خَوْفِي عَلَيْكَ… وَخَوْفِي مِنْكَ يَا يَمَنُ
لَيْلَانِ… يَطْفَحُ مِنْ عَيْنَيْهِمَا الشَّجَنُ!
بَعَثْتُ نَحْوَكَ قَلْبِي… دَاعِياً قَلِقاً
مَاذَا يُخَبِّئُ فِي أَعْطَافِهِ الزَّمَنُ؟!
تَحْدُو خُطَاكَ رُؤَىً عَمْيَاءُ مُوغِلَةٌ
تِيْهاً… فَبِاللهِ أَيْنَ الحَاذِقُ الفَطِنُ؟!
تَقَاذَفَتْكَ يَدُ الأَهْوَاءِ… مَا عَطَفَتْ
يَوْماً… وَأَنْتَ جَرِيْحُ الحُلْمِ مُرْتَهَنُ!
هَلِ الحَيَاةُ عَلَى ثَغْرِ الحَيَاةِ… لَهَا
طَعْمٌ… إِذَا بِيْعَ مِنْ أَبْنَائِهِ الوَطَنُ؟!
مَا كِدْتَ تَخْرُجُ كَالـمَهْزُوْمِ مِنْ مِحَنٍ
إِلَّا وَتَلْقَاكَ فِي دَرْبِ الأَسَى… مِحَنُ!
تِلْكَ التَّجَاعِيْدُ… آهَاتٌ تُصِرُّ عَلَى
كِتْمَانِهَا… فَتَشِيْخُ الرُّوْحُ وَالبَدَنُ!
تَمْتَدُّ فِي كُلِّ قَلْبٍ عَاشِقٍ… وَجَعاً
لَا يُعْرَفُ العِشْقُ… إِلَّا حِيْنَ يُمْتَحَنُ!
مِنَ التَّبَارِيْحِ أَسْرَابٌ… إِلَيْكَ هَفَتْ
كَأَنَّمَا صَدْرُكَ الدَّامِي… لَهَا سَكَنُ!
حَتَّى مَتَى…؟! حِكْمَةُ الدُّنْيَا يَمَانِيَةٌ
ضَاعَتْ… فَضَاعَ عَلَى آثَارِهَا اليَمَنُ!
خَوْفِي عَلَيْكَ وَخَوْفِي مِنْكَ… تَمْتَمَةٌ
حَيْرَى… بِهَا كَمْ يَنُوْءُ السِّرُّ وَالعَلَنُ!
إِنَّي أُعِيْذُكَ… بِالذِّكْرِ الَّذِي سَطَعَتْ
أَنْوَارُهُ… فَاسْتَفَاقَ السَّهْلُ وَالحَزَنُ!
مَازِلْتَ يَا يَمَنَ الإِيْمَانِ… مُتَّقِداً
عَزْماً… وَإِنْ دَبَّ فِي أَعْضَائِكَ الوَهَنُ!
إِنْ لَمْ تَثُرْ لِكِتَابِ اللهِ… مُحْتَسِباً
فَلَيْسَ مِنْ بَعْدِهِ… بَاقٍ لَهُ ثَمَنُ!
مَنْ قَالَ يَا رَبِّ صِدْقاً… مِلْءَ مُهْجَتِهِ
فَمَا الحُسَيْنُ إِذَا قَالُوا؟! وَمَا الحَسَنُ؟!