الرئيسية > عربية ودولية > ماهو السر الذي جعل العالم المصري مصطفى محمود يترك مهنة الطب ؟

ماهو السر الذي جعل العالم المصري مصطفى محمود يترك مهنة الطب ؟

" class="main-news-image img

وفقا لنا نشرته جريدة الدستور المصرية فإنه  وعلى الرغم من تخرج الكاتب الراحل مصطفى محمود من كلية الطب، وتخرج منها عام 1953، إلا أنه لم يمارس الطب عملا، ولكنه تفرغ للكتابة والبحث منذ 1960، وألف 89 كتابا منها الكتب العلمية والدينية والفلسفية والاجتماعية والسياسية إضافة إلى الحكايات والمسرحيات وقصص الرحلات، وتميز أسلوبه بالجاذبية مع العمق والبساطة.

دخل مصطفى محمود مبكرا مع مجموعة من نوابغ كلية الطب في الأربعينيات، أمثال يوسف إدريس وصلاح حافظ، وغيرهم، وكتب مجموعة من الأشكال الأدبية ما بين الرواية والمسرح والقصص القصيرة وتجسدت في أعمال مثل شلة الأنس والعنكبوت والمستحيل وغيرها، ولاقت كل هذه الأعمال شهرة وصدى كبيرا.

وفي حوار للدكتور مصطفى محمود بمجلة "الدوحة" بعددها رقم 6 والصادر بتاريخ 1 يونيو 1977، كشف عن حكاية تركه لمهنة الطب واتجاهه للكتابة قائلا: لو نجح مصطفى محمود كطبيب لكان من المحتم أن يفشل ككاتب، وقد دخلت كلية الطب دخولا محبا، كانوا يسمونني "المشرحجي" لأنني كنت أول من يدخل المشرحة، وآخر من يقفل بابها، وفي إجازة صيف أخذت النصف العلوي لجثة رجل وهربته معي إلى البيت، وضعته في طشت تحت السرير وسط بحر من الفورمالين، وسهرت الليالي أشرحه، وأشم رائحة الفورمالين، فإذا نمت تصاعدت إلى أنفي أبخرته من الطشت الخبيء، وهي أبخرة نفاذة، أصابتني على نهاية الإجازة بالتهاب حاد في الشعب الهوائية.

كانت الكتابة لدى مصطفى محمود هواية غلابة، نظمها شعرا وزجلا وهو في مرحلة الابتدائية، واحترفها وهو طالب طب سنة 47، وكشف عن هذه الفترة قائلا: كتبت 30 قصة قصيرة، وأخذتها تحت إبطي ورحت للعقاد في بيته بمصر الجديدة، قرأها وأعجب بها، وأعطاها لمحمد حسن الزيات صاحب مجلة الرسالة، نشر لي أول قصة كانت بعنوان "القطة الصغيرة"، وكبرت القطة، وتمكنت الهواية حتى أضحت احترافا في المصري، أخبار اليوم، التحرير، روز اليوسف، وصباح الخير، وسنة 60 وجدت نفسي في مفترق الطرق، طبيب وكاتب، لكني طبيب فاشل، كنت أعمل في مستوصف "أم المصريين" للأمراض الصدرية بمصر القديمة.

أخذ مصطفى محمود قرار الاستقالة بعدما تأكد أنه طبيب فاشل، وهذا ما أكده خلال الحوار قائلا: وفي يوم قعدت مع مدير المستوصف نراجع كشوف المرضى، لفت نظري كثرة عدد الحالات التي شفيت في العام السابق، لكني عندنا راجعت كشوف العالم التالي وجدت نفس المرضى بنفس الأسماء، إذن فقد عاودهم المرض، أحسست أني "ثور" يدور في ساقية لا تنتج إلا الأنين، استقلت وتفرغت للحرف المطبوع.

وعن بدايته مع القراءة قال: قراءاتي الأولى في ثانوي كانت هزيلة، كلها في دائرة القصص البوليسية: أرسين لوبين، وشرلوك هولمز، وروكامبول، وأنا طالب طب قرأت تشيكوف وديستويفسكي، قرأتهما بالعربية والإنجليزية، وعاشرت عالميهما معاشرة المعجب.

وأضاف: لا تجد في مكتبتي 100 كتاب على بعض، فكتبي في حالة عبور دائم، أقرضها فتذهب عادة ولا تعود، لكني أغير دائما منابع قراءاتي، في مرحلة كانت كلها علمية، ثم اتجهت إلى الأدب والمسرح، بعدها انتقلت إلى السياسة والاقتصاد، تلتها مرحلة الفلسفة، ثم انتفل لمرحلة التصوف بقراءة "إحياء علوم الدين" للإمام الغزالي، "المنقذ من الضلال" لحكم بن عطاء الله، و"الفتوحات الملكية" لابن عربي، و"معرفة الله" للسنجاري، وكان مصطفى محمود يعتاد على القراءة في كتاب واحد حتى ينتهي منه، ليس من عادته أن يقرأ في عدة كتب في وقت واحد، فكان ذلك يشتت عقله ويضل وجدانه.

* الدستور المصرية.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي