لحظة صادمة ومفاجئة كانت لي ، هذا ليس لقاء عابر أو جلسة عادية هذا إجتماع لطاقم مدرسة الفقيد أكرم الصيادي بمدينة قعطبة بالضالع تقودها معلمات متطوعات الى الرقي وتنافس المدارس الأهلية .
لم أكن متوقع ذلك للمرأة القدوة في المدرسة النموذج أن تعقد إجتماعها على الأرض في هذا المكان ، المعلمات الاتي كسرن حاجز التمييز واحدثن نقلة كبيرة من خلال زرع قيم التعايش فالمهمش والنازح واللاجئي يدرس في هذه المدرسة ، معلمات تركن منازلهن وايقضن ضميرهن ليقمن بهذه المهمة العظيمة في وقت ذبح ضمير الكثير ممن يتقاضون رواتبهم للمنازل ولا يعملون بالميدان ، هؤلاء المعلمات وسام شرف على صدورنا.
أفترشن الأرض بقناعة لكنها لحظة كانت محزنة بالنسبة لي ، معلمات متطوعات يعملن بلا رواتب
في ظل بذخ الناس و تجاهلهم لتلك المعلمات المتطوعات.
يجب ان تكون هناك لفتة من السلطة المحلية والمثقفين ورجال الاعمال لزيارة المدرسة بين فترة وأخرى وتقديم العون النفسي والمعنوي والمادي ، ليدركن ان هناك من يهتم بهن ، بصراحة استطعن ان يصنعن مدرسة من لا شيء بطموح وكفاح وارادة .
أقسم انكن الصورة الاجمل وتمتلكن الضمير الأنقى والإرادة الأقوى و أثبت الواقع ذلك .
هذه لوحة ترسم التحدي والإصرار والعزيمة أنكن الأقوى في زمن الحرب وغياب الإنسانية.
#صالح_المنصوب