الرئيسية > تقارير وحوارات > مليشيا الحوثي وحرب غزة.. مسرحية مكشوفة لاستغلال مشاعر اليمنيين وتقمص دور البطل (تقرير)

مليشيا الحوثي وحرب غزة.. مسرحية مكشوفة لاستغلال مشاعر اليمنيين وتقمص دور البطل (تقرير)

" class="main-news-image img

 

 

 

 

بعد عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي في عمق الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين خرجت مليشيا الحوثي التابعة لإيران في اليمن متبجحة بخطابها أنها أطلقت عددا من الصواريخ والمسيرات على أهداف إسرائيلية بزعمها نصرة المقاومة الفلسطينية.

لكن ثمة تساؤل يثير حفيظة مراقبون لماذا إيران التي ضجت العالم بمشروع تحرير فلسطين رفضت المشاركة بنفسها في الحرب الأخيرة على إسرائيل بل ونفت بتصريح رسمي جاء على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، الذي أكد موقف إيران، الذي حدده المرشد علي خامنئي منذ بداية الحرب، حيث قال كنعاني لصحيفة "أترك" الإيرانية" إن طهران لا نية لها لتوسيع نطاق الحرب، وهي غير معنية بالتدخل العسكري إذا لم تتعرض مصالحها للخطر".

لكن مراقبون يرون أن إيران أوعزت إلى أذرعها في المنطقة للمشاركة في الحرب الودية على إسرائيل حتى تمسح عن جبينها غبار التناقض ويرون أن لإيران اليد العليا في اختطاف الحوثيين سفينة الشحن التي يقال إنها مملوكة لرجل أعمال صهيوني يدعى رامي أنغر، ويستبعدون أن يكون لدى مليشيا الحوثي إمكانيات عسكرية وآليات رصد تسمح لها بتتبع السفينة التي كانت قادمة من تركيا عبر قناة السويس ومن ثم باب المندب حتى وجهتها النهائية الهند.

تباينت الرؤى حول العمليات التي تبنتها مليشيات الحوثي، فالبعض ينظر لها على أنها محاولة حوثية لتلميع نفسها بعد أن خسرت شعبيتها في الشارع اليمني مستغلة القضية الفلسطينية التي يتفق عليها كل اليمنيون، والبعض الآخر نظر إليها بإعجاب، فيما نفت حركة حماس المزاعم الحوثية بهذا الشأن، وقالت عبر الناطق باسمها "أسامة حمدان" في مؤتمر صحفي، عندما سئل عن صواريخ الحوثيين وموقف المقاومة الفلسطينية منها، قال: ليس لدينا أي معلومات حقيقية، وحين نتأكد من ذلك سنتحدث عنها.

فكيف يمكن قراءة هذه الأعمال التي تقوم بها جماعة الحوثي!؟

ما الهدف!!

 

في تصريح لوكيل وزارة الإعلام اليمنية، الأستاذ أحمد المسيبلي يقول إن ‏اختطاف الحوثيين لسفينة الشحن الإسرائيلية ⁧‫يهدف لاستقدام سفن حربية غربية وصهيونية للسيطرة على البحر الأحمر وباب المندب.

 

يضيف أن ذلك سيتم بذريعة الحماية من القرصنة بينما هي لخنق الدول العربية والتحكم والسيطرة التجارية على الممرات الدولية. 

 

يشير إلى ما يجري من تلميع لجماعة الحوثي الإرهابية كارثي، حيث أنها قتلت اليمنيين ودمرت اليمن وكادت أن تسقط قبل شهرين من قبل الشعب الذي يطالب برواتبه المنهوبة.

 

يؤكد أن دعم الحوثي بالسلاح الخطير استكمالا لمعاركه الإرهابية القادمة، وتحقيق المشروع الصهيوني - الصفوي.

 

مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران تضرب الصواريخ والمسيرات وفي الاخير تبنت عملية اختطاف سفينة من المياه الدولية للبحر الأحمر بزعمها أن الهدف من كل هذا محاربة الكيان الصهيوني ونصرة أهل غزة.

بينما واقع المليشيا وهدفها غير المعلن الذي تسعى لتحقيقه هو تحسين شروطها التفاوضية في التسوية المرتقبة التي يجري التفاوض حولها في الرياض يقول الناشط السياسي اليمني "محمد عبدالكريم" أن مليشيا الحوثي تسعى من خلال خطفها للسفينة التجارية الإسرائيلية إلى كسب عواطف الشعب اليمني في ظل المجازر التي ترتكبها اسرائيل بحق اخوننا في غزة.

واضاف: إن كسب مليشيا الحوثي لعواطف اليمنيين الذين يتألمون لما يتعرض له اخوننا في غزة يعني تأليب حاضنة شعبية جديدة المليشيا وقد تكون كبيرة لأن شعبنا ما شاء الله عاطفي وبالتالي تمكن المليشيا من تحسين شروطها في المفاوضات الجارية في الرياض.

واشار: الأحداث الأخيرة في غزة اعتبرتها المليشيا ورقة رابحة حيث مكنتها من كسب مؤيدين جدد من عوام الشعب خصوصًا بعد ما صرحت أنها أطلقت عدد من الصواريخ والمسيرات على أهداف إسرائيلية.

توفير غطاء للتخدم

لكن مكم  الخطورة في التصعيد الحوثي هو أن مليشيا الحوثي توفر غطاء لإسرائيل للانتشار والسيطرة في البحر الأحمر، بحيث يصبح البحر الأحمر تحت السيطرة والنفوذ الإسرائيليين بحسب الإعلامي "محمد مثنى: "سيجد الصهاينة الآن المبرر لتنفيذ مخططاتهم في البحر الأحمر وفرض هيمنتهم عليه،  وأعتقد أن المنطقة العربية أمام ترتيبات جديدة يتم استخدم الحوثيين كذريعة لتحقيقها وهو ما ستكشفه الأيام في حال توسعت أحداث غزة إلى حرب إقليمية".

ويضيف مثنى: "مليشيا الحوثي قدمت خدمة ذهبية لإسرائيل حيث وفرت لها غطاءً للسيطرة على البحر الأحمر وما يمثله من موقع استراتيجي وهو ما تريده إسرائيل منذ سنوات".

ووصف المحلل السياسي الفلسطيني إيهاب جبارين،  إعلان مليشيا الحوثي اختطاف سفينة تابعة للاحتلال الصهيوني في البحر الأحمر بأنها قدمت خدمات عديدة للاحتلال.

وعدد جبارين، وهو خبير في الشأن الاسرائيلي، الخدمات التي يستغلها الاحتلال نتيجة إعلان المليشيات أبرزها تعزيز رواية الإحتلال الصهيوني حول حربهم الإقليمية ضد الإرهاب.

وأضاف جبارين، في مداخلته على قناة الجزيرة الإخبارية، أن الاحتلال استغل حادثة السفينة المختطفة للتمويه عما يرتكبه في غزة من جرائم وعما يتكبده من خسائر بشرية وفي الآليات والمعدات.

وقال جبارين: "إن الحادثة أوجدت للاحتلال ذريعة إقليمية للغرب للتدخل العسكري المباشر بل ودفعهم بالقوة إليها، إضافة إلى التمويه على الشارع الإسرائيلي في أن الاحتلال يخوض حرباً إقليمية وليست في غزة وحدها".

تمثيلية مفضوحة ومستهلكة

ويرى ناشطون أن إعلان المليشيا الحوثية عن قيامها بخطف السفينة التجارية الإسرائيلية ماهو إلا تمثيلية هزلية مفضوحة ومستهلكة.

يقول محمد البحيري "ناشط طلابي": "إن موضوع السفينة التي أعلنت مليشيا الحوثي اختطافها ما هي إلا عباءة يحاول الحوثيين والصهاينة جعلها كغطاء لعلاقتهم الحميمة فهما وجهان لمشروع واحتلال".

ويضيف: "الحرب بين الحوثيين والصهاينة مسرحية هزلية مفضوحة ومستهلكة يحاول الكيان من خلالها تسويق دعاية للحوثي على أنه بطل إسلامي كما فعل سابقًا مع حزب الله، وهم في الحقيقة أدواته".

ويتابع: "لا أعتقد أن تنطلي هذه التمثيلية على الشعب اليمني، فالزمن قد تغير والشعوب العربية أصبحت أوعى وتدرك جليًا حقيقة التخادم الحوثي الصهيوني".

ويؤكد: "أن مليشيا الحوثي لا تختلف بجرائمها عن الاحتلال الصهيوني من القتل والتنكيل بالمدنيين والأطفال والنساء وأنه لا محرمات ولا قوانين للحرب في قاموس الصهاينة ومليشيات إيران".

بدوره يقول عيسى العطار "ناشط مجتمعي": "بعدما أعاد التحالف الصهيوني أمريكا وإسرائيل ميناء وسواحل الحديدة لمليشيا الحوثي، وانقذوهم من ضربات القوات المشتركه حينها أهدوهم اليوم سفينة ذخائر".

ويضيف: "السفينة كانت متجهة إلى الحوثيين تحمل دعمًا من أمهم إسرائيل التي لا يختلفون عنها في الجرائم وتدمير المقدسات، وانما خلقوا عذر لوصولها إلى أيديهم".

وأثار موضوع السفينة جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي تصدرته ردود أفعال مابين منتقدٍ وساخر.

الناشطة السياسية خديجة الشرعبي سخرت بمنشورٍ لها على فيسبوك "بخصوص موضوع السفينة .. نحن عارفين البير وغطاه".

ومن جهتها تتساءل الكاتبة الروائية فكرية شحرة، في تغريدة لها: "هل تعتقدون أننا كيمنيين لا نريد أن نخوض البحر سباحة كي نكون مع أخوتنا في فلسطين!! لكننا نقول لكم ما لا تعرفون".

وتضيف شحرة: "الحوثية جماعة ارهابية لا تقل اجراما عن الصهيونية بل أنها وجه آخر للصهيونية، ولقد أذاقت اليمنيين كثير من الويلات والألم والخراب والشتات، وهي أداة بيد امريكا.

من جهته يعلق المحلل العسكري العميد الركن محمد الكميم "حتى مع هذه العملية الغبية لم يقتلوا او يأسروا او يعتقلوا او يجرحوا لا امريكي ولا اسرائيلي".

ويضيف: "طلعت السفينة مش اسرائيلية والبحارة مش اسرائيليين،  عشرون سنة كذب وخداع وقتل في اليمنيين لا غير".

ويختتم الكميم تغريدته متهكما "كان استحوا شوية واقتلوا لنا أو أسروا ولو واحد بس عشان تمشي التمثيلية ونصدقها".

ناشطون عرب شاركوا في الجدل ساخرين من الحوثي، من جهته علق الإعلامي في قناة الجزيرة فيصل القاسم بتغريدة له عل منصة إكس اختطفوا اليمن بأكمله لصالح مشغليهم في ايران والان يعتقدون ان العرب سينسىون ما فعلوه باليمن وسيصفقون لهم لمجرد انهم اختطفوا قارباً فيه بضعة اسرائيليين. "روح عمي روح".

وأضاف القاسم: اذا كان في ميليشيات ايران في اليمن ذرة رجولة، فليأتوا الى جنوب لبنان او الحدود السورية وليحاربوا اسرائيل.

وزاد: لكنهم لا يستطيعون لأن رسنهم بيد ايران وايران تقبض المليارات المجمدة  يوميا من امريكا وهي تتاجر بقطيعها في سوريا ولبنان والعراق واليمن من اجل مصالحها فقط. عملية مقاولة لا اكثر ولا اقل. وحرب غزة فضحت المستور. "صب عمي صب".

من جهته غرد الصحفي السوري غسان ياسين: الحوثي والأمونيوم العام خناجر غدر غرستهم إيران في جسد الأمة العربية.

وأضاف ياسين: هذا الاحتفاء المبالغ فيه بالمسرحية التي أداها الحوثي اليوم محزن جداً "ويلٌ لأمة تجهل أعداءها".

ابتزاز مالي وتحشيد بذريعة نصرة غزة

بذريعة العدوان الإسرائيلي على قطاع فرضت مليشيا الحوثي جبايات مالية على التجار والمؤسسات في المناطق الخاضعة لسيطرتها المسلحة، بمبرر دعم قوتها الصاروخية المساندة للمقاومة في غزة..

ويقول شمسان عساج "تاجر الجولان":   "إن المليشيا أرسلت عناصرها المسلحة، للتجار ومختلف المؤسسات، وفرضت عليهم جبايات مالية بالقوة، وهددت المخالفين بغرامات وعقوبات واسعة، وطالت المدارس والمستشفيات الخاصة والحكومية، وشركات بيع الأدوية، والتجار وعقال الحارات والوجهاء".

ويضيف: "سمعت أن المليشيا عقدت اجتماع لقياداتها وعناصرها بهدف تحصيل المبالغ المالية المفروضة ورفعها إلى مستويات عالية".

ويؤكد: "أن المليشيا استغلت الأحداث الجارية في غزة لجمع الأموال إلى خزينتها في الوقت الذي لن تتحصل المقاومة في غزة أي مبالغ من تلك الأموال المنهوبة".

المواطن حليم المحمدي يقول: " استغلت المليشيا الحوثية الأحداث الدامية التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي في غزة للتحشيد والتجنيد في المدارس والجوامع والجامعات بذريعة نصرة المقاومة في غزة".

وزاد: "في نفس الوقت تقوم باستقطاب الشباب وصغار السن، لكن لا يصل منهم أحد إلى غزة، وانما تزج بهم في محارق الموت بجبهات القتال في عموم اليمن".

تساؤل مليشيا منعت المصلون من أداء التراويح، فجرت مساجد ودور تحفيظ القرآن، قامت بقتل حفاظ القرآن وتقتل شعبنا كل يوم هل يمكن برأيكم أن تنصر المسجد الأقصى وفلسطين!؟


الحجر الصحفي في زمن الحوثي