الرئيسية > تقارير وحوارات > أكد ان الشعب في المحافظات الجنوبية هو المسئول عن قضيته ودعا الأحزاب المفرخة إلى الرضوخ للإرادة الثورية الشعبية .. العميد عبدالله الناخبي : الثورة الشبابية خفضت من مطالب فك الارتباط والوحدة خيار لا رجعة عنه !!

أكد ان الشعب في المحافظات الجنوبية هو المسئول عن قضيته ودعا الأحزاب المفرخة إلى الرضوخ للإرادة الثورية الشعبية .. العميد عبدالله الناخبي : الثورة الشبابية خفضت من مطالب فك الارتباط والوحدة خيار لا رجعة عنه !!

[caption id="attachment_10667" align="aligncenter" width="597" caption="العميد عبدالله الناخبي"]العميد عبدالله الناخبي[/caption]

أكد العميد عبدالله الناخبى ـ رئيس المجلس الأعلى للحراك الجنوبي بأن الثورة الشبابية السلمية التي ابتدأت في 11فبراير قد حققت الكثير من المكاسب ومنها استطاعتها تخفيف سقف مطالب فك الارتباط في الجنوب إلى خيار الدولة الاتحادية واعتبار الوحدة خياراً لا رجعة عنه.. مؤكداً استمرار الثورة حتى تحقيق كامل أهدافها.. الكثير من القضايا حول الديمقراطية، منح الحصانة لعلي صالح، القضية الجنوبية، المجلس الأعلى للحراك الجنوبي، إعادة هيكلة الجيش والأمن، الانتخابات الرئاسية، جماعة أنصار الشريعة في ثنايا هذا الحوار:

الجمهورية - حاوره / صلاح قعشة :

  • اعضاء القاعدة معروفين عالميا أنهم لا يخزنون ولا يدخنون ولا يسرقون والموجودين في أبين مجاميع من الأمن القومي والسياسي وصالح أراد خداع أمريكا بسقوط أبين 
  • للأسف الشديد أنه تم تدبير محرقة مصنع باتيس والتي راح ضحيتها أكثر من “2000”شهيد من النساء والأطفال والآن تقطع المياه والكهرباء في زنجبار وتسببوا في تهجير أكثر من “120”ألف نسمة إلى محافظة عدن
  • سقوط محافظة أبين هو دبوس وضعه علي عبدالله صالح لعبدربه منصور، وهو يعرف أن وزير الدفاع من أبين وأن عبدربه الرئيس القادم من أبين، وأن الرؤساء السابقين كـ “علي ناصر محمد” كانوا من أبين وأن أبين فيها نخبة كبيرة من القياديين.

-  سنة مضت على الثورة الشبابية السلمية ما الذي يمكن قوله حولها؟

حققت الثورة الشبابية السلمية التي بدأت في 11فبراير من العام الماضي الكثير من المكاسب التي نعتز بها، أما أبرز هذه المكاسب فهي: أنها بدأت بمجاميع قليلة في تعز وصنعاء وبعض الساحات في عدد من المحافظات، ولكن هذه الثورة تعاظمت وساندها الملايين وحيث أصبح ما يقارب الـ”13” مليونا يخرجون في كل محافظات الجمهورية.

ثانياً: أن هذه الثورة استطاعت أن تجذب إليها القوى الفاعلة وقوى النخبة في المجتمع ومن جهة أخرى فإنها استطاعت أن تجذب إليها الكثير من الذين كانوا يعملون مع النظام “المؤتمر الشعبي العام” حيث شهدنا الانضمامات الكبيرة سواءً من المجالس المحلية في المحافظات والمديريات ومن أعضاء مجالس النواب والوزراء والشورى لدرجة أن رأس النظام حاول أن يقيل الحكومة لأن معظم الوزراء كانوا يريدون الانضمام للثورة.

ثالثاً: أن هذه الثورة استطاعت أن تكسب إلى صفوفها أبناء القوات المسلحة، ما يقارب ثلاثة أرباع القوات المسلحة “قادة مناطق، قادة ألوية” سواءً من الجيش الذي تسيطر عليه وزارة الدفاع أو من الملتحقين من الحرس الجمهوري.

رابعاً: استطاعت الثورة أن توصل رأس النظام إلى حالة من العجز الكلي في الداخل.

خامساً: استطاعت الثورة أن تكسب دول الإقليم ودول الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة وكذلك مجلس الأمن الذين اتفقوا وأجمعوا على مبادرة الخليج.

سادساً: استطاعت الثورة أن ترحل علي عبدالله صالح وشقت طريقها في تحقيق الهدف الأول الذي رفع منذ بداية الثورة السلمية وهو رحيل رأس النظام.

سابعاً: استطاعت أن تحرك الفئة الصامتة في المجتمع اليمني ومرافق العمل والإنتاج وأصبحوا الامتداد الطبيعي للثورة التي انتقلت إلى المصانع والمرافق والمؤسسات العامة بثورة فعلية ضد الفاسدين، وهنا أحيي ما حصل في القوة الجوية وأعتبرها جرأة من ضباط وجنود القوة الجوية تزامنت مع اليوم الذي سافر فيه علي عبدالله صالح إلى الخارج، باعتبار علي عبدالله صالح كان يمثل مظلة الفاسدين والتي تحدث عنها في انتخابات 2006م ويقول: لقد أصبح الباب مفتوحا الآن لجميع الفاسدين بأن يرحلوا وندعوهم بعدم التمترس ضد الوطن وأن يرضخوا لإرادة الثورة.. كذلك فالثورة أبرزت المواقف الشجاعة داخل اليمن سواءً كانت في تعز أو صنعاء أو أبين وأفشلت كل مراهنات النظام الذي جابه الثورة بالعنف ابتداءً بمجزرة الكرامة ومروراً بمحرقة تعز ومحرقة مصنع باتيس بأبين وكذلك في الحصبة وأرحب، وأفشلت مخطط تسليم المحافظات إلى القوى الإرهابية التي كان علي صالح يعلن للعالم أنها ستسيطر على بعض المحافظات إذا سلم السلطة.. كما أن الثورة أثبتت أن لا إرهاب ولا إرهابيين في اليمن إلا الذين زرعهم النظام، ولكل ما سبق فإننا ننتظر من هذه الثورة أن تستمر حتى تحقيق كامل أهدافها التي أعلنتها.

- تبنت الجمهورية اليمنية المسار الديمقراطي والديمقراطية كخيار للتبادل السلمي للسلطة.. هل تعتقد أن هذا الخيار الديمقراطي يتلاءم مع أحد بنود المبادرة الخليجية المتمثلة باختيار عبدربه منصور هادي مرشحاً وحيداً بالتوافق؟

نتمنى أن تتحقق الديمقراطية الحقيقية في اليمن بعد رحيل علي صالح، وبالنسبة لاختيار عبدربه منصور مرشحاً توافقياً للرئاسة فنحن نؤيد هذا الترشيح ونعتبر ذلك نجاحا للمبادرة الخليجية، وفيما يخص عبدربه منصور فقد كان واحداً من الذين عانوا من سياسة النظام برئاسة علي عبدالله صالح.

وبالحديث عن الديمقراطية فعلي عبدالله صالح كان يتحدث ويتبقى بالديمقراطية.. فيما أساليبه كانت من تخنق الديمقراطية في اليمن، وكان من فرخ الأحزاب وأنشأ أكثر من “20” حزبا تابعا له “أحزاب التحالف الوطني” ونحن هنا ندعو هؤلاء المفرخين بالرضوخ لإرادة الثورة وإرادة الشعب؛ لأن عهد علي عبدالله صالح قد انتهى.

ثم إن الديمقراطية التي كان يتحدث عنها صالح أمام دول الخليج والولايات المتحدة والعالم وبأن لدينا ديمقراطية وتبادلا سلميا للسلطة بينما هو الرئيس الأوحد الذي يتقدم للانتخابات ويستغل المال العام والوظيفة العامة والبرنامج الاستثماري للدولة والإغراءات المختلفة لشراء إرادة المواطنين في الانتخابات المحلية والبرلمانية والرئاسية لصالح المؤتمر الشعبي العام، ومن جانب آخر يشوبها الكثير من التزوير على مرأى ومسمع المواطنين.

لذلك فالديمقراطية كانت في التلفزيون والإعلام والصحافة الرسمية لكن الواقع كان يشير إلى الممارسات القمعية وقمع الحريات والصحفيين ومضايقة الأحزاب الحقيقية “الحزب الاشتراكي ـ التجمع اليمني للإصلاح ـ الناصريين ـ اتحاد القوى الشعبية” واستخدام المطاردات ضد القوى المعارضة والخنق المالي والفصل من العمل.

لذا فإن الديمقراطية الحقيقية التي نرى بأن تحقيقها سيكون بعد رحيل علي عبدالله صالح وأيضاً في المرحلة الانتقالية وفي المستقبل، نرى كذلك بأنه لابد من العمل الحقيقي في الجانب الديمقراطي وأن الديمقراطية هي الحل للتبادل السلمي للسلطة وهي الحل أيضاً لبناء دولة المؤسسات التي تحلم الثورة بأن تبنيها في اليمن، كما أنه لا مجال لنا سوى أن تكون الديمقراطية حقيقية وأن يكون هناك تعددية واحترام لحرية الصحافة وحرية وكرامة أبناء الوطن يشدد عليها في دستور البلاد وفي القوانين الوطنية.

- سؤالي كان مجدداً هل تعتقد بأن تطبيق أحد بنود المبادرة الخليجية الممثل باختيار عبدربه منصور هادي كمرشح توافقي ينسجم مع الممارسات الديمقراطية؟

ما يخص المبادرة الخليجية وما يخص هذا البند بالذات الذي يزكي عبدربه منصور هادي بأن يكون هو الرئيس التوافقي ففي اعتقادي أن هذا الأمر يمثل مخرجاً لما نعانيه وأيضاً لما كان يتحدث فيه علي عبدالله صالح من أنه رئيس منتخب “ولا أخرج إلا عبر الصندوق” فالأشقاء في الخليج بمبادرتهم والقرار “2014” الذي أكد فيه مجلس الأمن على المبادرة الخليجية أتت بالصيغة التي يمكن أن يخرج علي عبدالله صالح فيها، لكن الممارسة الديمقراطية تؤكد أنه لابد من وجود عدة مرشحين ومن يحصل على العدد الأكبر هو من يفوز، إلا أن المرحلة العصيبة التي نمر بها جعلت وجود مرشح توافقي وحيد مخرجاً لذلك، وسقوطاً شرعياً لعلي عبدالله صالح ونحن نتمنى بعد انتهاء المرحلة الانتقالية بأن لا يتكرر ذلك.

وأنا مع هذه الانتخابات من وجهة نظري الشخصية وأرجو من الثوار أن يفهموا جيداً بأن هذه الانتخابات ستتم لتنصيب رئيس جديد بدلاً من رئيس تشبث بالسلطة لأكثر من “33”عاماً.

مع الإشارة إلى أن قبول عبدربه منصور هادي حتى بترشحه كمرشح توافقي وحيد، تعد شجاعة من جانبه؛ لأنه سيأتي واليمن فيها عدة عراقيل في البنك المركزي ومشاكل في أماكن أخرى.

- أحداث هامة مرت بها عدد من المحافظات خلال السنة الأولى من عمر الثورة الشبابية السلمية، منها محاصرة تنظيم القاعدة “أنصار الشريعة” لأحد الألوية العسكرية والسيطرة على محافظة أبين..هل لكم بتوضيح خفايا هذا الأمر؟

ما حصل في أبين هو ضمن اللعبة التي لعبها النظامفي أن يسلم عددا من المحافظات لما يسميهم بالقاعدة، ولكنهم ليسوا القاعدة فهم الأشخاص الذين يعملون معه في جهازه المركزي والأمن القومي والسياسي والحرس الجمهوري، وعلي صالح لعب هذه اللعبة خاصة أمام الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية ودول الخليج حيث قام بابتزازها بحجة أن القاعدة في اليمن وإذا لم تدعموني فإن تنظيم القاعدة سيتوسع وينتشر إلى دول الخليج.

وهذه لعبة من الألعاب التي لعبها، وعندما شعر بأنه مغادر لا محالة وأن الشعب قد انتفض ضده، قام باختيار محافظة أبين لتسليمها لهم وتم تسليم محافظة أبين من قبل القوى العسكرية التي كانت متواجدة في المحافظة “الأمن المركزي ـ الأمن العام ـ النجدة ولواء عسكري” ورغم أنه صدرت توجيهات بتسليمها إلا أن موقفاً رائعاً ينبغي أن نشير إليه وهو موقف اللواء “25” ميكا وقائده الذين رفضوا ذلك.

شيء آخر يشير إلى تسليمها وهو تعيين قائد الأمن المركزي الذي سلم محافظة أبين، الذي استفادوا من خبرته بتعيينه في رداع وهو الذي سلم رداع لأنصار الشريعة(القاعدة).

أضف إلى ذلك أن تنظيم القاعدة مشهور في العالم بأن أفرادها لا يخزنون القات ولا يقصفون المساجد ولا يسرقون ولا ينهبون، لكن الموجودين في أبين سرقوا كل شيء البنوك ومكاتب البريد والإدارات العامة للدولة في مديرية خنفر ثم في أبين.

وللأسف الشديد أنه تم تدبير محرقة مصنع باتيس والتي راح ضحيتها أكثر من “2000”شهيد من النساء والأطفال والآن تقطع المياه والكهرباء في زنجبار وتسببوا في تهجير أكثر من “120”ألف نسمة إلى محافظة عدن، ثم يأتي هؤلاء ويرفعون علما أسود مكتوبا عليه “أنصار الشريعة” أي شريعة هذه الأعمال التي يعملونها لا تتفق مع الإسلام ولا روح الإسلام ولا مع القيم الإنسانية، أما إذا سرق طفل في جعار كيبل أو موزة أو طماط من مكان مباشرة يتداعى من يسمون أنفسهم أمراء ويقطعون يده، حسناً والذي سرق كل أبين والذي نهب كل أبين والذي تسبب بتهجير سكان أبين والذي أحرق أكثر من “200”مواطن وشاب وامرأة في مصنع باتيس ماذا يكون عقابه.

ونحن نقول لهم أنتم من أبناء شبوة ومأرب وصنعاء وعليكم أن تعودوا إلى محافظاتكم وأن تعيشوا كمواطنين ولستم أنتم المعنيين بتطبيق الشريعة حسب ما تريدون وفي المكان الذي تريدون فالشعب اليمني لا يحتاج لمن يعلمه تطبيق الشريعة.

وأنا أعتبر أن سقوط محافظة أبين هو دبوس وضعه علي عبدالله صالح لعبدربه منصور، وهو يعرف أن وزير الدفاع من أبين وأن عبدربه الرئيس القادم من أبين، وأن الرؤساء السابقين كـ “علي ناصر محمد” كانوا من أبين وأن أبين فيها نخبة كبيرة من القياديين.

ونحن ندعو إلى معالجة هذه الأمور بالسلم والحوار مع التأكيد أن مثل هذه الأمور لا تشكل عائقا أمام الانتخابات ولا أمام الدولة المدنية التي نحن ـ اليمنيين ـ عازمون على بنائها.

كما نعتبر أن أي فوضى أو أي أعمال قتل أو أعمال أخرى يتم ممارستها من قبل أنصار النظام ستؤدي لنزع الحصانة السياسية التي أعطيت لهم وعلي عبدالله صالح نفسه، وأن من حقنا كيمنيين أن نعيد النظر في سحب الحصانة إذا حصل منه تشجيع على الفوضى في أبين أو رداع أو أي محافظة أخرى.

- لننتقل إلى قضية الحصانة التي تم منحها لعلي صالح وباقي أفراد نظامه من قبل مجلس النواب...ما رأيك إزاءها؟

حسب رأيي الشخصي فإن منح الحصانة شيء مرير ومؤلم لنا كيمنيين وما كنا نأمل بأن يفلت علي عبدالله صالح من العقاب عن الجرائم التي ارتكبها ومعاونوه ويحصلون على الحصانة.

والعلماء يقولون بأن وعي الإنسان يفسد في حالتين الأولى محاسبة إنسان لم يرتكب جريمة أو جريرة والثانية عدم المحاسبة لإنسان قام بارتكابها.

ومنح الحصانة يتعارض حتى مع الدين الإسلامي الذي يؤكد مبدأ “النفس بالنفس”.

لكن هناك معضلة جعلتنا نتحمل وهي تمترس علي عبدالله صالح في القصر الجمهوري ووضع عشرات الآلاف من البلاطجة وقتل الثوار ولنا سنة ونحن مستمرون في الثورة السلمية.

وخروج علي صالح اشترط بالحصانة وكأن الحصانة التي أعطيت له هي ثمن لسكوتنا عن خروج علي عبدالله صالح من البلاد.

ولكننا نعلم بأن القوانين ليست قرآنا كريما ومن حق أولياء الدم رفع قضايا، هناك ملف مقدم في محكمة الجنايات الدولية من قبل توكل كرمان، نحن في المحافظات الجنوبية قدمنا مماثلاً بما حصل لأفراد الحراك الجنوبي إلى اوكامبوا رئيس محكمة الجنايات الدولية.

وفي حال ثبت قيام علي صالح بالتحريض على القتل أو إحداث أي فوضى مستقبلاً فمن حقنا إعادة النظر في الحصانة وإسقاطها ومحاكمتهم سواءً في اليمن أو أمام محكمة الجنايات الدولية.

- ترأسون المجلس الأعلى للحراك الجنوبي...هل لكم توضيح أهداف هذا المجلس ، أسباب إنشائه، القوى والتيارات الموجودة داخل إطاره؟

المجلس الأعلى للحراك الجنوبي تم الإعلان عنه في 9مايو 2009م في محافظة أبين وهذا المجلس ضم 4 فصائل تكونت بعد عام 2007م في المحافظات الجنوبية للنضال السلمي ضد ممارسات وتسلط واستبداد الجنوبيين في المحافظات الجنوبية من اليمن، وهناك بعض الفصائل التي لم تتوحد كـ”منظمة تاج” ومقرها في لندن ولا تزال تعمل الآن منفردة وندعوها الآن لاحترام العمل السلمي.

ومن ضمن الأهداف التي رسمها مجلس الحراك السلمي الأعلى الحل السلمي للقضية الجنوبية، ونحن كنا عازمين على عقد مؤتمر وطني عام لمجلس الحراك الأعلى وهذا المجلس الذي ينتخب القيادة ويقر البرنامج السياسي واللوائح التنظيمية.

لكنّ ظروفا كثيرة أعاقت عقد هذا المؤتمر الذي نأمل عقده في مدينة عدن لكي يمثل المرتكزات الرئيسية للمؤتمر الوطني العام لكل أبناء الجنوب.

وأنا أقول بأن الثورة الشبابية السلمية وضعتنا أمام مسارين حتى داخل الحراك، فهناك مجموعة من يحترمون الثورة وتضحياتها ويعتبرونها امتدادا للحراك الجنوبي سواءً في المحافظات الجنوبية أو الشمالية وبالتالي خفضوا من سقف المطالب التي كانوا يطالبون بها واقتنعوا بوجود دولة اتحادية في اليمن بعد سقوط النظام على اعتبار أن الوحدة ستبقى خياراً لا رجعة عنه وهذه المجموعة تقترح الفيدرالية على أساس إقليمي بين الشمال والجنوب في صنعاء وعدن وهناك مجموعة ثانية هي التابعة لعلي سالم البيض الذين يطالبون باستعادة دولة الجنوب وعقدوا مؤتمرهم في بروكسل.

والآن في إطار الثورة وفي إطار النضال الموجود وبالذات منذ 11 فبراير وحتى الآن نشأت الكثير من الأحزاب وكثير من التجمعات والتي عقدت في المحافظات الجنوبية وأصبحنا نحن في الحراك الجنوبي نمثل فصيلاً واحداً من مئات الفصائل الموجودة؛ لهذا ندعو كل أبناء المحافظات الجنوبية إلى احترام كل فصيل وكل ملتقى وأيضاً احترام إرادة الشعب الذي خرج في الجنوب وأن يعقدوا مؤتمراً وطنياً عاماً يحضره ممثلون من كل أبناء الجنوب الرأي الأول والأخير لأبناء الشعب في المحافظات الجنوبية وما أقروه فسنلتزم به.

- تحدثنا عن المجلس الأعلى للحراك بصفته ناتجا لقضية أساسية هي القضية الجنوبية، هل لكم أن تعطونا ملمحا عن القضية الجنوبية ورؤيتكم للحل؟

الكل يعرف بأننا توحدنا في 1990م وكان الجنوبيون جادين وانتقلوا إلى صنعاء ولم يكن لديهم خط رجعة، ولكن للأسف الشديد ما حصل كان تآمر علي عبدالله صالح شخصياً والذي أسندت له قيادة دولة الوحدة وتم قتل أكثر من “150” كادرا سواءً كانوا من أعضاء الحزب الاشتراكي أو من مواليه وتفاقمت الأزمة لتسفر عن حرب 1994م فحرب 94م يعتبرها أبناء المحافظات الجنوبية تبديلاً للوحدة من وحدة سلمية إلى وحدة بالإكراه والحرب وإقصاء للشراكة مع الجنوبيين، ومن قبل علي عبدالله صالح تم إصدار قرار بتصفية كل القادة سواءً كانوا في الجيش أو الأمن من مسئول إدارة وما فوق وإخراجهم إلى الشارع تم فيما بعد تصفية الجنوبيين من المؤسسات المدنية والعسكرية وخصخصة المصانع والمزارع ونهب أراضي الناس، إزاء ذلك رفع أبناء المحافظات الجنوبية برامج لإصلاح مسار الوحدة واتفقوا مع بقية الأحزاب على تطبيق برنامج إصلاح سياسي واقتصادي ومصالحة وطنية، ولم يقبل علي عبدالله صالح بذلك، بل قام بقمع أبناء الجنوب الذين خرجوا للاحتجاج في الشوارع وفتح لهم السجون وقصفهم بالقنابل والمدافع وبالطيران ما حصد مطالبهم لاستعادة الدولة السابقة.

وأنا منذ شهر فبراير بعد قيام الثورة أعطيت تصريحاً دعوت فيه كل إخواننا في المحافظات الجنوبية للانضمام للثورة وأعلنا بأننا فككنا الارتباط مع علي صالح ونظامه ولم نفك الارتباط مع الشعب في الشمال وأن يتم إنشاء ساحات في الجنوب موازية للساحات في الشمال لإسقاط نظام علي عبدالله صالح، وبعد ذلك طرحنا ضرورة الحوار مع الهيئات الجديدة التي ستأتي وانعقد مؤتمر في القاهرة في 15/5/2011م وأول وثيقة خرجت به تتحدث عن الرؤية لكل القضية الجنوبية وهذه الرؤية جاءت احتراماً للشعب في المحافظات الشمالية الذي تعرض للظلم من قبل علي عبدالله صالح وأيضاً للثورة السلمية أن يتم إنشاء دولة اتحادية ويكون ذلك وارداً في دستور الدولة، وهذه الدولة تكون قائمة على إقليمين إقليم في صنعاء وإقليم في عدن ويكون هناك مجلس شعب محلي في عدن ومجلس شعب محلي في صنعاء وأن يكون هناك مجلس نواب أعلى مركزي وتكون الرئاسة مركزية ووزارة الدفاع والداخلية والخارجية يتم فيهم الشراكة بين الشمال والجنوب وأن يتم إعطاء نسبة معينة من إيرادات الشمال والجنوب.

والجنوبيون ينظرون إلى أن هذا النظام الموجود في الهند وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية يمكن أن يطيل من عمر الوحدة، وهناك آراء أخرى ولكن أعطيتك رأيي الشخصي الذي أنا مقتنع فيه، وهو أنه بعد سقوط النظام لابد من الحفاظ على الوحدة اليمنية، لكن بشراكة جديدة وبعد خمس سنوات يكون هناك استفتاء شعبي حر لبقاء الوحدة وأنا واثق بأننا إذا عملنا بشكل صحيح وخدمنا الشعب في الشمال والجنوب وأعدنا كل ممتلكات الشعب المنهوبة وتم حل المشكلات الخاصة بالمياه وبالكهرباء والبطالة والمتقاعدين وتوفير العدل والأمن والاستقرار وشراكة متساوية فسيقول أبناء الشمال والجنوب نعم للوحدة اليمنية.

- في لقاء مع حيدر العطاس مع إحدى القنوات الفضائية العربية أشار إلى أنه في طريقه لعدن لإعلان فك ارتباط الجنوب بدولة الوحدة ما تعليقك؟

القضية الجنوبية ليس مسئولاً عنها شخص ولا حزب ولا الحراك الجنوبي لوحده، والمسئول عن القضية الجنوبية الآن هم جميع أبناء المحافظات الجنوبية، وإذا أردنا أن نستخدم العقل فعلينا أن نحضر بهدوء لمؤتمر جنوبي، وحيدر العطاس دعا الجنوبيين لمؤتمر في القاهرة وسافر من اليمن “450” عضوا من الحراك الجنوبي إلى القاهرة واتفقوا على الفيدرالية وكنا مؤيدين لموضوع الفيدرالية ولكننا غير مؤيدين لمن يتصرف ويدعو لانفصال الجنوب؛ لأن الأوضاع الحالية لا تساعدنا في الجنوب على الانفصال ولا الشمال أيضاً ونحن نرى بأن الحل الأسلم والأفضل البدء في حوار وطني مسئول مع إخواننا في المحافظات الشمالية ضمن الحوار الوطني الذي ستتبناه وترعاه الدول العشر الراعية لمبادرة الخليج، وأن يتفهم إخواننا في الشمال لتجديد عقد الوحدة كما أسلفت في دولة اتحادية وتبقى الوحدة اليمنية خياراً لا رجعة عنه.

والآن نحن في المحافظات الجنوبية المشاكل كثيرة وينبغي إعادة ممتلكات الجنوب للدولة اليمنية ونحل مشاكل العاطلين عن العمل والمتقاعدين والبناء بدلاً عن الخراب الذي حصل في عدن والمحافظات الجنوبية من حرب 94م وأن نعيد الأمل لأبناء زنجبار وجعار والنازحين من محافظة أبين، ولايشرفني أن أدعو للانفصال في الوقت الذي محافظتي فيه مدمرة وسكانها نازحون عنها، وكذلك الأمر في الشمال في تعز وأرحب والحصبة ومديرية عزان في الجنوب وصعدة وأنا أنصح إخواننا الجنوبيين بالتمسك بالقرارات التي خرجنا بها في اجتماع القاهرة وأن نناقش القضية الجنوبية تحت سقف اليمن الموحد.

- إعادة هيكلة الجيش والأمن هي إحدى بنود المبادرة الخليجية وهي كذلك إحدى الأسباب التي أدت لوجود الحراك الجنوبي فما هي رؤيتكم لإعادة هيكلة الجيش والأمن؟

قبل حرب 94م كانت من القضايا مثار الخلاف بين شريكي الوحدة أن بعض المؤسسات الاقتصادية وبعض وحدات في الجيش لم يوافق علي عبدالله صالح على حلها أو دمجها، وبقي الحرس الجمهوري كقوة ضاربة لم يتم دمجها في وزارة الدفاع وأيضاً الأمن المركزي والحرس الخاص والأمن السياسي خارج وزارة الداخلية وكذا المؤسسة الاقتصادية العسكرية.

وأنا أرى بأن المبادرة الخليجية في تعرضها لضم الحرس الجمهوري تحت إطار وزارة الدفاع والأمن المركزي تحت إطار وزارة الداخلية واللجنة العسكرية التي تشكلت سيكون من مهامها إعادة هيكلة الجيش والأمن شيء جيد وخطوة في الاتجاه الصحيح.

ولابد أن يعاد تشكيل ولاء هذه الوحدات للوطن وليس لعائلة وأن لا يكون قادة هذه الوحدات العسكرية على صلة وقرابة سواءً بالرئيس القادم أو بوزير الدفاع، وخروج الجيش من المدن وتحديد مهامه بحماية السيادة الوطنية وأن لا يتدخل في الشئون الداخلية في الانتخابات أو القضايا التي تخص المحافظات.

وهنا نحن نطمئن إخواننا في دول الخليج بأن هذا الجيش الوطني ليس ضدكم ومن المفيد أن نوقع اتفاقية للدفاع المشترك بين اليمن ودول الخليج وأن الجيش اليمني هو لحماية الجزيرة العربية في حالة وجود أي خطر يتهددها.

- كلمة أخيرة تود قولها؟

أحيي أبناء تعز وصمودهم الأسطوري أمام الآلة العسكرية حيث حاول علي عبدالله صالح أن يخضع تعز، بل وراهن بأن إخضاعه لها يعني إخضاع بقية المحافظات، ولكن مؤامرته تحطمت أمام صمود أبناء تعز ونقول لهم إنكم إن شاء الله منتصرون، كما أدعو جميع الثوار إلى المشاركة في الانتخابات الرئاسية وذلك لترحيل علي عبدالله صالح إلى الأبد.

كما أدعو الحكومة بأن تعطي الأولوية في برنامجها للاهتمام بأسر الشهداء سواءً شهداء الحراك الذين يزيد عددهم عن الألف أو شهداء الثورة الشبابية السلمية الذين تجاوز عددهم الـ”1400”، وكذا الاهتمام بجرحى الثورة.

كما أدعو الأخت توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام إلى مناشدة العالم لمساعدة نازحي أبين واليمنيين بشكل عام.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي