بينما كان اليمنيون بانتظار خروج حديث لقيادات جماعة الحوثي يحمل البشرى عن السلام و صرف مرتبات الموظفين في مناطق سيطرة الانقلاب خرجت هذة القيادات باذاعة الانتقال لمرحلة ( التغييرات الجذرية ) و تدشينها ببيان ما اسموه بمجلس دفاعهم الوطني الصادر بتاريخ السابع والعشرين من سبتمبر البيان عبر في دلالة مضامينه بوضوح على اعلان النسخة الجديدة للامامة ( ولاية الفقيه ) بالتزامن مع احتفالات الشعب اليمني بثورة السادس والعشرون من سبتمبر .
يكفي من هذا البيان ان مجلس الدفاع الوطني والذي يضم اعلى هرم السلطة كما يُفترض ( الرئيس و رئاسة البرلمان و الحكومة ….الخ ) يجتمع و يأتمر و يؤيد بقراراته شخص لا صفة له في الدولة ولا مكانة دستورية ولا قانونية يزعمونه بانقلابهم ب( الامام القائد ) .
المؤكد ان اجتماعهم هذا ونشاطهم الاعلامي حوله هو لاجل ترويج نزعة الامامة الجديدة بثوب الولاية كنسخة لما هو حاصل في جمهورية ايران و محاولة تثبيتها كأمر واقع في مناطق سيطرتهم كمقدمة لتغييرات الحوثي الجذرية .
و كما فُهم من سياق البيان فإن اقالة حكومة بن حبتور ما هي الا خطوة على طريق اجراءات لاحقة لتعليق العمل بالدستور و ازاحة من تورط في الانقلاب و الشراكة في مجلسهم السياسي و الحكومة و اللجنة الثورية .
و المحتمل ان خطوات اخرى كانت ستخرج بذات البيان ولعل خروج الجموع الشعبية للشوارع في مناطق سيطرت الحوثية واحيائهم لذكرى اسقاط العهد الامامي هو ما عطل على القيادة الحوثية الافصاح بها .
و اياً كان الحال فقد عرض البيان موقف الحركة الحوثية الرافض لمبداء السيادة للشعب و اصرار اربابها على فرض نهج الولاية على الشعب والدولة الذي لا اساس له من الماضي و لا يصلح للمستقبل الامر الذي يضع كل جهود وامال وسطاء السلام والمكونات اليمنية امام عقبة تُعد هي الاصعب بين معوقات السلام في اليمن .
مرفق نص بيانهم :
بيان هام لمجلس الدفاع الوطني للجمهورية اليمنية الأربعاء، 12 ربيع الأول 1445هـ الموافق 27 سبتمبر 2023
أصدر مجلس الدفاع الوطني للجمهورية اليمنية بيانا هاما فيما يلي نصه:
استجابة لما تضمنه خطاب السيد قائد الثورة "يحفظه الله" بمناسبة المولد النبوي الشريف 1445هـ على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم، عقد مجلس الدفاع الوطني اجتماعاً طارئاً برئاسة المشير الركن مهدي محمد المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى- القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن، ووقف على مضامين خطاب قائد الثورة المتضمن للمرحلة الأولى من التغيير الجذري بدستورية القرآن.
وإذ يؤيد ويبارك مجلس الدفاع الوطني قرار قائد الثورة وما حظي به من إجماع شعبي وجماهيري في جميع محافظات الجمهورية، فإنه وعبر المجلس السياسي الأعلى يعلن إقالة الحكومة الحالية برئاسة الدكتور عبدالعزيز بن حبتور وتكليفها بتصريف الشئون العامة العادية ما عدا التعيين والعزل حتى يتم تشكيل حكومة جديدة.
وقد أشاد المجلس بدور الحكومة خلال الفترة الماضية برغم ما واجهتها من عقبات العدوان والحصار ومحدودية الموارد وإسهامها في الصمود الوطني والشعبي في مواجهة العدوان. #نعم_للقرآن_دستورا_وللتغيير_حلا .
كما عبر المجلس عن شكره وتقديره للحضور المشرف لجماهير الشعب اليمني في مناسبة المولد النبوي الشريف وما تدلل عليه من إرتباط الشعب اليمني بالرسول صلوات الله عليه وعلى آله وبالكتاب الذي جاء به، كما يشكر اللجان المشاركة في إنجاح الفعالية في جميع ساحات الجمهورية، وكل من ساهم وشارك في إنجاح هذه الاحتفاليات الدينية والوطنية التي تعمق الهوية الإيمانية.
-->