كشف الفنان أحمد زاهر عن سرّ تجسيده أدوار الشر في الكثير من الأعمال الدرامية بالآونة الأخيرة، وأحدثها المسلسلان اللذان شارك فيهما خلال الموسم الرمضاني الماضي، معدّاً «الشخصيات الشريرة تتيح للممثل أن يشكلها كما يريد ويضع لها ملامح مختلفة».
وعبّر زاهر عن استيائه مما وصفه بـ«تنمر البعض على مواقع التواصل الاجتماعي على أداء ابنته ليلى رغم نجاحها اللافت في مسلسل (أعلى نسبة مشاهدة)»، مؤكداً أنه «لم يرغب في أن تعمل بناته في مجال الفن».
وأوضح في حواره مع «الشرق الأوسط» أن «شخصية صلاح في مسلسل (نعمة الأفوكاتو) ليست شريرة بالقياس لشخصية حسام المحامي في مسلسل (محارب)»، مشيراً إلى أن عمله مع المخرج محمد سامي أتاح لهما تحقيق نجاحات وحصد جوائز في كل الأعمال التي جمعتهما، وفق قوله.
ولعب زاهر بطولة مسلسل «نعمة الأفوكاتو» أمام مي عمر وإخراج محمد سامي مؤدياً شخصية زوج تنفق عليه زوجته، وبرغم أنه يرتكب أفعالاً تنتهي به إلى السجن، لكن زاهر يرى أنه ليس شريراً بالمعنى التقليدي، بل يراه «معقداً ومريضاً نفسياً ولديه إحساس بالنقص».
وحول عرض «نعمة الأفوكاتو» و«محارب» في الموسم نفسه، أوضح زاهر أن «الممثل ليس صاحب قرار في توقيت عرض أعماله، لكنني سعدت بذلك؛ لأن كلاً منهما مختلف عن الآخر شكلاً ومضموناً وأداء، كما أنهما مختلفان عن شخصية (فتحي البرنس) التي قدمتها في مسلسل (البرنس) أمام محمد رمضان، وقد قمت بخفض وزني عدة كيلوغرامات، وصبغ شعري وذقني كي أبدو هزيلاً ومكسوراً».
وكان المخرج محمد سامي قال في تصريحات سابقة إن «أحمد زاهر هو ممثله المفضل؛ لأنه يستطيع تقمص أي شخصية يسندها له، وقد جمعتهما صداقة وأعمال عديدة ناجحة»، مثلما يقول زاهر: «صداقتنا في الحياة، لكن في العمل أنا ممثل وهو مخرج يختار من يلائمه الدور، وبيننا كيمياء تجعلنا نتفاهم سريعاً، ولا يوجد دور قدمته مع محمد سامي إلا ونجح وأشاد به الناس، حتى دور (ضيف الشرف) في (ولد الغلابة) حصلت عنه على جائزة».
ويرى زاهر أن «سامي يدرك (الخلطة السرية) للنجاح التي تجعل الجمهور يجلس متابعاً أعماله حتى النهاية، وأنه نجح في جمع الجمهور العربي حوله على غرار (الأسطورة) و(البرنس) و(جعفر العمدة)، فهو يجيد الحبكة التي تربط المشاهد، وقد تصدر (نعمة الأفوكاتو) المركز الأول في نسبة المشاهدات على منصة (شاهد)».
وكشف زاهر أنه لم يكن متحمساً لتقديم شخصية «صلاح» بمسلسل «نعمة الأفوكاتو»، مبرراً ذلك بقوله: «لا أحب الرجل المهزوم، فالرجل يعني القوة والقوامة وليس الضعف والمهانة، لكن محمد سامي أقنعني به، وهو شخصية موجودة للأسف في مجتمعنا، وهناك فئة العاملات بالمنازل معظمهن ينفقن على أزواجهن العاطلين، وهو أمر مستفز حين يقبل رجل أن تنفق امرأة عليه، ويبيعها إذا تحسنت أوضاعه».
وفي مسلسل «محارب» قدم زاهر دور المحامي «حسام الجيوشي»، وهو شرير بطبعه ويوضح زاهر: «السيناريو كتبه محمد سيد بشير بحرفية عالية وقد منح لكل شخصية حقها، ورغم صداقتي مع حسن الرداد لكن هذا أول عمل يجمعنا، وجمعتنا مشاهد تحولت لمباراة في التمثيل، كما أنها المرة الأولى التي أعمل فيها مع المخرجة شيرين عادل، فهي مخرجة هادئة، وتساعد الممثل الذي يجتهد في تجسيد شخصيته»
وحول شغفه بأدوار الشر يقول زاهر: «هذه هي أفضل الأدوار التي عرضت علي منذ 3 سنوات، وأرى أن أدوار الشر قماشتها عريضة، ويمكن أن نشكّلها كما نريد، ولا بد أن أدرسها بشكل وافٍ، وأتفق على ملامحها وأسلوبها مع المؤلف والمخرج».
وعمن يعجبه في أدوار الشر حالياً، يقول: «أحب أداء محمد ممدوح وفتحي عبد الوهاب لأنهما يؤديان الشر من منطقة جديدة ومختلفة».
وشهد مسلسل «محارب» مشهداً واحداً جمع زاهر وابنته ملك وهو يعنفها ويصفعها ويجذبها من شعرها، ويتحدث عن هذا المشهد قائلاً: «حينما أمثل أركز في الشخصية التي أؤديها أنسى ما عداها، وملك كانت تؤدي بثقة ولم تهتز وقد احتل المشهد التريند لعدة أيام».
وذكر الفنان المصري أنه «لأول مرة هذا العام لا أجد وقتاً للجلوس مع أي من بناتي لقراءة أدوارهن ومناقشتها معهن، لانشغالي بالتصوير، لكنني فوجئت بأن كلاً منهن نجحت بشكل فاق ما توقعته، ليلى بشخصية (نسمة كاريزما) في مسلسل (أعلى نسبة مشاهدة)، وأنا شخصياً تفاجأت بأدائها وبالنجاح الذي حققته أغنيتها بالمسلسل، لكن أزعجني كلام البعض والتنمر على أدائها وأنها كانت تلوي فمها، وأن رد فعلها كان (أوفر)، لأن الأمر أبسط من ذلك، فمن لا يعجبه أداؤها لا يشاهدها».
وأضاف: «أما منى الصغيرة التي طلبها المخرج محمد سلامة في مسلسل (إمبراطورية ميم) وتمسك بها، فقد تفاجأت بأنها أكثر جرأة من شقيقتيها»، ووصفها بأنها «دمها خفيف وشاطرة، وهناك مشاهد طويلة صورتها في دفعة واحدة، والحقيقة أنني حين أشيد بهن على أي من حساباتي أجد تعليقات سخيفة، فالبعض يقول إنني أجاملهن، وآخرون يقولون إنني أدفع بهن ليمثلن، وهذا لم يحدث أبداً، فأنا لم أكن أتمنى أن يعملن في مجال الفن، لكن الموهبة تفرض نفسها، ومن الطبيعي أن أشجعهن بصفتي أباً».