الرئيسية > تقارير وحوارات > مبادرة يمنية لخدمة المقيمين في مصر في الجوانب الإنسانية والنفسية والقانونية/ خيوط

مبادرة يمنية لخدمة المقيمين في مصر في الجوانب الإنسانية والنفسية والقانونية/ خيوط

" class="main-news-image img

في سنة 2019، أسّس الشاب اليمنيّ، وليد الزريقي، مع مجموعة من أبناء الجالية اليمنية بمصر، مبادرةً مجتمعية غير ربحية أسموها "مجتمع وجود"، يشغل فيها الزريقي منصب المدير التنفيذي للمبادرة، حيث تقدم المبادرة خدماتها الصحية والقانونية والتعليمية المقيمين اليمنيين الذين فرّوا من اليمن بسبب الحرب، بل تجاوز عمل المبادرة لتشمل خدماتها عددًا من الأسر السورية والسودانية والإريترية الهاربة من سعير الحرب.

إضافة إلى تقديم الدعم النفسي، وتعليم الفتيات والسيدات مهنًا يدوية تساعدهن على تدبير متطلبات حياتهن اليومية، حيث أنشأت المبادرة مشغلًا لتعليم النساء الحرف اليدوية والتكفل بإقامة معرضٍ لعرض منتجاتهن.

نازحو الحروب

استطاعت المبادرة خلال تلك الفترة تقديم خدماتها لما يزيد على 1000 أسرة عربية نزحت بسبب الحرب، كما ساهمت المبادرة بالتعاون مع المنظمات الصحية في مصر، بحملات تلقيح النازحين ضد فيروس "كوفيد-19".

الزريقي تحدّث لـ"خيوط"، قائلًا: "تهدف المبادرة إلى خدمة المهاجرين اليمنيين في مصر بفعل الحرب الدائرة في البلاد منذ العام 2015.

 كما تقدم المبادرة خدمات تعليمية وقانونية وصحية ودعمًا نفسيًّا، بالاشتراك مع عدد من المنظمات والمفوضيات في مصر، في حين تحرص المبادرة على ألَّا تقتصر خدماتها على المقيمين من اليمنيين، بل طالت خدماتها لتشمل اللاجئين السوريين، والسودانيين، والإريتريين".

تعمل المنظمات والمبادرات الإنسانية القائمة بجهود ذاتية، في ظل ظروف سياسية وأمنية واقتصادية بالغة الصعوبة، والناجح منها لا بدّ أن يتجاوز عشرات التحديات والمعوقات التي تواجهه. في إطار الجهود والمساعي التي تقوم بها المبادرة، تسعى أيضًا للقيام بدور موازٍ لدور السفارة والقنصلية؛ يتابع الزريقي: "سعينا جاهدين لتذليل كافة العقبات أمام اللاجئين المقيمين من خلال التعاون مع الحكومة المصرية، لتشجيع أولياء الأمور منهم على تسجيل أبنائهم في المدارس الحكومية المصرية، نظرًا للتكاليف الباهظة للمدارس اليمنية الخاصة، علاوة على تنظيم دورات في اللغة الإنجليزية. إلى جانب عقد مجموعات مواد دراسية، مع تقديم منح تعليمية للمقيمين فقط، لا المهاجرين"، إضافة إلى ذلك، بحسب حديث الزريقي، تم التعاون مع المؤسسات العلاجية المصرية، حيث قامت المبادرة بتقديم خدمة تلقيح ضد فيروس كورونا في المقرّ، ولقاح شلل الأطفال بالتنسيق مع وزارة الصحة ومكتب صحة الهرم المصرية.

حماية قانونية

ويردف الزريقي قائلًا: "ولم نغفل الجوانب القانونية، إذ قدّمنا العديد من الاستشارات والحماية القانونية لأي مقيم قد يتعرّض لمشكلة بالتعاون مع الأمن والجهات المعنية في مصر، وبالتنسيق مع المؤسسة المصرية لحقوق الإنسان، سواء كانت المشكلة مشكلة طلاق أو خلع أو احتجاز بسبب الإقامة، حيث قدّمت المبادرة خدماتها القانونية منذ التدشين، لما يزيد على 1000 أسرة".

وينوه الزريقي إلى عددٍ من الأنشطة تقوم بها المبادرة، منها: توفير ملابس الأعياد، وجمع مبالغ مالية من مانحين يمنيين لمساعدة بعض الأسر المحتاجة، وتقديم سلال غذائية للمستحقين، حيث تصرف المبالغ مباشرة من المانحين للأسر المحتاجة، فيما يقتصر دور المبادرة على توزيع المنح فحسب، مؤكدًا أنّ كلَّ ما تقدّمه المبادرة من مساعدات هو بدعم من مانحين ومنظمات دولية وخيرية، أمّا السفارة اليمنية فلم تقدم أي مساعدة تذكر، حدّ قول الزريقي.

وتعمل المنظمات والمبادرات الإنسانية القائمة بجهود ذاتية، في ظل ظروف سياسية وأمنية واقتصادية بالغة الصعوبة، والناجح منها لا بدّ أنّ يتجاوز عشرات التحديات والمعوقات التي تواجهه. مبادرة "مجتمع وجود" واجهت ذات الصعوبات، يسردها الزريقي قائلًا: "نواجه مشكلة عدم الدعم الكافي لمساعدة العديد من الأسر التي طُردت من شققها لعدم مقدرتها المادية على سداد الإيجار، إضافة إلى مساعدة بعض المرضى على تدبير نفقات العمليات الجراحية الكبيرة، حيث تقوم المبادرة بتحويل بعض الحالات لجمعيات خيرية، تقوم بدورها، بتقديم دعمٍ لبعض هذه الحالات، لكن للأسف بعض المانحين لا يستمرون في دعمهم للمبادرة".


الحجر الصحفي في زمن الحوثي