الرئيسية > نوافذ ثقافية > جاسوس السينما الأكثر شهرة.. هل يكون جيمس بوند رجلًا أسود أو امرأة؟

جاسوس السينما الأكثر شهرة.. هل يكون جيمس بوند رجلًا أسود أو امرأة؟

" class="main-news-image img

 يبدأ عرض فيلم "لا وقت للموت" (No Time To Die) في صالات السينما في لندن، وهو أحدث أفلام سلسلة جيمس بوند والذي يُجسّد فيه دانييل كريغ دور العميل السري "007".

ويكتنف الغموض اسم الممثل الذي سيُجسّد شخصية جيمس بوند في العمل المقبل من السلسلة. لكنّ ما طفا على السطح من تكهنات يُنذر بـ"صراع ثقافي مقلق"، حيث دعا النشطاء منتجي العمل إلى اختيار امرأة أو ممثل أسود، بينما يخشى التقليديون أن يكون جاسوس السينما الأكثر شهرة "ضحية".

في السنوات الأخيرة، أصبح العميل 007 شرارة للحروب الثقافية. وبما أن أفلام جيمس بوند السابقة تُجسّد روح العصر الذي صُنعت فيه، لماذا لا يُمكن أن يكون بوند رجلًا أسود أو آسيويًا لتواكب السلسلة عصرنا الحالي؟

جيمس بوند.. الذكورية لن تتغيّر عام 2018، بدأت الأسئلة حول هوية بوند، بعد أن ورد أن منتجة العمل باربرا بروكلي رحّبت بفكرة إنهاء احتكار الممثلين البيض. كما جذبت تغريدة للمثل الإنكليزي "الأسود" إدريس ألبا أنظار المعجبين الذين تخيّلوه في دور بوند.

لكنّ العالم ينظر إلى بوند على أنه ممثل لبريطانيا. كما يُعتبر علامة تجارية سينمائية مربحة تمّ تطويرها بعناية على مدار ما يقرب من 60 عامًا. وإذا قام المُنتجون بتغيير هوية الممثل، سيكون هناك ردّ فعل غريب على الأقل في البداية.

لكن الجدل الحقيقي ليس فقط حول هوية بوند. بل يتعلّق أيضًا بتميّزه الجنسي التقليدي وصورته الاجتماعية المبالغ فيها. يقول بعضهم إن بوند يُمثّل نموذجًا أصليًا لا يُمكن أن يتغيّر بالنسبة للبعض.

لكنّ هوية بوند لن تُغيّر الجوانب الأساسية لذكوريته. فشكله وما يمثّله شيئان مختلفان، بمعنى أن لون الممثل لا يعني أن الشخصية ستتجاوز الجوانب الإشكالية لبوند، كونه يُمثّل الإمبريالية والذكورية القاسية.

التكيّف مع التغيير؟ ومع ذلك، يُوصف فيلم "لا وقت للموت" بأنه أكثر أفلام بوند تكافؤًا في القوة بين الشخصيات من الذكور والإناث، حيث تلعب الممثلة البريطانية السوداء لاشانا لينش دور المساعدة للعميل 007، في حين تمّت الاستعانة بالكاتبة فيبي والر-بريدج في محاولة واضحة لتعزيز مؤهلات الفيلم النسوية.

وسيكون فيلم بوند محط أنظار منظمة "مي تو" (#MeToo) التي تُعنى بالتحرّش الجنسي والاغتصاب، من منطلق أن الأيام التي كان بإمكان بوند أن يُربّت فيها على امرأة من الخلف، ويستبعدها من "حديث الرجل"، ولت منذ فترة طويلة.

وكما كل شيء في الحياة، يُمكن للروايات والمسرحيات أن تتكيّف مع التغيّر الذي قد يطرأ على الشخصيات والأدوار. هناك حاجة إلى تخريب المادة والمصدر بين الحين والآخر. فإذا كانت الحبكة جيدة، لن يهتم الجمهور بهوية الممثل أو لون بشرته أو جنسه.

ويُعرض الفيلم في 28 سبتمبر/ أيلول، بعد تأجيل لثلاث مرات بسبب جائحة كورونا. وكلّف إنتاجه نحو 200 مليون دولار. 

وتُعَدّ سلسلة أفلام جيمس بوند من أكثر سلاسل الأفلام تحقيقًا للربح في العالم، إذ بلغت إيرادات فيلم (سبكتر) “الشبح” 880 مليون دولار وهو من إنتاج عام 2015، وتجاوزت إيرادات (سكايفول) مليار دولار وهو من إنتاج 2012.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي