الرئيسية > دنيا فويس > عمل حفرة كي ينام فيها و يتغطى بالتراب من شدة السقيع .. قصة مأساوية لطفل ترك مقاعد الدراسة وذهب إلى سوق العمل

عمل حفرة كي ينام فيها و يتغطى بالتراب من شدة السقيع .. قصة مأساوية لطفل ترك مقاعد الدراسة وذهب إلى سوق العمل

 السياني - عبدالغني اليوسفي : 

الطالب ( ي – ع – أ ) الصف السابع أساسي يحكي القصة :أدخلني والدي المدرسة وكنت مواظب في دراستي ومن الطلاب المتفوقين ,أحصل على الترتيب السابع والثامن على فصلي ،كنت احب الدراسة ولا أغيب عن المدرسة . وذات يوم وأنا في الصف السابع حصلت مشكلة : مع المعلم وعند دخول المعلم الفصل قال لي : أسكت – ياقرد – فقلت بصوت منخفض لا يسمعه المعلم : قرد أنت .وإذا بواحد من الزملاء يحرش بي عنده , فما كان من إلا ان لي تقول هكذا ياكلب ياحمار فضربني ضربا شديداً وبعدها أخرجني من الفصل والمدرسة وهو يلاحقني بالضرب إلى خارج فناء المدرسة.

طردت من المدرسة بعدما منعني المعلم من العودة إليها إلا بحضور والدي مما زاد الطين بلة فخفت أن يعلم والدي بما حدث وتغيبت عن المدرسة (3) أيام وبعثت المدرسة إنذار الغياب إلى منزلنا وبعدها أخذني والدي إلى المدرسة بعد أن قطع سلك كهرباء بطول متر – وعند الوصول إلى ساحتها بدأ والدي بضربي بسلك الكهرباء أمام الطلاب المعلمين أثناء الطابور المدرسي وكان الضرب بالسلك الكهربي – وعندما - استكفى والدي بضربي أعطى السلك إلى المعلم وضربني المعلم ضربا شديداً بعد (50) ضربة ظلت أثارها في جسمي لفترة طويلة وأثناء الضرب ومن شدة الألم والمعاناة تمزق الغلاف البلاستيكي ولم يكتفي بضربي وأحسست بحرارة الموت ولا يوجود من يحس بهذا الألم ولامن يرحم من المجتمع والمعلمين وكنت أشعر بفقدان الوعي ومن شدة تلك المعاملة كنت أنطق بكلام لا أعرف ما أقول وقالوا لي أني سبيت المعلم ففصلت من المدرسة نهائياً وسلم الملف لوالدي أخذ والدي الملف بعد ضربي وفصلي من المدرسة وذهب بي إلى مدرسة أخرى فتم قبولي .

لم يصرف لي كتب وتبدأ المشكلة من جديد وظللت أتردد على وكيل ومدير المدرسة للحصول على الكتاب المدرسي دون جدوى وكنت أستمع للدروس وأذهب إلى المنزل ومعي واجبات منزلية ولا يوجد معي المنهج لأذاكر وأحل الواجبات المدرسية – ومن عنف إلى عنف آخر وكان المعلمون يضربوني كل يوم على المذاكرة والواجبات :أوووووووووووه حياة مريرة عشتها ولا من يرحم حياة الطالب المسكين الواقع بين نار والدية من جهة ونار وجلد المعلم من جهة ثانية هروب الطالب: قررت الهروب من المدرسة إلى أين ؟ - إلى المدينة وذلك أحسن من العودة إلى المنزل وأخاف أن يكررها والدي معي مثل ما حدث لي سابقاً – ذهبت إلى المدينة وبحثت عن عمل في مطعم في غسل الأقلاص ولأواني – علمت أسرتي بذلك :ثم أتى أخي الكبير وأعادني إلى منزل والدي – استلمتني أمي ومن شدة حرصها عليّ وخوفاً من هروبي أدخلتني إلى غرفتها وأغلقت الباب – لكن هذا لايهم المهم ماذا يعمل والدي عندما يصل إلى المنزل ظللت أهمهم وأهمهم ،كنت افكر وأتذكر ما حصل لي سابقاً حتى يغمى عليّ ،وكنت أنام في الحقل وكانت أيام باردة وحاولت السيطرة على البرودة فقمت بحفرحفرة وكنت أجلس داخلها في المساء وارد على نفسي التراب إلى العنق وقال والدي أبقى أعمل معه في مزرعة القات : وكان أخي الأكبر يضربني لأن عملي غير مناسب وان عملي لم يتناسب مع جسمي وجسمي لا يتحمل العمل الشاق وأنا أخاف من الضرب لحيث أصبح في نفسي حالة نفسية ، ودخلت المشكلة الثالثة (1)وهي مشكلة مضغ القات في هذا السن لكي اخفف من الألأم والمعاناة وحين استطيع إتمام العمل المطلوب إنجازه لكي أبتعد عن الضرب وعندما بدأت النزول إلى العمل تعودت الحصول على المال - وعودتي إلى المنزل أنقطع المال قررت ان اقطف قات من مزرعة والدي لأبتاعه وأحصل على الدراهم وإذا بضرب والدي يتجدد وحالتي النفسية والصحية تزداد اضطرابا ،وعلى هذا الحال أعيش ايام داخل المنزل وأيام خارجه – وأقترف بعض الأخطاء – وأتألم وهذا سبب الفراغ والحرمان والحرية التي يعيشها زملائي وأشعر بالضيق والقلق والخوف وأكره أخواني ..... وأحب زملاء الدراسة . ولأكثر من ذلك / أكره العيش على هذه الدنيا وكل هذا سببه العنف ضد الأطفال والطلاب في المرحلة الأساسية ويوجد أكثر من طلاب - خرجوا من المدرسة - بسبب العنف والفقر – وعنف المعلم من جهة وجهل الآباء والأمهات من جهة أخرى : الشعور: أشعر بأن الوحوش :أرحم من الأسرة والمعلمين .

اليمن السعيد


الحجر الصحفي في زمن الحوثي