لم تعد مخاطر مراكز الحوثي الصيفية تتوقف عند حدود استقطاب الأطفال وشحنهم بالطائفية ومن ثم تجنيدهم وإلحاقهم بميليشياتها، بل اتسع نطاقها ليشمل الفتيات وربات البيوت واللواتي بدأت جماعة الموت الحوثية بإستقطابهن والحاقهن بمراكزها الطائفية في العام الماضي ليشهد هذا العام التحاق أعداد كبيرة من الفتيات والنساء.
وتحت مزاعم محو الأمية وحماية المرأة من الغزو الفكري قامت ميليشيا الحوثي بتكليف كادر تعليمي من الزينبيات والمعلمات المواليات لها بعملية استقطاب الفتيات وربات البيوت وتلقينهن المنهج الحوثي وغسل عقولهن وشحنها بالأفكار الطائفية وثقافة التطرف ودفعهن للزج بأبنائهن في صفوف الميليشيا وإلحاقهم بجبهات الموت الحوثية.
ومنذ العام الماضي اتجهت ميليشيا الحوثي لتوسيع نشاط مراكزها الصيفية والانتقال بها من المساجد إلى المدارس الخاصة التي تم اجبار مالكيها على تسليمها للجماعة خلال العطلة الصيفية، كما قامت بإعداد منهج تعليمي يحوي فكرا طائفيا وسلاليا خالصا يستهدف طمس قيم ومبادئ التعايش وثقافة التسامح واستبدالها بثقافة تدعو للتشيع والتطرف والعنف وتغذي فكرها السلالي العنصري الذي تتجه الجماعة من خلاله لتقسيم المجتمع اليمني.
وفي الوقت الذي تتغنى ميليشيا الحوثي بنجاحها في خلق تفاعل مجتمعي مع رسالتها التنويرية المزعومة ووصولها إلى عمق البيت اليمني، قالت دراسات إحصائية إن حقن الأطفال بالحقد والكراهية والتعبئة الخاطئة في مراكز الحوثي، بدأت انعكاستها تتجلى في سلوكيات الأطفال مع اسرهم وأقاربهم، مشيرة إلى أن خطر مراكز التعبئة الحوثية تحول إلى قنبلة اجتماعية أول ضحاياها أولياء أمور وأقارب الملتحقين بهذه المراكز.
وأكدت الإحصائيات أن خطر مراكز الحوثي الطائفية أصبح حقيقة دامغة ممهورة بدماء عشرات الضحايا من الآباء وأقارب من التحقوا بدورات ومراكز الحوثي الصيفية خلال الأعوام الماضية، والتي تم ارتكاب جرائمها عقب عودة الأطفال والشباب من تلك المراكز وسجلت أعلى معدل لقتل الأقارب في مناطق سيطرة الميليشيا الحوثي.
وأكد مراقبون أن جماعة الحوثي من خلال توسيع نشاطها الطائفي لا تسعى لملشنة الأسرة اليمنية فحسب بل تستهدف تدمير الأسرة اليمنية واشعال الصراع والاختلاف داخل البيت الواحد، مشيرين إلى أن ما تقوم به جماعة الحوثي من خلال مراكزها الصيفية يقوم على أساس خلخلة وحدة المجتمع اليمني وتقسيمه إلى فئتين مختلفتين ومتناحرتين، فئة موالية وفئة منبوذة سياسيا واجتماعيا.