الرئيسية > دنيا فويس > ليلة سقوط بغداد .. كيف حاصر المغول عاصمة الخلافة؟!

ليلة سقوط بغداد .. كيف حاصر المغول عاصمة الخلافة؟!

" class="main-news-image img

 تمر الذكرى الـ765 على سقوط بغداد في أيدى المغول، وانتهاء الخلافة العباسية، على يد هولاكو خان، 10 فبراير 1258م، بعد أن حاصرها 12 يوما، فدمرها وأباد معظم سكانها.

  وبعد سقوط الدولة الخوارزمية في فارس، زال الحاجز الذى كان يمنع المغول من التقدم والسيطرة على دولة الخلافة الإسلامية في بغداد، وبمجرد أن سيطروا على فارس أرسل هولاكو إلى الخليفة العباسي أبو أحمد عبد الله المستعصم بالله يطلب إليه أن يهدم حصون بغداد ويطمر الخنادق المحفورة حولها كونه لم يرسل إليه عسكرا ليساعدوه في حصار آلموت رغم أنه أظهر الطاعة والخضوع لسلطة المغول، وحاول الخليفة استرضاء هولاكو وبعث إليه برسالة يستلطفه وأرفقها بالهدايا، لكن جواب هولاكو كان عبارة عن التهديد والوعيد باجتياح الممالك العباسية وإفنائها عن بكرة أبيها.

  ومثل سقوط بغداد خسارة فادخة للثقافة والحضارة الإسلامية، بعدما احترقت الكثير من المؤلَفات القيمة والنفيسة في مختلف المجالات العلمية والفلسفية والأدبية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، حيث أضرم المغول النار في بيت الحكمة، وهي إحدى أعظم مكتبات العالم القديم آنذاك، وألقوا بالكُتب في نهرى دجلة والفرات، كما فتكوا بالكثير من أهل العلم والثقافة، ونقلوا آخرين معهم إلى إلخانية فارس، ودمَّروا الكثير من المعالم العُمرانيَّة من مساجد وقُصور وحدائق ومدارس ومستشفيات.

  وتدمرت المدينة بشكل كامل، وتم هدم جميع المساجد والعمارة الإسلامية هناك، وأصبحت ركام وأثار هدم تعبر عن الخراب الذى حل على المدينة، وقد تناثرت جثث القتلى في الطرقات على هيئة تلول.

  ورغم اختلاف التقديرات حول عدد القتلى في بغداد إلا أنه من المتفق أنها كانت أعدادًا ضخمة جدًا، ثم تساقطت عليهم الأمطار فتغيرت صورتهم، وأنتنت المدينة من جيفهم، وحصل بسبب ذلك وباء شديد حتى تعدى وسرى في الهواء إِلى الشام، فمات خلق كثير من تغير الجو وفساد الريح في حلب ودمشق، واضطر هولاكو أن ينقل مخيمه من المدينة بِسبب رائحة العفونة التي انطلقت من جيف القتلى.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي