في حضرة سبتمبر التحرير

موسى المقطري
الثلاثاء ، ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٣ الساعة ١٢:٣٤ صباحاً

سبتمبريون نحن خلقنا من تراب هذه الأرض المباركة التي ارتوت من غيث النضال الوطني الخالص فتفجرت من ثراها الطاهر أنهار الحرية ، وأطلت من رباها شلالات المساواة والعدالة لتجرف عفن الطبقية ورواسب العنصرية التي زرعتها الإمامة ، ومن هذه الأرض الطيبة ارتوينا ماءً عذباً زلالاً ممزوجاً برائحة الوطن الذي نحبه ويحبنا ، ونعيش فيه ويعيش فينا ، رضعناه صغاراً وعشقناه كباراً ، وتدثرنا به حين هاجمتنا الأنواء ، وعلى جباله وسهوله غرسنا راية النصر عالية خفاقة ، وفي قمم أرواحنا وعلى شغاف قلوبنا وفوق رُبانا الشماء أوقدنا شعلة الثورة السبتمبرية الخالدة ، فأضاءت الأرض بنورها وملئت السماء بعبيرها  .

نحبك ياسبتمبر حباً خالصاً أصيلاً يتدفق من أعماقنا كسيلٍ جرارٍ لا تُوقِفُ هديره أوهام الطامحين بإعادة التاريخ للوراء ، ولا تصمد في طريقه بقايا عصر الكهنوت الإمامي البغيض ، نحبك لانك شهدت صيحة الحرية الأولى ، وبيان الجمهورية الأول ، وصوت الانعتاق الأجمل ، وتحت شمسك الساطعة رفرفت وعلت راية اليمن الجديد الخالي من خرافات الإمامة وأوهام الإماميين الذين ارادوا اليمن أملاكاً خاصة بهم دون بقية الشعب ، وأرادوا اليمنيين عبيداً وعمالاً  تستوطنهم الأمراض ويطحنهم الفقر ويعشعش في عقولهم الجهل ، فكنت ياسبتمبر المجيد أملاً بعد انتظار ، وفرحة حلت بعد انكسار ، وبشرى  لشعبٍ حرٍ أبي رفض الذل والخنوع واختار الغد المشرق بشمس الحرية التي جرفت في طريقها كل خرافات السلالة وادعاءات الإمامة .

نعاهدُك أيها الوطن ونعاهد أنفَسنا ومجتمعَنا أن نظل سبتمبريون لانحيلُ ولا نميلُ ولانتبدل ، نتشربُ حبنا لجمهوريتنا مع كل رشفة ماءٍ ، ونتنفسه مع كل زفرة هواء ، لانأبهُ إن هدّنا تعبُ الطريق ، أو حاولت منعنا خفافيش الظلام ، فنور الثورة السبتمبرية الخالدة يبدد كل ظلمة ، وشمس الحرية الساطعة التي أشرقت صبيحة السادس والعشرين من سبتمبر  لن تحجب نورها محاولات الارتداد عن الجمهورية واستنهاض الإمامة المقيتة .

دمت يا سبتمبر التحرير منارة وعلماً يهتدي به التواقون للحرية ، ويقتفون سبيل الثوار وهم يحملون مشاعل النور ليبددون ظلام الإستبداد ، ويوقفون تغول الإمامة أشخاصاً وأفكاراً ومعتقدات باطلة ما أنزل الله بها من سلطان .

في ذكرى الثورة السبتمبرية الخالدة ألف تحية للمارد السبتمبري الذي وأد مشروع الإمامة قبل إحدى وستين عاماً ورماها ذليلة مهانة إلى مزبلة التاريخ ، وتحية أخرى للمارد السبتمبري الذي يهيل التراب على ماتبقى منها اليوم .

دمتم سالمين ..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي