الرئيسية > نوافذ ثقافية > صدور الأعمال الكاملة وغير المنتهية للروائي غسان كنفاني..

صدور الأعمال الكاملة وغير المنتهية للروائي غسان كنفاني..

" class="main-news-image img

  قليلاً ما نقرأ عن مشروعات كتابية لم تكتمل، أو لم يتسنى لأصحابها إكمالها بسبب الموت أو المرض أو السجن أو غيره من الأسباب القاهرة، لكن هناك ما يستحقّ قراءة بعض تلك الكتابات التي اختارت لنفسها السيناريو الأنسب كخاتمة.

  في هذا الإطار، جمعت "دار العائدون" للنشر والتوزيع في عمّان، "الأعمال الروائيّة الكاملة" والأعمال غير المكتملة، للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني (1936-1972)، الذي يمثّل نموذجاً ثقافياً ونضالياً خاصّاً.

  يضمّ الإصدار الجديد روايات كنفاني المنشورة سابقاً، وهي "رجال في الشمس"، "أم سعد"، "ما تبقّى لكم"، "عائد إلى حيفا"، "والشيء الآخر"، فضلاً عن رواياته غير المكتملة "العاشق"، "الأعمى والأطرش"، "برقوق نيسان".

  جاء الإصدار في 300 صفحة من القطع الكبير، وقدّم له الباحث والناقد الدكتور محمد نعيم فرحات، وافتتح بأبرز رواياته "رجال في الشمس"، الصادرة في بيروت عام 1963، والتي لا تزال واحدة من أبرز الأعمال الخالدة التي تجسّد المأساة الفلسطينية المستمرّة.

    الصوت الفلسطيني

  لقد عبّرت "رجال في الشمس" عن مرحلة ما بعد النكبة، "إنها الصراخ الشرعي المفقود، والصوت الفلسطيني الذي ضاع طويلاً في خيام التشرّد، الصوت الذي يختنق داخل عربة تقود الجميع إلى الموت، موت ثلاثة رجال في خزان تحت الشمس"، ويبقى السؤال البديهي معلقاً "لماذا لم يدقّ الرجال جدران الخزان كي لا يموتوا".

  وجاءت مقدّمة الدكتور فرحات للأعمال الكاملة على شكل قراءة تحليلية لنصوص كنفاني، "كانت مساهمة غسان في الكلام والقول والصوت، من أعلى أشكال الفعل الفلسطيني التاريخي، عند شعب جرى تجريده من كل شيء، ووجد نفسه في مهبّ تاريخ لا يرحم، ولم يبقَ لديه سوى الكلمات وقوّتها كي يحيا ويقاوم".

  أضاف: "منذ نصوصه الأولى في "موت سرير رقم 12"، أفصح كنفاني عن قراءة عميقة للحياة والواقع وأسئلتهما، وذلك بتزامن مدهش بين النص وتاريخه وتحوّلاته، ثم مضى صعوداً في خياراته، كما كشفت عن ذلك "أرض البرتقال الحزين" التي روت الفقد والانكسار والألم، وخزّان "رجال في الشمس" الفعلي والذهني، الذي أغلق على الفلسطينيين ثغرة النجاة".

  تابع: "محمولاً على قوّة حنينه فقط في "عائد إلى حيفا"، يقف كنفاني على ركام رهاناته ورمادها معاً، وصولًا إلى رايات "أم سعد"، التي كانت تعلن عن الزمن الجديد".

   نال غسان كنفاني جائزة أصدقاء الكتاب في لبنان عن روايته "ما تبقّى لكم" عام 1966، كما نال جائزة منظمة الصحافيين العالمية ( I.O.J ) عام 1974، وجائزة "اللوتس" التي يمنحها اتحاد كُتّاب آسيا وأفريقيا عام 1975.

  اغتيل كنفاني في 8 يوليو عام 1972، في حادث تفجير سيارته بمنطقة الحازمية قرب بيروت، واستشهد برفقه ابنة شقيقته "لميس".


الحجر الصحفي في زمن الحوثي