الرئيسية > تقارير وحوارات > الرئيس بوتين يضع عينيه على هذه الدوله .. هل سيقدم على غزوها ؟

الرئيس بوتين يضع عينيه على هذه الدوله .. هل سيقدم على غزوها ؟

" class="main-news-image img

كتب القائد العسكري السابق لحلف الناتو جيمس ستافريديس في" الشرق الاوسط": تقوم روسيا في الوقت الحالي بحشد قوات يقدَّر قوامها بما لا يقل عن 200 ألف جندي على طول حدودها مع أوكرانيا. هل الرئيس فلاديمير بوتين يختبر واشنطن ويسعى للضغط على الولايات المتحدة للتراجع عن قرار فرض عقوبات جراء إقدام روسيا على تسميم وسجن زعيم المعارضة أليكسي نافالني واختراق شركة «سولار ويندز»؟ أم أنه يستعد بالفعل مرة أخرى لغزو دولة ذات سيادة واقتطاع قسم أو قسمين آخرين من أراضيها؟ كيف يمكن لإدارة الرئيس جو بايدن ردع انتهاك آخر للقانون الدولي؟

هل سيقْدم بوتين على الغزو مرة أخرى؟ النبأ السار هو أنه يبدو أقل احتمالاً مما كان عليه في عام 2014، فالقوات المسلحة الأوكرانية أفضل تسليحاً وتدريباً إلى حد كبير بمساعدة الولايات المتحدة. لكن مع بوتين، فأنت لا تعلم أبداً، وقد يعتقد أن الاضطرابات والانقسامات الداخلية في الولايات المتحدة، إلى جانب التحديات الواضحة للوباء على جانبي المحيط الأطلسي، تشكّل مصادر تشتيت كافية. فقد قدم بوتين رهانات مماثلة من قبل -في سوريا وجورجيا وكذلك شبه جزيرة القرم- وهو على استعداد لاغتنام الفرصة والتعامل مع العواقب لاحقاً. إن أفضل مسار لفريق بايدن هو النظر في عيون الرجل الذي وصفه الرئيس الأميركي بشكل صحيح بأنه «قاتل» وأمعن في وصف خدعته. وهذا يعني توفير المزيد من الأسلحة الهجومية لأوكرانيا، خصوصاً الصواريخ المضادة للدبابات والمضادة للدروع، وتدريب القوات المسلحة الأوكرانية بشكل مباشر من قِبل القيادة الأوروبية الأميركية. وهذا يعني أيضاً إرسال سفن حربية تابعة للبحرية الأميركية للعمل في البحر الأسود (يقوم البنتاغون الأسبوع الجاري بنقل مدمرتين من البحر الأبيض المتوسط عبر مضيق البوسفور، وهو ما وصفه نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف بأنه أمر «استفزازي للغاية»)، وكذلك فرض عقوبات إضافية على روسيا بشكل عام وعلى رفاق بوتين بشكل خاص رداً على القرصنة الإلكترونية التي تعرضت لها شركة «سولار ويندز» وعملية التسميم التي تعرض لها نافلني، ومواصلة مشاركة ««ناتو» مع أوكرانيا، بما في ذلك وضعها على جدول العضوية، تمهيداً للانضمام إلى الحلف.

لا يتعلق الأمر فقط بأوكرانيا إذ إن هناك مخاطر أكبر في النظام الدولي. فمن المؤكد أن الصين تراقب كيف يستجيب الغرب في أوروبا الشرقية بينما تسعى الولايات المتحدة في نفس الوقت للحفاظ على استقلال تايوان. لذلك تحتاج أميركا وحلفاؤها إلى الوقوف بحزم في مواجهة التعبئة الروسية على الحدود الأوكرانية، لأنه ليس من الملائم أبداً الاستسلام عندما يبدأ المتنمر في الظهور.

المصدر: الشرق الأوسط


الحجر الصحفي في زمن الحوثي