الرئيسية > تقارير وحوارات > قصة مواطن فقد النطق والحركة.. تكشف جانبا من وحشية الحوثيين بحق المختطفين!

قصة مواطن فقد النطق والحركة.. تكشف جانبا من وحشية الحوثيين بحق المختطفين!

" class="main-news-image img

 

 تكشف مأساة ومعاناة "عبدالله الشنفي" جانباً من الإجرام والوحشية التي تمارسها المليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران بحق المواطنين اليمنيين المختطفين في معتقلاتها المظلمة.   فبعد عامين من الاختطاف القسري، خرج الشنفي الذي ينحدر من منطقة حجور بمحافظة حجة؛ من السجون الحوثية وهو في حالة موت سريري جراء ما تعرض له من تعذيب وحشي وصل حد تهشيم عظامه.   ونتيجة لقساوة التعذيب الحوثي أصيب الرجل بشلل رباعي جعله فاقداً للحركة ولا يستطيع النطق أو حتى الإشارة، باستثناء حركة عينيه، وبات يتنفس صناعيا، فيما يتم تزويده بالغذاء عبر الأنابيب.   بداية المأساة   ينحدر عبد الله أحمد أحمد الشنفي، من منطقة حجور بمديرية كشر بمحافظة حجة، متزوج ولديه خمسة أبناء3 ذكور و2 إناث أصغرهم كان عند اختطافه عمره 4 شهور.   بدأت قصته المؤلمة، عقب حصار المليشيا الحوثية لمديرية كشر وتفاقم المعاناة المعيشية لدى أهالي المنطقة نتيجة التضييق عليهم من قبل الحوثيين، الأمر الذي دفع بعض المواطنين من بينهم الشنفي إلى مغادرة المنطقة للبحث عن عمل لتوفير لقمة العيش لأطفالهم، وفق أحد أقاربه.   وقال المصدر لـ"يمن شباب نت": "قرر عبدالله الانتقال إلى محافظة مأرب بحثاً عن مصدر رزق لتوفير احتياجات أسرته، وفي شهر مايو 2017 وبينما كان في طريقه إلى مأرب ومع مشقة السفر نزل في أحد الفنادق بمدينة ذمار برفقة زوجته وأطفاله الخمسة".   وأضاف "في الليلة التي نزل فيها الفندق تفاجأ بمسلحين حوثيين يقتحمون الفندق، ثم قاموا باختطافه من وسط أسرته وأطفاله واقتادوه إلى جهة مجهولة، ليتم إخفائه قسرا لمدة عامين كاملين".   وأشار المصدر إلى أن أسرة الشنفي عاشت معاناة وآلام وقهر لامثيل لها، لاسيما أطفاله الخمسة وزوجته الذين كانوا برفقته عندما تم اختطافه، ولمدة عامين لم يستطيعوا زيارته، أو معرفة مكانه.   وتابع: "علمنا لاحقاً أن المليشيا أخفته في عدة سجون بداية بذمار، ثم نُقل إلى سجن الأمن السياسي في حجة، ثم نقل إلى جهة مجهولة ولاحقا إلى سجن الأمن والمخابرات الحوثية، ثم سجن الأمن السياسي بصنعاء".   تعذيب أفقده الحركة   خلال فترة الإخفاء القسري التي استمرت لمدة عامين؛ تعرض الشنفي لأشد وأقسى أنواع وصنوف التعذيب النفسي والجسدي من قبل الجلادين الحوثيين، ما أدى إلى إصابته بشلل رباعي وفاقداً للحركة والنطق.   وعلى الرغم من الحالة الصحية الحرجة التي هو فيها إلا أن مليشيا الحوثي تعنتت ورفضت الإفراج عنه إلا بصفقة تبادل مقابل أسير من عناصرها لدى القوات الحكومية في محافظة مأرب، وهو ما تم عام 2019م.   يواصل أحد أقاربه رواية تفاصيل المأساة: "بعد الإفراج عنه ووصوله إلى مأرب في حالة صحية سيئة جدا ومحمولا على سرير قامت أسرته بنقله إلى هيئة مستشفى مأرب العام، وهناك أجريت له الفحوصات والأشعة".   وبحسب التقارير الطبية، فإن الشنفي أصيب بنزيف في الدماغ بسبب تعرضه لضغط توتري حاد وشديد أدى إلى ارتفاع الضغط، ما تسبب بحدوث جلطة ومضاعفاتها.   بالإضافة إلى انحناء شديد جدا في عظمة الأنف الداخلي، نتيجة تعرضه للضرب الشديد على الرأس والظهر، مما سبب له الشلل، فيما أظهرت الأشعة المقطعية للفقرات العنقية والظهرية والقطنية تغيرات في أغلب الفقرات.   ونتيجة لذلك لاتزال معاناة أسرته قائمة، فإلى جانب حالته الصحية؛ في هي تعاني من مرارة النزوح، بعد أن تشردت من حجور وفقدت كل ما تملك، لكن تبقى حالة عبدالله الصحية السيئة هي الأشد قسوة، لعدم قدرتها على علاجه.   وتأمل أسرة الشنفي من الحكومة اليمنية والسلطة المحلية في محافظة حجة الوقوف معها في هذه المحنة التي حلت بها والعمل على رب الأسر المقعد.   من جهتها طالبت منظمة إرادة لمناهضة التعذيب والإخفاء القسري، الحكومة الشرعية والمنظمات الدولية بسرعة تقديم العون والمساعدة والرعاية الصحية الكاملة للمختطف عبدالله الشنفي وأسرته، وإنقاذ حياته، وإخضاعه لعلاج مكثف ونقله إلى خارج البلاد".   جرائم لا تسقط بالتقادم

قصة عبدالله الشنفي هي واحدة من مئات القصص المأساوية والتي تكشف عن حجم وهول الانتهاكات والجرائم البشعة التي ارتكبتها وترتكبها مليشيات المليشيا الحوثية الإرهابية بحق المواطنين المختطفين الذين يقدر عددهم بالآلاف.   ورصدت منظمات حقوقية وفاة العشرات من المختطفين في سجون مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، فيما أصيب آخرون بإعاقات دائمة، وذلك جراء التعذيب الوحشي الذي تعرضون له في الزنازين في مختلف المناطق الخاضعة للمليشيا.   ومؤخرا كشف مختطفون محررون من سجون المليشيا عن تورط قيادات حوثية بممارسة التعذيب بحق المختطفين، وفي مقدمتهم المدعو عبدالقادر المرتضى رئيس لجنة الأسرى الحوثية.   ويطالب رئيس منظمة إرادة جمال المعمري (مختطف سابق تعرض للتعذيب حتى أصيب بشلل نصفي) خلال حديثه لـ"يمن شباب نت"، بتدويل ملف ضحايا التعذيب أمام المحاكم الدولية لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.   كما طالب المعمري، بالعمل الجاد والدؤوب للضغط على المليشيا الحوثية  للإفراج عن كافة المختطفين لديها بأسرع وقت، مؤكد أن ما تعرض له الشاب الشنفي وبقية المختطفين هي جرائم بحق الإنسانية لن تسقط بالتقادم، ولن يفلت مرتكبوها من العقاب".


الحجر الصحفي في زمن الحوثي