أطلق الدكتور علي مشرح، استشاري الأمراض الوبائية، تحذيرًا صحيًا عاجلاً بشأن الوضع الصحي المتدهور في مدينة عدن، حيث سجلت حالات تداخل خطيرة بين فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) ومرضي الملاريا وحمى الضنك، ما أدى إلى ارتباك كبير في عملية التشخيص وارتفاع معدلات الوفيات بشكل مقلق.
وجاء تحذير الدكتور مشرح، في منشور له بصفحته الرسمية على "فيسبوك"، حيث قال الدكتور مشرح ان تفاقم الوضع الوبائي في عدن يندر بكارثة صحية خطيرة، مشيرًا إلى أن الأطباء والممارسين الصحيين يواجهون صعوبات بالغة في التفريق بين الحالات المصابة بفيروس كورونا وتلك الناتجة عن الأمراض المنقولة بالنواقل مثل الملاريا وحمى الضنك، خاصة مع تشابه الأعراض بينها.
وأوضح الدكتور مشرح بأن الفحوصات السريعة لتشخيص الملاريا قد لا تكون دقيقة في بعض الأحيان، وقد تعطي نتائج سلبية كاذبة، مما يؤدي إلى تأخير العلاج المناسب.
كما أكد أن الفحص المجهري للدم يبقى الوسيلة الأكثر دقة لتأكيد إصابة المريض بالملاريا، وهو الإجراء الذي يجب الاعتماد عليه في مثل هذه الظروف الوبائية المعقدة.
ودعا الطبيب جميع الأطباء العاملين في المرافق الصحية إلى عدم الانتظار لحين الحصول على نتيجة مختبرية قاطعة في بعض الحالات، بل الاعتماد على الأعراض السريرية للمريض كمؤشر أولي للتشخيص، مثل:
الحمى الشديدة،
الغثيان المستمر،
القيء،
الإرهاق الشديد،
ومن ثم إعطاء جرعة علاج الملاريا فور الاشتباه بالإصابة، وذلك دون تردد أو تأخير قد يكلف حياة المريض.
كما حذر الدكتور مشرح من استخدام مسكنات معينة مثل "الفولتارين" (ديكلوفيناك)، والتي قد تؤدي إلى تفاقم حالة المرضى الذين يعانون من نقص الصفائح الدموية، وهي حالة شائعة في كل من الملاريا وحمى الضنك، مؤكدًا أن استخدام هذا النوع من المسكنات قد يكون له آثار جانبية خطرة ويُزيد من التعقيدات الصحية لدى المريض.
وأشار إلى أن الأعراض التنفسية التي تظهر عند مرضى الكورونا، عندما تتداخل مع أعراض الأمراض الأخرى، تجعل التشخيص أكثر تعقيدًا، وتتطلب من الطواقم الطبية رفع درجة اليقظة والانتباه أثناء التعامل مع الحالات المشتبه فيها.
ودعا الدكتور علي مشرح المواطنين، في ختام منشوره، إلى توخي الحذر، والالتزام بالإجراءات الوقائية اللازمة للحد من انتشار الأمراض، بما في ذلك تعزيز نظافة اليدين، واستعمال الكمامات، والحفاظ على بيئة نظيفة خالية من تجمعات المياه التي تعتبر بيئة خصبة لتكاثر البعوض الناقل للأمراض.
كما دعا الجهات الصحية المحلية والدولية إلى سرعة التدخل وتقديم الدعم اللازم للمرافق الصحية في عدن، لمساعدتها على مواجهة هذا الوضع الوبائي الاستثنائي، متمنيًا السلامة للجميع وشفاء المرضى بإذن الله.