عندما يقرر الطلاب أخذ عام فاصل بين المدرسة الثانوية والجامعة؛ فعادة ما يكون ذلك لاكتساب بعض الخبرة والادخار قبل الكلية.
لكن ما فعلته البريطانية البلجيكية "زارا رذرفورد" كان مختلفا عن معظم الناس.
ففي 18 أغسطس/آب، انطلقت الشابة البالغة من العمر 19 عاما في رحلة العمر، التي يصل طولها إلى 32 ألف ميل حول العالم، والمفاجأة أنها طارت بنفسها؛ حيث قادت طائرتها الخفيفة لتعبر 5 قارات و52 دولة.
والخميس، هبطت المغامرة، التي تعد أصغر امرأة تقوم برحلة طيران انفرادية حول العالم، في مطار الملك خالد الدولي بالرياض.
وتأتي مشاركة "رذرفورد" في هذه الرحلة لتشجيع الفتيات والنساء على دراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، فضلا عن إثارة اهتمامهن بالطيران
ووفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، فإن المملكة تهدف من وراء استضافة الفتاة البلجيكية المغامرة إلى تسليط الضوء على دور المرأة في قطاع الطيران، وعلى وجه الخصوص تمكين المرأة السعودية في مجال الطيران بالمملكة، بما يتماشى مع "رؤية المملكة 2030"، إيمانا بدورها الريادي بتطوير وتعزيز صناعة الطيران في عدة مجالات.
وجاءت هذه الرحلة بالتنسيق مع نادي الطيران السعودي، وبالتعاون مع هيئة الطيران المدني، وشركة مطارات الرياض.
ولدى وصول "رذرفورد" إلى الرياض قادمة من الإمارات، كان في استقبالها سفيرة بلجيكا لدى المملكة "دومينيك مينور"، وعدد من مسؤولي شركة مطارات الرياض ونادي الطيران السعودي.
وعبرت "رذرفورد"، خلال حفل الاستقبال المعد بهذه المناسبة، عن سعادتها بوصولها إلى مدينة الرياض، وقالت: "لقد تجاوزت الرحلة كل توقعاتي ومنحتني لحظات لا تنسى وتحديات هائلة، واستمتعت بالمنظر الرائع عند التحليق فوق المملكة، وكانت كل لحظة مررت بها بمثابة تجربة استثنائية".
وتسعى "رذرفورد" لأن تكون أصغر امرأة في العالم تحلق منفردة حول العالم، وتسجيل رقم قياسي في كتاب جينيس للأرقام القياسية، بالإضافة إلى تشجيع الفتيات والنساء على تحقيق أحلامهن بمثل هذه الرحلة، وإلهامهن للالتحاق بمهن في العلوم والطيران.
وتحلق "رذرفورد"، في طائرة "Shark" خفيفة الوزن، تقول إنها أسرع طائرة خفيفة الوزن في العالم.
ولا تعد المغامرة الشابة جديدة في عالم الطيران، حيث عمل كلا والديها في هذا المجال.
وكانت تتعلم "رذرفورد" الطيران منذ أن كانت في الرابعة عشرة من عمرها، رغم أنها بدأت دروس الطيران الرسمية، وحصلت على أول رخصة لها عام 2020.
ومع أكثر من 80 ساعة طيران تم تسجيلها رسميا، ومئات أخرى غير محسوبة، تصف "رذرفورد" تجربتها في الطيران بأنها "الجودة مقابل الكمية".
وبالطبع، اكتسبت خبرة إضافية بمساعدة والديها في نقل الطائرات بين المواقع.
وفي إحدى الرحلات، ساعدت والدها في نقل طائرة من الولايات المتحدة إلى الأردن.
ووفقا للجمعية الدولية لرائدات الخطوط الجوية (ISA)، فإن 5.1% فقط من طياري الخطوط الجوية حول العالم من النساء، أي أقل بكثير من العديد من المهن الأخرى في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
وتقول "رذرفورد": "5% عدد صغير جدا، مع الأخذ في الاعتبار أنها مهنة تجني فيها الأموال أساسا مقابل السفر حول العالم (..) من الواضح أنه عمل، لكنه أيضا عمل رائع بفرص مذهلة".
وفي الوقت الحالي، نعد "شايستا وايز" أصغر طيارة تسافر بمفردها حول العالم في طائرة ذات محرك واحد، والتي كانت تبلغ من العمر حينها 30 عاما.
