الرئيسية > محليات > علماء يطلقون نداء استغاثة لإنقاذ آثار اليمن في المؤتمر السبئي بالأردن

علماء يطلقون نداء استغاثة لإنقاذ آثار اليمن في المؤتمر السبئي بالأردن

" class="main-news-image img

 

وجه علماء الآثار في المؤتمر السبئي المنعقد بالعاصمة الأردنية عمان نداء استغاثة لإنقاذ الآثار اليمنية من العبث والنهب والتدمير الذي تتعرض له في الأزمة الحالية وما يترتب على ذلك الدمار من طمس الهوية اليمنية ومحو المعالم الإنسانية لليمني القديم. وأطلق الدكتور محمد علي الحاج أستاذ الآثار والنقوش اليمنية القديمة المشارك بقسم الآثار جامعة صنعاء وقسم الآثار جامعة حائل نداء استغاثة لإنقاذ الآثار والنقوش اليمنية القديمة في محافظتي مأرب والجوف، وذلك خلال انعقاد فعاليات مؤتمر الدارسات السبئية الذي عقد في الأردن (البحر الميت) خلال الأيام من 17-19 سبتمبر 2023م، والذي حضره ما يقارب من 50 باحثا وعالم آثار وممثلي منظمات الآثار والتراث في العالم، برعاية المؤسسة الأمريكية لدراسة الحضارات.

 

 

واستعرض الدكتور الحاج في ورقته العلمية التي ألقاها أمام الحاضرين، والتي حملت عنوان: (واقع التراث الثقافي الأثري في محافظتي مأرب والجوف، دعوة لإنقاذ آثار اليمن ونقوش المسندية في مراكزه الحضارية) واقع التراث الثقافي الأثري اليمني في محافظتي مأرب والجوف وما تتعرض له من أعمال نهب وتدمير وطمس وتشويه، مستعرضًا أمام الجميع ما تعرض له كل من معبد أوام مؤخرًا (محرم بلقيس) في واحة مارب من أعمال نهب وتدمير، وما تعرض له معبد أوعال صرواح من أعمال عبث وتدمير وتشويه، وكذلك ما تعرضت له المدن السبئية والمعينية في منطقة مجزر ووادي الجوف من نهب وتدمير وطمس وسرقة آثارها ونقوشها المسندية وتهريبها إلى خارج اليمن.

مشيرًا إلى أن أثار ونقوش محافظتي مأرب والجوف بكل مكوناتها المعمارية والنقشية والفنية هي عمود التاريخ اليمني القديم، وبنيته الأساسية، ومخزون إرثه الوطني، وفيه اجتمعت جميع مراحل التاريخ اليمني وآثاره منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى العصور التاريخية. وحذر الدكتور الحاج من أنه مالم يتخذ في حقها إجراءات عاجلة بالحماية والصون فإن ذلك الإرث الثقافي في طريقه للفناء، منوهًا إلى أن الوقت قد حان أن تستحث الحكومة اليمنية الخطى نحو نهضة صحيحة وأن تستشعر بكل مكوناتها أن التراث الثقافي الأثري اليمني من معالم ومواقع وقطع أثرية ليست مجرد حجارة أو شيء من الماضي أو سلع تجارية تقضى بها مارب فحسب كما يراها البعض، وإنما هي وعي وإدراك للإنسان اليمني وتشكيل لثقافته الوطنية وإثرائها، وممثل لعظمته وعراقته ونسب وهوية له، وتعزيز للانتماء إلى الأرض.

ونوه الحاج إلى أن التصدي لقضية التهام التراث الثقافي الأثري اليمني وضياعه بات أمراً في غاية الأهمية إذا أردنا أن نحافظ على ذاكرتنا وأمجادنا ووعينا بذاتنا، وأن نواصل مسيرتنا الثقافية والحضارية بجدارة واستحقاق، وإن الأمم لا تستطيع أن تنهض نهضة صحيحة إلا إذا فهمت ماضيها أحسن الفهم، واتخذت منه قنطرة إلى المستقبل.

ووجه الحاج في المحفل العلمي نداءً عاجلا للحكومة اليمنية بجميع أطرافها والمجتمع والسلطة المحلية في مأرب والجوف بالتحرك السريع نحو حماية الإرث الثقافي اليمني في محافظتي مأرب والجوف واتخاذ الحلول والتدابير الناجعة لصونه، وتبني استراتيجيات حماية وإدارة كاملة للحفاظ على المعالم والمواقع الأثرية في محافظتي مارب والجوف وتوحيد الجهود الإدارية والتنظيمية لتطبيقها في أسرع وقت ممكن، كما سجل ندائه العاجل أيضًا إلى المنظمات الدولية المعنية بحماية الممتلكات الثقافية، وفي مقدمتها منظمة اليونسكو أن تلتزم بدورها وواجبها وتوصياتها كما ينبغي في حماية وصون التراث الثقافي الأثري اليمني، بوصفه جزءًا من التراث الثقافي الإنساني المهدد بالخطر والفناء، وأقلَّ ذلك منع بيعه وتهريبه للخارج.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي