الرئيسية > تقارير وحوارات > رغم المخاطر الكبرى .. رجال شبوة ينحتون الصخور لكسب العيش

رغم المخاطر الكبرى .. رجال شبوة ينحتون الصخور لكسب العيش

" class="main-news-image img

  وجد المئات من سكان بلدة (عياذ) بمديرية جردان بمحافظة شبوة شرق اليمن من مهنة استخراج الملح الصخري فرصة للعيش والهرب من شبح البطالة الذي تخطى حاجز الـ 3 ملايين نسمة وفق تقديرات أممية في اليمن خلال السنوات السبع الماضية من زمن الحرب.

 

يقع المنجم الصخري في أراضي قبيلة القراميش ببلدة عياذ بجردان والتي تبعد زهاء100 كيلو مترا عن مدينة عتق عاصمة المحافظة حيث يقتات منه الاهالي دون أي اشراف من قبل الجهات الحكومية ومنه يستخرج العاملون فيها كميات الملح وتجميعها في أكياس قبل تسويقها لعاصمة المحافظة أو محافظة حضرموت المجاورة شرق البلاد.

 

طرق تقليدية

 

يتخذ العاملون في منجم استخراج الملح الصخري في بلدة عياذ أدوات تقليدية لاستخراج مادة الملح من خلال سنارة حديدية يتم ربط بعود من شجر يسمى الشوحط في المنطقة وهي أداة توارثها العاملون في الجبل من الآباء.

 

يقضي العاملون في جبل الملح ست ساعات يوميا في ضرب حبيبات الملح المطلية على ذات الجبل ويختلف حجم الانتاج اليومي من مجموعة الى أخرى حيث يتم تقسيم العمل إلى عدة مجموعات تتوزع بين ضرب الملح وتجميعه وتكسيره وإدخاله في أكياس قبل تسويقه.

 

يتفاوت العمال في المنجم بين يوم واخر ويصل في أفضل ايامه الى 200 عامل في اليوم وبحسب محمد القرموشي فإن الانتاج ليس له كمية محددة لكنه يتفاوت بين يوم وآخر حسب القدرة منهم من يتجاوز في اليوم300كيلو واخرون ينتجون أقل من ذلك بحسب القدرة ثم يتم بعد جمعه في أكياس يتم شحنه وتسويقه بسيارات نقل إلى وادي حضرموت وبيحان كأكثر وجهة يذهبون إليها لتسويق الملح.

 

بيد أن العاملون في مهنة استخراج الملح الصخري يصفون العمل بالمضني وغير المربح لكنه اضطرار من الكثير لتوفير المصروف اليومي حيث أن سعر الكيس أربعين كيلو لا يتجاوز الألف الريال اليمني في ظل موجة الغلاء المتصاعدة.

 

ارتفاع نسبة البطالة

 

وارتفعت نسبت البطالة في اليمن منذ مارس 2015 وفق الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن حيث ارتفعت نسبة البطالة الى65%وازداد الفقر الى80% في وقت اضطرت 41% من الشركات الى تسريح جزء من موظفيها وتقليص رواتبهم فيما أغلقت 26% من الشركات مقارها فيما قتلت الحرب 10900 عاملا بحسب نقابات عمال اليمن.

 

مصاعب

 

ويعدد مبارك محمد العامل في جبل الملح بجردان المصاعب التي يواجهها عمال المنجم منها عمليات الحفر لإزالة التربة من على صخر الملح حيث أن المناجم تغطيها أتربة تزيد على خمسة الى عشرة متر في بعض المناجم وهذا يحتاج إلى امكانات مالية كبيرة، ناهيك عن المناجم شبه المنتهية والعميقة والتي تشكل خطرا على العمال من ناحية الانهيار وسقوط الاحجار على رؤوس العمال في المنجم.

 

مخاطر وضعف الإنتاج

 

لكن العاملين في انتاج الملح الصخري في جبل الملح يرجعون تراجع اعداد العاملين في المنجم الى صعوبة العمل وضعف الانتاج حيث يتراوح أعداد العاملين في المنجم 150-200 في حين كانوا يتجاوزن حاجز الـ 400 في السنوات الماضية جراء سقوط ضحايا لانهيارات الاكوام على العاملين في المنجم خلال ساعات العمل ناهيك عن صحة المردود الذي لا يفي بمتطلبات الحياة المعيشية للعمال.

 

بالإضافة لصعوبة المواصلات لتوصيل العمال للمنجم حيث يذهب العمال سيرا على الأقدام غالبية الأيام حيث أن المناجم تبعد عن مكان وسكن العمال بما يزيد عن سبعة كيلو مترا.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي