الرئيسية > تقارير وحوارات > يمنيات يواجهن صخب الحرب بالموسيقى (تقرير)

يمنيات يواجهن صخب الحرب بالموسيقى (تقرير)

" class="main-news-image img

من بين أصوات الرصاص ودوي القذائف برزت في اليمن، مؤخرا، أول فرقة فنية نسائية تواجه أوجاع الحرب بالموسيقى والغناء واللحن الشجي.

 

 

 

بعد شهور من التدريب على أيدي متخصصين في الموسيقى أبصرت النور أول فرقة موسيقية نسائية في مدينة عدن بجنوب اليمن لتفتح أبواب الأمل أمام انتعاش حركة الفن واستعادة دور المرأة اليمنية بشكل عام.

 

وانطلقت هذه الفرقة النسائية في عدن جنوبي اليمن، وهي المدينة التي يغلب عليها طابع المدنية والفن والجمال منذ عقود.

 

وتأسيس هذه الفرقة يشكل سابقة أولى من نوعها، ليس على مستوى مدينة عدن فحسب، بل في اليمن كاملا، حيث يتم التدريب على العزف والغناء واستخدام الآلات الموسيقية بشكل فني بديع، في سبيل إخراج البلاد من صخب الحرب والوجع إلى فسحة الفن والموسيقى.

 

وتم تأسيس الفرقة من قبل مشروع “الفن مهنتي” في عدن، وحظي المشروع الفني بإعجاب واهتمام الكثير من اليمنيين، ويعمل على تدريب الفتيات في مجال الفنون الموسيقية والإدارة الثقافية.

 

ويقول شعيب العفيف مدير مشروع “الفن مهنتي” إن الفرقة الموسيقية النسائية لديها حب وشغف لهذا المجال، وتعمل بكل حب من أجل الاستمرارية والصمود في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد”. وأضاف العفيف أن “الشعب اليمني ملّ من الحرب والعنف والدمار، وخصوصا النساء.. فاليمنيون لا ناقة لهم ولا جمل في هذا الصراع المستمر منذ سنوات”.

 

وشدد على أنه “بهذه الفرقة نستطيع إيجاد جو ملائم للنساء لخوض مشوارهن الفني”. 

 

وطالب الجهات المعنية بتنمية المواهب الفنية لدى النساء والفتيات، من أجل تعزيز الساحة الفنية بكوادر نسائية مدربة ومؤهلة قادرة على العزف والغناء. 

 

ويقول مدير مكتب الثقافة في عدن الموسيقار أحمد صالح بن غودل إن تأسيس فرقة فنية نسوية جاء بعد خضوع أعضاء الفرقة لتدريبات استمرت لثلاثة أشهر على يد الفنانين وهيب الجرادي وجميل شماخ وبدعم من مؤسسة التنمية والفنون تحت إشراف مكتب الثقافة.

 

وقال “شيء رائع وجميل أن تنهض مدينة عدن وتستعيد عافيتها من خلال الفن الراقي الذي تمثله، وثقافتها في الماضي والحاضر” والتي وصفها بأنها مدينة رائدة في العمل الفني والغنائي والثقافي في منطقة الجزيرة العربية والخليج خاصة الفن والمسرح والسينما.

 

وأشار إلى استمرار تدريب المشاركات في الفرقة الفنية النسائية ليصبحن ممثلات في نشر الثقافة الإيجابية مثل الألحان والفن البديع والموسيقى من خلال مشاركة الفرقة في الحفلات والمهرجانات الثقافية والفنية.

 

من جهته، قال الفنان وعازف العود وهيب الجرادي الذي أشرف على تجهيز الفرقة النسائية إن عشر فتيات يمنيات خضعن لتمرينات مكثفة في عزف الموسيقى باستخدام العود وآلات أخرى مثل الكمان والبيانو ضمن مشروع "الفن مهنتي" الذي يهدف إلى تدريب النساء في مجال الإدارة الثقافية والعزف على الآلات الموسيقية.

 

ويرى مختصون أن تأسيس فرقة موسيقية نسائية في عدن سيعيد لهذه المدينة العريقة بصيص أمل في إيجاد حراك ثقافي وفني وغنائي كما سيعيد لها مكانتها الطبيعية باعتبارها واحدة من أبرز حواضن الفن والغناء رغم ظروف الحرب القاسية.

 

وضمن مساعي الاتحاد الأوروبي المستمرة في دعم المرأة اليمنية وتعزيز وجودها في البلاد عبر عدة مشاريع، برزت هذه الفرقة كنوع من الاهتمام الدولي بالقطاع النسوي في اليمن.

 

وتقول المغنية والعازفة فرح قائد، وهي إحدى أعضاء هذه الفرقة النسائية، إن من دوافع إنشاء الفرقة تعزيز وجود المرأة في مجال الموسيقى، خصوصا العزف، لكونها مغيبة تماما عن هذا الجانب. 

 

وأضافت فرح أن "الفرقة لاقت انتشارا واسعا وصدى كبيرا في أرجاء اليمن".

 

وأشارت إلى أنه في البداية انقسم المجتمع بين مؤيد ومعارض لإنشاء الفرقة الفنية النسائية. وأوضحت أن الفرقة ما تزال حاليا في طور التعلم والتمكين.

 

وتابعت "فرقتنا الفنية حاليا تحاول الظهور للجمهور بصورة جميلة وتبحث عن الدعم". 

 

وشدّدت على أهمية الفن في صنع المحبة والسلام والوئام، خصوصا في البلدان التي تشهد حروبا وصراعات مثل اليمن.

 

وتضيف أنه "لطالما كان الفن حاضن الجمال والحب، بل إن لغة السلام هي الفن كما هو معروف، والعلاقة بينهما وطيدة، ونستطيع أن نخلق تفاعلا جيدا من خلال الفن الذي عبره يحلّق الإنسان إلى فضاءات الهدوء النفسي ويصبح أكثر قابلية للحب ونشر السلام".

 

وحول طموحها الفني المستقبلي تقول فرح "أنا طموحي الوصول إلى العالمية.. أحلم أن أكون عازفة ومغنية عالمية حتى أخبر العالم أن اليمن بلد فيه أشياء جميلة".

 

وتابعت "أتوق إلى نشر الثقافة الإيجابية مثل الألحان والفن والموسيقى، والفرقة تسعى لأن تصنع لها اسما في عالم الموسيقى اليمني، وأن تسعد الجماهير التي سئمت من الألم والحرب".

 

وتوجه فرح رسالتها إلى اليمنيين قائلة "أتمنى أن نتعلم أهمية الوعي الجيد وصناعة الحب والتعايش، لأن الوعي يجعلنا نستطيع التمييز بين الأمور الصحيحة التي ينبغي علينا كمجتمع أن نقوم بها، والتطلع إلى التقدم المعرفي والفكري، لأننا من خلالهما نصبح مجتمعا أرقى وله مكان في عالم اليوم".

 

ومن رحم الوجع قد يأتي الحب، ومن الواقع القاسي قد يخلق الشغف بالفن والسلام، خصوصا لدى العنصر النسائي الذي يميل عادة إلى الهدوء والفن والجمال.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي