الرئيسية > تقارير وحوارات > من هو "ذو السبع أرواح"... المطلوب الأول لإسرائيل!!

من هو "ذو السبع أرواح"... المطلوب الأول لإسرائيل!!

" class="main-news-image img

 

منذ تأسيسها، تعتمد إسرائيل على اتباع سياسة "القتل الانتقائي" لشخصيات بارزة رفيعة المستوى، على الأغلب، ما بين شخصيات سياسية أو عسكرية، فلسطينية أو عربية.

 

وفي السنوات الأخيرة، دأبت إسرائيل على زيادة حالات الاغتيال الانتقائي للشخصيات العسكرية في قطاع غزة، وعلى رأسهم أحمد الجعبري، نائب قائد كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس، الذي اغتيل في نوفمبر/تشرين الثاني 2012، وكان سببا رئيسا في اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في الوقت نفسه، والتي سميت بحرب "عمود السحاب".

 

كتائب القسام

 

ومن بين الأسباب التي دفعت إسرائيل لتمديد أو لإطالة الحرب الأخيرة على القطاع، كانت محاولة استهداف محمد ضيف، قائد "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس نفسها، وهو ما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية، الصادرة باللغة العبرية.

 

وكانت القناة العبرية الـ"13" قد ذكرت، مساء أمس السبت، أن الجيش الإسرائيلي حاول اغتيال قائد "كتائب القسام"، محمد ضيف "أبو خالد" أكثر من مرة، دون جدوى، خلال الحرب نفسها على القطاع، وهو ما دفع بالقيادة السياسية إلى طلب المزيد من الوقت لاغتياله، وإطالة أمد الحرب على غزة.

 

وأفادت القناة بأن رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي، الجنرال أفيف كوخافي، سيقدم توصيات جديدة ومختلفة للقيادة السياسية في بلاده، تهدف إلى تغيير سياسة إسرائيل بشأن كيفية الرد على تحركات حركتي حماس والجهاد الإسلامي، بدعوى محاولة استعادة الهدوء لمستوطنات غلاف غزة. وهو ما أكدته القناة الـ"12"، صباح اليوم، من أن إسرائيل بصدد وضع توصيات جديدة للقيادة السياسية تهدف التعاطي مع حركة حماس، خاصة في حال استمرار الضربات الفلسطينية على مناطق غلاف غزة.

 

رعاية مصرية

 

ويشار إلى أنه، صباح أول أمس الجمعة، تم وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الساعة التي حددها وسطاء مصريون، حيث أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، كاشفة أنه تم برعاية مصرية.

 

وصادق مجلس الوزراء الإسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينيت" على الاقتراح الذي قدمته مصر بوقف إطلاق نار غير مشروط، ليؤكد من جانبه، أبو عبيدة الناطق الرسمي باسم "كتائب القسام"، أن الحركة استجابت لتدخل الوساطات العربية وعلقت ضربة صاروخية كبيرة كانت معدة لإسرائيل، بأوامر من محمد ضيف نفسه.

 

وقال أبوعبيدة: "نقول وبشكل واضح، أعددنا ضربة تغطي كل فلسطين من حيفا حتى رامون، لكننا استجبنا لوقف إطلاق النار لنرقب سلوك العدو حتى الساعة 2 من فجر الجمعة".

 

فمن هو محمد ضيف

 

أثناء الحرب الأخيرة على قطاع غزة، والتي أطلقت عليها إسرائيل اسم "حارس الأسوار"، فيما أطلق عليها الجانب الفلسطيني "سيف القدس"، كانت صورة محمد ضيف على رأس وسائل الإعلام الإسرائيلية الصادرة باللغة العبرية، حيث تصدرت صورته تلك الوسائل، بشكل أساس، وكأن "ضيف" هو من يدير تلك الحرب ضد إسرائيل.

 

وغير مرة، أعلن الجيش الإسرائيلي أن أحد أهدافه الأساسية قتل كبار قادة حركة حماس، وتمت تسمية محمد الضيف القيادي في حماس، على وجه الخصوص كهدف محتمل، بل على رأس قائمة الاغتيالات الانتقائية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.

 

وترى إسرائيل أن محمد ضيف، المطلوب لديها منذ سنوات، متورط في تنفيذ عدد كبير من الهجمات في إسرائيل، بما في ذلك تفجيرات لحافلات، وهو ما كان سببا رئيسا في قيام الجيش الإسرائيلي بمحاولات اغتياله خلال السنوات الأخيرة، والتي بدأتها مع العام 2001، دون جدوى، حتى أن قيادات حركة حماس، داخل غزة أو الضفة الغربية، أو خارجها، في بيروت، مثلا، قد أكدوا أن القيادي البارز في الحركة، محمد ضيف، لا يزال على قيد الحياة ويشرف على العمليات العسكرية من قطاع غزة، والتي أجريت بين جناح الحركة العسكري "كتائب القسام" وفصائل فلسطينية أخرى.

 

مقتل عائلته

 

ويذكر أنه خلال محاولات اغتياله تلك، تعرض محمد ضيف لإصابات بالغة، حيث فقد عينه وذراعه وساقيه، وفي محاولة عام 2014 قتلت زوجته وابنه الرضيع، وابنته ذات الـ3 سنوات.

 

ومحمد ضيف من مواليد 1965 في مدينة خان يونس في قطاع غزة، اسمه محمد دياب إبراهيم المصري، وهو من أسرة فلسطينية لاجئة أجبرت على مغادرة بلدتها داخل فلسطين عام 1948 لتعيش رحلة التشرد في مخيمات اللاجئين، قبل أن تستقر في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة.

 

يلقبه الفلسطينيون بـ"القائد البطل"، فيما يلقبه الإسرائيليون بـ"رأس الأفعى"، وهذا اللقب لم يأت من فراغ، فقد تمكنت أجهزة الأمن الإسرائيلية، منذ بداية تشكيل الجهاز العسكري لحماس نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، من تصفية واعتقال غالبية رجال حماس العسكريين، وظل "الضيف" عصيا على الانكسار.

 

 

 

 


الحجر الصحفي في زمن الحوثي