويدعم الكيان بالاغلبية المطلقة.. أمريكا جاءت وتتحرك سياسياً وعسكرياً  للعدوان على غزّة والمنطقة  بفقضها وقضيضها؛ فتغطي على جراىم الكيان في مجلس الأمن، بل أن رئيس الولايات المتحدة ذاته، لا أعرف بالضبط أمخدوع هو  بفعل الماكنة الصهيونية؟؛ أم هو وإدارته هم من صنّاع كذبة وتصوير مجاهدو حماس بالوحوش؟؛ ومن أنهم أكثر ارهاباً من داعش وتنظيم الدولة المصنوعان سابقا من قبل تفس هذا اللوبي الصهيوني.. الرئيس الامريكي  ظهر يوم أمس وهو يحاول التشكيك والتقليل من حجم الضحايا في غزة، فيقول انا لا أثق بكل ما يأتي من أرقام للضحايا من غزة..بينما العالم كله  يرى وبالنقل المباشر حجم التدمير وتطاير اشلاء الاطفال والنساء في كل مكان بغزّة الصمود والبطولة، وهو يرى كل  موارة الثرى الجماعية للشهداء، والذين معظمهم من الأطفال بسبب الكم الهائل من ضحايا  العدوان الصهيو_امريكي.. وكل العالم يرى حجم الدمار على مدار الساعة على أرض غزة المحتسبة والمُحوسِبَة لربها على من يظلمها ..فهل يعي رئيس الولايات المتحدة الامريكية ما يقول؟!؛ أم أنه جزءًا اصيلاً لهذه الكذبة؟!؛ أم فقط مرسوم له دور معدّ في ماكنة الكذب والتضليل والتشكيك الصهيونية ؟! وأقول ختاماً وقبل فوات الآوان، وبخاصة بعد أن ظهر آية الله علي خامنئي بعد كول انتظار بالتعليق على احداث غزّة، استفيدوا منه يا محور المقاومة وليكون إشارة البدء لكم لخوض هذه المعركة المصيرية والمقدسة،واظهار عدم اكتراثكم  بتهديد  الرئيس الأمريكي بشكل واضح وصريح له..وعليه؛ فإنني أذكر ايران واذرعها بتشكيلهم لمحور المقاومة.. محور وحدة الساحات.. محور وحدة الحبهات.. تأخرطم سيرتد عليطم هزيمة واستفراداً وحداً تلو الاخر،إن لم تنتصروا لغزة الآن، إن لم تخلطوا الاوراق وتخففوا الضغط على غزة المنهكة،إن لم تبادروا وتشتركوا بشكل فعلي ومباشر بالمعركة الآن ، اظن ان  لا معركة بعدها، فهي  الحاسمة والفاصلة، وإلا...؟!! ولمن ينتظر الدخول فأخر الاخبار تقول أن الكيان الصهيوني فد بدأ بالتوغل في غزّة ليل الخميس السادس والعشرين من أكتوبر من العام ٢٠٢٣ تمهيداً للدخول، فلا عذر ولا مبرر لمحور المقاومة بالتريث والانتظار..فرصتكم لهزيمة أمريكا ورئيسها مؤكدّة، إن كنتم حقا تعتبرونهم (الشيطان الاكبر)، فهم يعتبرونكم محور الشر ووحوش وارهاببن.. وربي أن أمريكا قد تكبّرت وبغت وظلمت وكذبت وتحاول ان تنتصر  للمحتل.. بهذه المعطيات فأن هزيمتها أسهل بكثير مما يتوقع، وعلى من يبحث عن انتصار تاريخي وحاسم ان يتحرك؟!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي