شارك معالي وزير الإعلام والثقافة والسياحة الأستاذ معمر الإرياني، في المؤتمر الثالث عشر لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي، الذي تعقده منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، والتي تستضيفه المملكة العربية السعودية ممثلة بوزارة الثقافة في مدينة جدة تحت شعار "أثر الثقافة على التنمية الاجتماعية والاقتصادية"، بحضور رئيس تتارستان رستم مينيخانوف، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين طه
وفي كلمة له خلال المؤتمر، نقل معالي الوزير الإرياني، للمشاركين في المؤتمر تحيات فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وإخوانه أعضاء المجلس، ودولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، وتمنياتهم الصادقة بنجاح هذا المؤتمر، سائلين اللّٰه أن يكون محطة مفصلية في تعزيز التعاون الثقافي بين دول العالم الإسلامي
وأشار الوزير الإرياني إلى ان اليمن يواجه أكبر حملة تدمير وطمس ممنهج لهويته الثقافية عبر التاريخ الحديث، حيث تعرضت المساجد والمدارس والمعالم الأثرية للتدمير والتحويل إلى ثكنات عسكرية ومستودعات للأسلحة، كما تم نهب المتاحف والمخطوطات النادرة وبيعها في الأسواق السوداء للإثراء غير المشروع لقيادات مليشيا الحوثي الارهابية ناهيك عن استهداف المثقفين والأدباء والفنانين بالسجن والاعتقال والتصفية
وأكد، إن هذا الواقع المؤلم يحتم علينا جميعا مضاعفة الجهود لحماية التراث الثقافي وصون هويتنا من التلاعب والاستغلال، عبر تعزيز التعاون بين دولنا، وإطلاق مبادرات مشتركة لدعم المبدعين، وإعادة بناء المؤسسات الثقافية، وحماية المواقع الأثرية، وتحفيز الإبداع الثقافي، وإيجاد فرص للشباب ليسهموا في بناء مستقبل أكثر إشراقا قائم على قيمنا الإسلامية
ولفت الوزير الإرياني، إلى ان اليمن، كان عبر التاريخ، منارة ثقافية أصيلة داخل النسيج الإسلامي، يسهم بثرائه الحضاري العريق في إثراء الثقافة العربية والإسلامية، ويتشارك مع أشقائه هذا الإرث المجيد من خلال التبادل العلمي والأدبي والفني"،
وأضاف: "ورغم التحديات الجسيمة التي تمر بها بلادنا، إلا أنها ما زالت تحتفظ بهويتها الحضارية المتجذرة منذ آلاف السنين، منذ ممالك سبأ وحمير، مروراً بالحضارة الإسلامية التي ازدهرت في صنعاء وزبيد وشبام، وصولاً إلى فنوننا الشعبية وآدابنا التي تعكس روح اليمن الأصيل"
كما أوضح وزير الإعلام والثقافة الأستاذ معمر الإرياني في سياق كلمته، بأن المؤتمر يمثل فرصة ذهبية لتبادل الرؤى وتعزيز الجهود المشتركة من أجل نهضة ثقافية شاملة تعزز هويتنا الإسلامية، وترسخ قيم التسامح والتنوع والانفتاح، وتواجه محاولات التشويه والطمس التي تستهدف تاريخنا وإرثنا المشترك،
مشيرا إلى أن الثقافة ليست مجرد إرث الماضي نحمله في ذاكرتنا، بل هي جسر نعبر به نحو المستقبل، وحصن نواجه به التحديات الفكرية والمخططات الرامية إلى تزييف الحقائق
هذا وقد عبّر الوزير الإرياني عن شكره لسعادة الشيخ/ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني، وزير الثقافة بدولة قطر الشقيقة، على جهوده القيمة خلال رئاسته للدورة السابقة، متمنياً لصاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود وزير الثقافة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، رئيس الدورة ال13 لمؤتمر وزراء الثقافة في العالم الإسلامي، كل التوفيق والنجاح في قيادة هذه الدورة لما فيه خير الأمة الإسلامية
مثمناً الدعم الاخوي النبيل والصادق الذي يقدمه الأشقاء في المملكة العربية السعودية ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان - يحفظهما اللّٰه- لليمن في كافة المجالات، منوها بدعم صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود وزير الثقافة السعودي لاستضافة حفل السمفوينات التراتية اليمنية التى اقيمت في الرياض،
وعلى جهوده الأخوية الأصيلة لحماية التراث الثقافي اليمني، وصون هويته عبر العديد من المشاريع التي دعمتها المملكة في هذا الجانب، وهو ما يعكس عمق الروابط الأخوية التي تجمعنا، والتي لم تكن يوما مجرد كلمات، بل مواقف راسخة تجسد الأخوة الصادقة والتضامن الحقيقي، والشكر موصول لفريق عمل وزارة الثقافة على الاداء الرائع والعمل الدؤوب لانجاح أعمال هذا المؤتمر
واختتم الوزير الإرياني كلمته مشيدا، بجهود معالي الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة الإيسيسكو التى يبذلها والدعم المستمر للعمل الثقافي في اليمن واقامة العديد العديد من البرامج التدريبية الناجحة ولفريق العمل بالمنظمة على حسن الإعداد والتنظيم، متمنيا لهذا الموتمر النجاح، ولشعوب أمتنا الإسلامية مزيدا من التقدم والازدهار.