قالت مصادر اعلامية وامنية، ان متظاهرين اثنين على الاقل قتلا واصيب اخرون بصدامات مع قوات امنية في محافظتي عدن وحضرموت جنوبي وشرق اليمن.
وقالت المصادر ان تلميذا توفي في مستشفى اهلي متأثرا من اصابته برصاص قوات عسكرية حكومية في مدينة المكلا، بينما قتل شاب على ايدي قوات تابعة للمجلس الانتقالي خلال تفريقها بالقوة تظاهرة احتجاجية في منطقة كريتر جنوبي مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد.
وطاردت قوات من الحزام الامني والدعم والاسناد المدعومة اماراتيا، محتجين في احياء متفرقة من مدينة عدن، بعدما قطعوا طرقا رئيسة واضرموا النيران في شوارع عامة وحاولوا اقتحام مقر على الاقل للمجلس الانتقالي الذي يواجه خيارات صعبة في ادارة ازمة خدمات خانقة مع فراغ السلطة الشرعية، وتعذر عودة الحكومة المعترف بها منذ نحو ستة اشهر.
ومنذ خمسة ايام زاد الحراك الاحتجاجي المطالب بتحسين الاوضاع المعيشية، اتساعا من مدينة المكلا و ساحل حضرموت الى وادي المحافظة الشرقية الغنية بالنفط، ثم عدن فشبوة ولحج.
واثارت موجة الاحتجاجات العارمة، مخاوف السلطات الحكومية في حضرموت وشبوة، بينما تراجعت سلطة الامر الواقع للمجلس الانتقالي في عدن عن تعهدها بحماية المتظاهرين الى اعلان حال الطواريء بعد ثلاثة ايام من الاحتجاج الغاضب.
وتصاعد دخان اسود فوق احياء كريتر والشيخ عثمان، وخور مكسر، كما سمعت سيارات اسعاف عبر شوارع المدينة حتى ساعة متأخرة من الليل، في حين طلبت السلطات الحكومية من موظفيها التزام منازلهم، واغلقت شركات الصرافة ابوابها في اضراب مفتوح حتى اشعار اخر.
واعلن رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، حالة الطوارىء في "كافة المحافظات الجنوبية"، وطلب من قواته "الضرب بيد من حديد ضد كل من تسول له نفسه زعزعة الأمن والاستقرار، وإثارة البلبلة والقلاقل" حد تعبيره.
كما دعا الزبيدي الى التعبئة العامة ورفد الجبهات بالرجال والمال والعتاد، استعدادا لمواجهة "الغزو الحوثي الجديد"، في اشارة للمكاسب الاخيرة التي تحققها الجماعة المتحالفة مع ايران على تخوم لحج، وابين، وشبوة، انطلاقا من محافظة البيضاء وسط البلاد.
واجبرت الاحتجاجات محافظ حضرموت اللواء فرج البحسني على العودة العاجلة من العاصمة السعودية الرياض، حيث طلب هو الاخر من قواته "الضرب بيد من حديد".
وفي مساء امس الاربعاء، نزل محتجون الى شوارع الحوطة عاصمة محافظة لحج وهتفوا بشعارات مناوئة للسلطات، كما تصاعد الغضب ضد المصرف المركزي وفروعه التي احيطت بدائرة واسعة من القوات غداة انهيار قياسي للعملة المحلية التي فقدت ثلاثة اضعاف قيمتها في غضون الاشهر الاخيرة، مسجلة 1120 ريالا لبيع الدولار الواحد في التعاملات المسائية
