الرئيسية > محليات > بدأت بالعشرات في التحرير وصولا إلى مئات الآلاف بصافر ,, تـعـز .. الـطـريـق إلـى الحريـة

بدأت بالعشرات في التحرير وصولا إلى مئات الآلاف بصافر ,, تـعـز .. الـطـريـق إلـى الحريـة

class="mceTemp" style="text-align: center;">
ارشيف الصور / تعز - 12 / 2 / 2011م
تقرير / رياض الاديب : في مثل هذا اليوم الموافق 11 / 2 / 2011م من العام الماضي وتحديداً عند الساعة التاسعة مساء قرع مجموعة من الشباب أولى طبول التغيير وكانت البداية من شارع التحرير في مدينة تعز؛ حيث أطلق العنان لحناجر رأت في سقوط النظام المصري بداية أمل ليمن جديد، وكانت أولى صرخاتهم «الشعب يريد إسقاط النظام». تسابق الدقائق وقع الحدث، وقبل أن تطبق عقارب الساعة على العاشرة مساء كانت الأعداد المحتفلة بسقوط النظام المصري في ازياد، ودون سابق تخطيط وجد الجميع أنفسهم يحثّون الخطى في مسيرة تاريخية نحو ديوان المحافظة وهم يرددون ذات الشعار الذي تزامن ترديده مع مسيرة مماثلة شهدتها مدينة الراهدة في مديرية خدير.. الساعة تقترب من 12 مساء والجميع يهتف أمام المحافظة بحماس غير معهود: «الشعب يريد إسقاط النظام» وأثناء ذلك يتحدّث قيادي في حزب البعث إلى الواقفين في جواره أن قناة «الجزيرة» تبث على شريطها المتحرك خبراً عاجلاً يشير إلى تظاهراتهم المطالبة بإسقاط النظام, فيرد عليه آخر إن قناة «سهيل» استبقت «الجزيرة» في نشر الخبر. عقارب الساعة تتجاوز منتصف الليل، ومع دورانها بدأت الجموع بالتلاشي التدريجي، ومع اقترابها من الواحدة مساء برزت مجاميع أمنية بالعصي والهراوات أمام الشباب، وقبل أن تجبرهم على التراجع أطلق أحدهم على مقربة منهم أولى مسيلة للدموع فيضطر الشباب وهم القلة الباقية بالانسحاب إلى جولة الحوض القريبة من المحافظة ولم يلبثوا فيها كثيراً حتى عادوا إلى شارع التحرير نقطة الانطلاقة. يقول أحد الشباب: إن التحضير للاحتجاجات لم يكن وليد صدفة وتم التحضير له مع قرب بوادر سقوط نظام مبارك وذلك من خلال التنسيق مع مجموعة من الشباب، وقبل أن تحين ساعة الصفر كان الجميع في شارع التحرير قبيل المغرب بلحظات ينتظرون قرار تنحي مبارك، ومع صدوره بدأت الحناجر بالهتاف، وعلى ضوئها تجمعت الحشود بشكل غير متوقع، مشكلين بذلك مسيرة مسائية حاشدة إلى أمام المحافظة.. الساعة السابعة والنصف من صباح اليوم التالي: 12 / 11 / 2012م يلتقي الشباب مجدداً وبعضهم أمضى ليله بلا نوم، وعندما بلغت الساعة الثامنة والربع تحرك الشباب بعددهم المحدود (20 – 30) شاباً نحو مبنى المحافظة مرددين ذلك شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» ومع اقترابهم من هدفهم المنشود وجد الشباب أنفسهم مصادفة أمام اعتصام لطلاب إحدى المدارس وهم رافعين صور علي عبدالله صالح؛ وبمجرد سماعهم هتافات الشباب حولوا اعتصامهم للبحث عن الحجارة بنيّة الاعتداء عليهم مما اضطرهم - أي الشباب - لمغادرة المكان والعودة إلى ذات الشارع. اجتازت المسيرة نقطة شارع التحرير؛ وعند ميدان ديلوكس تكونت مسيرة لا بأس بها جابت بعض الشوارع قبل عودتها إلى شارع التحرير وهو المكان الذي خصصه الشباب للاعتصام في بداية الأمر قبل نقلهم إلى شارع صافر سابقاً ساحة الحرية في تعز حالياً.. مع توسُّط الشمس كبد السماء ظل الشباب يهتفون بإسقاط النظام بالإضافة إلى شعار آخر (لا حزبية ولا أحزاب, ثورتنا ثورة شباب). يعود الشباب لمواصلة الهتافات، وفي هذه الأثناء يصل أحد الضباط ويطلب من الشباب العودة إلى منازلهم؛ فيرد عليه المعتصمون: (إحنا والشرطة والجيش يجمعنا رغيف العيش) وبعد حوار غير مطول يتفق الضابط مع الشباب على الاعتصام في أحد الشوارع وفتح الآخر وهو الاتفاق الذي نفّذه الشباب. ومع اقتراب موعد الغداء يتذكر أحد الشباب ذلك اليوم بوضوح وهم يفرقون من بعضهم قيمة الغداء كل بما يستطيع للتحضير لواجبة غداء متواضعة, موضحاً أن الشهيد مازن البذيجي كان من ضمن الشباب الذين ساعدوه في الفرق وتجميع قيمة الغداء. تعلن المآذن توقيت العصر فيؤدي الجميع الصلاة في جماعة، وعقبها ينظم المعتصمون مسيرة انطلقت عبر التحرير إلى شارع «26 سبتمبر» ثم عقبة الحوض والعودة من نقطة الانطلاقة، وهنا بدأ عدد المعتصمين بالتزايد، ومع حلول ساعات المساء كان شارع التحرير يعج بالحاضرين الذين بادروا إلى التبرع كل قدر استطاعته لشراء مكبر للصوت، وما هي إلا ساعة زمن حتى أقدم الشباب مستبشرين وهم يزفون مكبراً للصوت و"ميك" بتكلفة إجمالية بلغت 21 ألف ريال، وكانت فرحة الحاضرين مضاعفة وأكثر حماساً للصوت الذي أصبح صاخباً وهو ينادي: (الشعب يريد إسقاط النظام). كالمعتاد يقل عدد الحاضرين مع مرور الوقت، وعندما بلغت الساعة الثانية بعد منتصف الليل وجد الشباب أنفسهم محاصرين بالأطقم الأمنية التي أقدمت على اعتقالهم وعددهم 34 شاباً واقتيادهم إلى سجني قسم الجحملية وإدارة الأمن بالإضافة إلى مصادرة مكبر الصوت.. وفي صباح اليوم الثالث الموافق 13 فبراير وبعد تدخُّل قيادات المشترك ومنظمات حقوقية تم إطلاق سراح الشباب المحتجزين، وعلى ضوء ذلك أبرم اتفاق بين محافظ تعز حمود الصوفي والجهات المفرجة للشباب بأن يتم نقل اعتصام الشباب من شارع التحرير إلى أمام الشارع المقابل لمحطة صافر وهو المكان الذي اتفق عليه الجميع وأطلق عليه «ساحة الحرية» وفيها تمددت الجموع القليلة لتغدو أكثر جموعاً وأكثر تطلعاً للحرية وصناعة مستقبل اليمن الجديد. نقلا عن الجمهورية


الحجر الصحفي في زمن الحوثي