بن سلمان .. غزة وأوروبا الشرق الأوسط

سميه الفقيه
السبت ، ١٤ اكتوبر ٢٠٢٣ الساعة ١٠:٢٧ مساءً

 

يتحدث ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في أكثر من مقابلة إعلامية، عن ما يريد تحقيقه في رؤيته 2030م لإعادة بناء المملكة العربية السعودية، ومن ضمنها ضمان أمن واستقرار مُلكه ووطنه من خلال ضمان بناء أوروبا الشرق الأوسط الجديد.

وفي مقابلته الأخيرة مع "فوكس نيوز"، قال محمد بن سلمان فيما يخص التطبيع مع إسرائيل : "هناك خطة من إدارة الرئيس بايدن للوصول إلى هذه النقطة، بالنسبة لنا، القضية الفلسطينية مهمة للغاية، نحن بحاجة إلى حل هذه المسألة، ولدينا مفاوضات جيدة وهي مستمرة حتى الآن، علينا أن نرى إلى أين ستتجه، ونأمل أن يصل ذاك إلى شيء، وأن يسهل حياة الفلسطينيين ويجعل إسرائيل أحد اللاعبين في الشرق الأوسط، وكل يوم نصبح أقرب.

ويبدو أنه وللمرة الأولى، هناك شيء جاد حقًا، وسوف نرى كيف ستسير الأمور، وإذا حققنا تقدمًا في التوصل إلى إتفاق يمنح الفلسطينيين احتياجاتهم ويجعل المنطقة هادئة، فسنعمل مع أي شخص يكون موجودًا هناك".

فمن جزئية المقابلة أعلاه، يتضح للجميع أهمية (أوروبا) الشرق الأوسط الجديد  لابن سلمان وأهمية ان تكون المنطقة هادئة، كما وصفها، ويسعى أيضًا لإغلاق ملف  الحرب باليمن عبر الإتفاقات الأخرى مع إيران والحوثيين في شمال اليمن.

فهو الذي كرر ويكرر في أكثر من مناسبة أنه بحاجة إلى منطقة مُستقرة، و إنه عندما تضطرب المنطقة تخرج داعش والقاعدة والهجمات الإرهابية والقرصنة، لذلك لا نريد أن نرى هذه الأحداث.

ولا تنسَ عزيري القارئ وانت تتابع أعمال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وهو يوضح أهداف رؤيته وكيفية إدارتها وعمل اللازم لتحقيقها، فهو الذي حرص بعد ان تأمين المنطقة بأن تكون هناك السكك الحديدية والموانئ التي تم التوصل إليها في قمة مجموعة العشرين، والتي تربط أوروبا ودول الخليج والهند والشبكة الواسعة التي يقوم ببنائها بين الهند والمملكة العربية السعودية وأوروبا.

وكل ذلك ليس شيئًا إبان ما يحدث الأن في فلسطين العروبة وغزة العزة. فكل ذلك يحدث لوضع الخارطة الجديدة والنهائية لتقاسم المناطق والدول، وإلا ما الذي استجد في الحرب الفلسطينية مع الكيان الصهيوني حتى تطلع جماعة حماس ولأول مرة بسحل وقتل وتعذيب أسرى تم أسرهم في عمليتهم "طوفان الأقصى" وهم الذين دائمًا في كل عملياتهم يحرصون على إخفاء الأسرى واستبدالهم بأسرى فلسطينيين وبأعداد كبيرة مقابل ما يتم أسره من الصهاينة كما حدث في صفقة شاليط.

ردة الفعل من الصهاينة كانت متوقعه ومُعدة مُسبقًا بالتنسيق مع خونه الداخل الفلسطيني، خصوصًا وأن حماس أعطت صورة مغايرة للعالم الداعم لإسرائيل وأعطتهم المبرر المعهود والمعروف تحت مُسمى حقوق الانسان لاجتياح غزة والقتل والتنكيل فيها بضوءٍ أخضر ومباركة مدعومة من العالم، وهو ما ترجمها فورًا الدعم العسكري السريع من أمريكا وغيرها الذي وصل إلى إسرائيل.

يسير محمد بن سلمان بخطى الواثق من اجل جعل المنطقة مستقرة لتحقيق حلمه ورؤيته 2030، وكما هو موضح بأكثر من مقابلة وموقف يتحدث به.

وما يحدث أيضًا في فلسطين والأراضي المحتلة، فإن رجل المرحلة سيكون هو الحكم الفصل وصاحب الموقف الصريح في إحلال السلام بين الفلسطينيين من جهة والاسرائيليين من جهة أخرى.

لقد ظلَّت السعودية بعيدة عن التطبيع مع اسرائيل، كونها الوجهة المُقدسة لأكثر من مليار مسلم حول العالم، ولكننا اليوم على بُعد خطوة أو أدنى من إتفاق تاريخي تقوده أمريكا بين السعودية وإسرائيل، كما وصفه محمد بن سلمان في مقابلته بالقول: "إذا نجحت إدارة بايدن في عقد، على ما أعتقد، أنه أكبر إتفاق تاريخي منذ الحرب الباردة، فسوف نبدأ بعد ذلك بالعلاقة، وتلك العلاقة ستكون مستمرة بغض النظر عمن يدير إسرائيل".

وبذلك سيكون محمد بن سلمان هو رجل السلام في المنطقه، والسعودية هي من ستقود إنهاء الحرب القائمة حاليًا في غزة، وبما يضمن حق الفلسطينيين والقضية الفلسطينيه حسب ما اورده بن سلمان في حديثه.

في كل مرة تطبع دولة عربية مع إسرائيل فإنها تضع شروطًا لذلك ولكنها سرعان ما تنهار ولا تُنفذ من قِبل الصهاينة، ولكننا اليوم أمام محور مُقدس لدى المسلمين متمثل بالمملكة العربية السعودية والتي سيكون لشروطها وطلباتها وقع القوة بتنفيذها، وهذا ما يسعى له بن سلمان في المرحلة القادمة..

فاحفظوا حروفي هذه وتذكروها عندما تتوقف حرب غزة ومن الذي سيقود عملية السلام في المرحلة القادمة سواءً على مستوى المنطقة او العالم.. وإن غدًا لناظره قريب.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي