أطلق مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة دورته الخامسة والعشرين محتفيا بكونه المنصة الأبرز إقليميا لعرض الأفلام غير التجارية التي شكلت الخطوات الأولى في مشوار عدد من كبار مخرجي ومنتجي السينما في مصر والمنطقة العربية.
وقال الناقد عصام زكريا رئيس المهرجان في الافتتاح “نحتفل بصناع الأفلام الوثائقية والقصيرة الذين يقاومون غواية النجومية والشهرة التي تعد بها السينما التجارية ويختارون أن يكونوا أكثر قربا من الناس وأكثر إخلاصا للأحلام.. هذه الدورة مهداة إلى هؤلاء الأبطال الحقيقيين الذين يقاتلون من أجل الإنسانية”.
وكرم المهرجان اسم المخرج الراحل عبدالقادر التلمساني (1924 – 2003) بمناسبة مئوية ميلاده وعُرض له فيلمان مرممان حديثا هما “الفأس والقلم” إنتاج سنة 1972 و”نهاية خط بارليف” إنتاج سنة 1974. كما سيعرض له فيلم ثالث هو “الماء والحياة” إنتاج سنة 1971، ويصدر المهرجان كتابا لابنة المخرج الراحل مي التلمساني إلى جانب الاحتفال بمئوية النادي الإسماعيلي.
وعبدالقادر التلمساني هو أحد رواد السينما الوثائقية في مصر، كان مخرجا ومنتجا وكاتب سيناريو. كما أنه ناقد وباحث ومترجم.
وكرم المهرجان اسم المخرجة المصرية سميحة الغنيمي التي توفيت قبل أيام، وتعد واحدة من أشهر المخرجات المصريات اللواتي عملن في الأفلام التسجيلية، وأثرت مكتبة التلفزيون المصري بروائع من هذه النوعية من الأفلام، وأشهرها كان “الخيول العربية”، “نغم عربي”، “حارة نجيب محفوظ”، “قناة السويس”، “عاشق الروح”، “رنين الماضي”، “سيمفونية حب”، “قصر عابدين”، “متاحف الأسرة العلوية”، “قصر القبة”، “قصر الطاهرة”، “قصر المنتزه”، “كان حبا”، “رنين الماضي”، “القاهرة رؤية ذاتية”، وغيرها الكثير من الأفلام.
كما كرم المهرجان المخرج الأميركي ستيف جيمس والذي قال في ندوة خاصة بهذا الحدث، إن “صناعة السينما التسجيلية تطورت خلال العشرين سنة الماضية، وهذا شيء إيجابي، وهناك من يحاول أن يكون محايدًا، وهذا يجعل للفيلم التسجيلي رونقَا مثل الفيلم الروائي”.
وأضاف “هناك أفلام إبداعية تسجيلية، وتحقق نجاحَا كبيرًا، ولكن للأسف لا يقارن نجاح هذه الأفلام بالأفلام الروائية الطويلة في إيرادات السينما، ولكن مؤخرًا أصبح هناك تراجع في إقبال الجمهور على مشاهدة الأفلام في السينما”.
كما كرم المهرجان الممثلة المصرية سلوى محمد علي (1964) المعروفة بأدائها دور «الخالة خيرية» في برنامج الأطفال عالم سمسم. بالإضافة إلى عشرات الأعمال في الشاشة التلفزيونية والأفلام السينمائية وذلك بأدوار ثانوية.
وكانت إدارة المهرجان قد أعلنت أنها ستكرّم خلال حفل الاختتام المخرج الفلسطيني مهدي فليفل (1979) والذي أخرج عددا من الأفلام منها “عالم ليس لنا” (2012)، وثق فيه حياة اللاجئ الفلسطيني في مخيّم عين الحلوة في جنوب لبنان. وفيلم “إكسينوس” (2014) المأخوذ من كلمة زينوس والتي تعني أجنبي في اليونانية ويعالج موضوع الهجرة غير الشرعة عبر البحر. إلى جانب فيلم “عرفات وأنا” (2008) وفيلم “عشرون سلاما للسلام” (2013) اللذين يسخران من اتفاقية أوسلو، وفيلم “رجل يغرق” (2017) الذي يصوّر حياة المهاجرين «غير الشرعيين» في اليونان ومعركتهم المريرة من أجل الخبز.
ويعرض المهرجان الذي ينظمه المركز القومي للسينما ويمتد حتى الخامس من مارس 121 فيلما من أكثر من 60 دولة من بينها 18 فيلما ضمن برنامج “الإسماعيلية الفضي” وأربعة ضمن برنامج “الحنين للسينما”.
وإلى جانب عروض الأفلام، ينظم المهرجان ثماني ورش عمل في السيناريو، والديكور، وإنتاج الأفلام الموجهة للأطفال وذوي الهمم، وخيال الظل، والرسوم المتحركة إضافة إلى إصدار سبعة كتب عن المكرمين والسينما التسجيلية ومعرض عن المخرج الراحل شادي عبدالسلام بكاميرا المصور الكبير محمد بكر.
وينظم المهرجان ماستر كلاس للمخرج السينمائي أشرف فايق، يوم الاثنين الموافق الرابع من مارس الجاري بقصر ثقافة الإسماعيلية، تحت عنوان “رحلة الفيلم من الفكرة إلى دار العرض السينمائي”، ويتم خلاله مناقشة كيفية إنتاج الفيلم سواء روائي قصير أو طويل أو تسجيلي.
ويناقش أشرف فايق في الماستر كلاس مراحل إنتاج الفيلم بداية من فكرته وتحويلها إلى السيناريو، حتى خروج النسخة النهائية منه. ويشهد الماستر كلاس جانبا عمليا أيضا حيث يعرض عدد من مشاهد الأفلام على طلبة معهد السينما الذين يحرصون على الحضور في مثل هذه الورشات التدريبية المهمة.
يذكر أن مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة يقيمه المركز القومي للسينما برئاسة الدكتور حسين بكر، ويعد مهرجان الإسماعيلية واحدا من أعرق المهرجانات الموجودة في العالم العربي ومن أوائل المهرجانات المتخصصة في الأفلام التسجيلية والقصيرة حيث انطلقت أولى دوراته عام 1991
