الترجمة إلى العربية ملف كبير ومفتوح لكن ماذا عن التابوهات؟ وماذا عن بعض الحواشي والتفاصيل التي قد لا تكون مناسبة للثقافة العربية؟ هناك أيضا جدل حول نسبة التصرف في النقل والصياغة المتاحة للمترجم وحول ما إذا ينبغي الالتزام التام بنسبة 100% بالنص أم التصرف في بعض المواضع التي تتطلب ذلك وقد سألنا المترجمين عن تجاربهم مع الترجمة وهنا ما قالوا حول هذه المسألة.
يقول المترجم أحمد ليثى:"قد يتصرف المترجم ليوضح جملة ما، معنى ما للقارئ العربي، لكن التصرف في عدم نقل مشاهد عشان فيها جنس او عدم نقل أفكار معينة عشان لا تتفق مع أيديولوجيته فهذا ليس تصرفا ولا ترجمة، بل أقول عنها بأبسط تعبير أنها ترجمة مؤدلجة وعدم أمانة من المترجم في نقل النص".
ويضيف: "إذا كان ما أترجمه ليس مناسبا فإني لا أترجمه من البداية أساسا فأنا أترجم كل شيء دون تخفيف مهما كانت التابوهات ومهما كانت الجمل غير معتادة فالنص يُترجم كما كتبه الكاتب".
ويتابع: "الأصل في الترجمة بنقل الثقافة الأخرى التي أقوم بترجمتها، وليس الحذف منها، أنا لا أنقل كلمات بس أنقل ثقافة كاملة".
يقول المترجم ماجد فتحي إن ترجمة النص الأصلي بحذافيره في بعض الحالات تكون غير ملائمة للمتلقي العربي وهنا يشير المترجم إلى ذلك في المقدمة أو الهوامش والمثال على ذلك يتضح في ترجمة بعض الألفاظ غير الملائمة مثلا.
ويضيف أن هناك كتب أجنبية يدس فيها الكاتب السم في العسل وهنا لا بد للمترجم أن يعلق على ما أشار إليه الكاتب في الهوامش ضاربا المثل بموجز دائرة المعارف الإسلامية التي يعتبرها نموذجا على الترجمة بهذه الطريقة.
وقال إنه اتبع هذه الطريقة في ترجمة كتاب ويليام إدوارد لين الذي يصدر قريبا عن المجتمع العربي في ألف ليلة وليلة لافتا إلى أن الكاتب حين يذكر شيئا غير ملائم عن الإسلام مثلا فإنه ينبغي الإشارة إلى ذلك في الهامش، فذكر ما قاله الكاتب في النص الأصلي لا يمنع إشارة المترجم إلي جمل معينة عبر الهامش والمقدمة.