الرئيسية > محليات > بعضها عبئا وتفتقر لأخلاقيات المهنة.. الجزيرة نت: الإعلام الإلكتروني يربك صحافة اليمن

بعضها عبئا وتفتقر لأخلاقيات المهنة.. الجزيرة نت: الإعلام الإلكتروني يربك صحافة اليمن

يمن فويس – سمير حسن :

ظهرت عشرات المواقع الإلكترونية الإخبارية اليمنية التي حاولت مواكبة تطور الوضع في البلاد منذ اندلاع الثورة الشعبية مطلع العام الماضي. بيد أن أداء هذه المواقع أصبح موضع جدل في الوسط الصحفي باليمن.

ويرى مراقبون في أداء كثير من هذه المواقع الإخبارية الجديدة عبئا على واقع الصحافة المحلية لافتقارها لأخلاقيات المهنة وخصائص الصحافة الإلكترونية, ومراوحتها بين الاحتراف والهواية.

المهنية والسياسة

وقال رشاد الشرعبي, وهو مدرب مختص بالصحافة ورئيس مركز التدريب الإعلامي والتنمية، إن هناك طفرة بالمواقع الإلكترونية الإخبارية التي يعاني بعضها من علل كثيرة, وتتبع في الغالب اتجاهات سياسية, وليست صادرة عن مؤسسات صحفية مهنية.

وأضاف في تصريح للجزيرة نت أن معظم هذه المواقع مشاريع شخصية مدعومة من أطراف سياسية وشخصيات اجتماعية ضمن الصراع السياسي الذي تصاعدت وتيرته مع الثورة.

وأشار إلى أن بعض من يعملون بهذه المواقع طارئون على الصحافة, أو طلاب من كليات الإعلام يفتقرون لأخلاقيات المهنة ومعايير العمل الصحفي.

وعن أداء تلك المواقع مهنيا, قال الشرعبي  إن بعضها يمارس انتهاكات واضحة لأخلاقيات المهنة, بينما يسهم البعض الآخر في تأجيج الأوضاع وتوتير الأجواء السياسية والاجتماعية.

وتلجأ بعض هذه المواقع  إلى بث أخبار الشائعات والإثارة لاستقطاب متصفحين، ويغلب على معظم تلك المواقع الوليدة الدعاية السياسية لطرف على حساب طرف آخر. وقدر يسري الأثوري المسؤول عن القارئ الإخباري الإلكتروني للمواقع الإلكترونية الإخبارية اليمنية (صحافة نت) عدد المواقع الأخبارية بما يقارب 250 موقعا.

لكنه قال للجزيرة نت إن عدد المواقع الناشطة فعليا على محرك صحافة نت لا يتعدى 65 موقعا, وإنه أوقف عشرات المواقع عن النشر ضمن المحرك لأنها تعتمد على التكرار, ولا تقدم محتوى جديدا للمتصفح اليمني.

ولفت الأثوري إلى أن كثيرا من المواقع الإخبارية اليمنية ابتعدت كثيرا عن المهنية الصحفية, واعتمدت في عملها وتغطيتها للأحداث على انتمائها السياسي في ظل غياب القوانين المنظمة لعملها.

تجربة فريدة

من جهته, نعت أمين عام نقابة الصحفيين اليمنيين مروان دماج تزايد المواقع الإلكترونية الإخبارية بالتجربة الحديثة على الصحافة اليمنية, وذكر أن التعامل معها ما زال يفتقر لمعرفة الأصول المناسبة.

وقال للجزيرة نت إن هناك مواقع مرتبطة بالأجهزة الأمنية التي أنتجت الكثير خلال فترة الثورة لشن الحملات والتشهير, مضيفا أن هناك مواقع مهمة تتمتع بميزة جيدة, وأخرى تفتقر للمهنية الصحفية.

وتابع أن هذا الوضع الحالي تسبب في إرباك للعمل المهني, ويفرض على أهل المهنة معالجة المشكلة بما يحافظ على الفرصة التي تتيحها تلك المواقع لممارسة العمل الصحفي, وبكيفية تجعلها مصدرا لمعلومة تحظى بمصداقية.

واعتبر دماج أن أفضل وسيلة لتنظيم هذا القطاع تكمن في وضع قواعد للمهنة من قبل الصحفيين بعيدا عن تشريعات الجهات الحكومية التي قد تضع بعض العراقيل أمام العمل الصحفي, وتخلط بين المهنة وبين منع العمل الصحفي.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي