أنتم المنقلبون والعملاء ولا شرعيّة لكم؟!

د. علي العسلي
السبت ، ١٠ يونيو ٢٠٢٣ الساعة ٠٦:١٧ مساءً

مقالي هذا تعليق على  أحد تغريدات حسين العزي، الذي قال فيها: " في كل أعراف العالم: - أعلى وأصدق درجات الشرعية تنبثق من ثورات الشعوب".. في هذه الجزئية صدَقت، فبالنسبة لليمن أعلى درجات الشرعية هما ثورتي 26سبتمبر و14 أكتوبر، ومضاف إليهما، ما تحقق من أهدافهما، وخاصة إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في الــ 22 من مايو 1990!؛ ثمّ قال " والعليمي كما تعرفون لم ينبثق عن ثورة21 سبتمبر حتى يكون شرعياً".. وايضاً صدقت بأن العليمي لم ينبثق عنها، لاتها نكبة 21سبتمبر، حدثت عام 2014، لكنّه شرعيّ؛ فهو رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وشرعيته من شرعيّة ثورتي26 سبتمبر و14اكتوبر و22مايو ومخرجات الحوار الوطني وكل التوافقات والاتفاقات و المرجعيات، فهو رئيس مجلس القيادة الرئاسي الشرعي للجمهورية اليمنية المعترف بها من كل الدني،  وأنتم لا شرعية لكم!؛نعم! لم يكون منتميا لنكبتكم، وما قمتم  به هو انقلاب.. وستُحاسبون على كل جرائمكم التي ارتكبتموها بحق الشعب اليمني!؛   ثمّ أخرج حسين العزي ما يبطن هو وجماعته، فقال: "- أدنى درجات الشرعنة تأتي بالانتخابات أو بالوراثة وحتى هذا المستوى من الشرعنة غير منطبق أيضا".. يقصد على الرئيس العليمي.. الانتخابات عندهم هي في السُلّم الأدنى، فكيف أيها الغربيون تدلّلون الحوثة وهم لا يعلّون الانتخابات كما أنتم؟!؛ واذا كان هذا موقفهم من الانتخابات، فكيف ستجلبونهم لتسوية تفضي إلى العودة لمسار الديمقراطية، وتنفيذ الأهم فيها، إجراء انتخابات عامّة شفافة!؛  الحوثة يعتقدون جازمين ألا ثورة إلا ثورتهم(نكبتهم)، وألا انتخابات إلا بما يريده المرشد وعبد الملك.. واليمانيون يكادون يجمعون على أن ثورة الحوثة نكبة، وهي انقلاب، لابد أن يزول و ينتهي؛ وتفكيىهم وإن قبلوا بالانتخابات، فستكون  شكلية وليست ديمقراطية.. ذلكم مشاهد بوضوح في ايران، فالحاكم الفعلي هناك((خامنئي))، وليس ((رئيسي)) المنتخب، فرئيسي موظف عند خامنئي، ولن يقبل اليمانيون أن يكون رئيسهم موظف عند عبد الملك أو من يتبعه!؛  فالحوثة ثورجيّون بمفهوم الثورة الخمينية، ومؤمنون بتصديرها، وبالتالي فهم مصرّون  بالتزامن مع محاولة  تثبيت حكمهم في اليمن، على تصديرها للجيران، إن فلحوا!!؛  ولن يفلحوا بحول الله،  لأن في اليمن قيادة شرعية بوزن الدكتور/رشاد محمدالعليمي، أتفهم هذا يا حسين العزي؟!؛ فالعليمي  هو من يقود اليمن شئتم أم أبيتم!؛ وهو من سيُنهي انقلابكم، وهو من سيُعيد الدولة والسلطة الشرعية للعاصمة صنعاء!؛ وشرعيته ونشاطه وتحركّه وخطابه الحكيم المتّزن الجاذب، هو من يؤرقكم ويفجعكم، فإذا لم يكن له شرعية، فلماذا  تتحدثون عنه؟!؛ وتوجهون سهامكم نحوه!؛ ولماذا تستهدفونه بُداً عن سبعة أعضاء أخرين؟!؛ فقط لأنه يوجعكم، بحضوره الدائم، وبوفائه لِقَسَمه وبرّه له، وسيستمر ولن يحيد؟؛ وواصل  حسين العزي القول: (سيبقى ذلك العميل المُعيّن من قبل دول في حالة حرب مع بلده).. الرئيس العليمي ليس عميلاً، وليس مُعيّناً إلا من الرئيس هادي، ولا يرغب بالحرب إطلاقاً، ويريد إنهائها، ولكن على قاعدة السلام الشامل المعتمد على المرجعيات المعروفة التي أنتم ترفضونها، فمتى ارتضيتم بها؟ تحقق السلام!؛ الرئيس العليمي جاء ليكمل المشّوار الذي بدأه الرئيس هادي، وينفذ نص وروح إعلان نقل السلطة  في القرار الجمهوري الصادر بتاريخ 7 أبريل 2022، جاء لإدارة اليمن سياسيًا وعسكريًا وأمنيًا طوال المرحلة الانتقالية!؛ وأنت يا حسين العزي تغالط ، والناس تعلم أنك تغالط، فإعلان نقل السلطة مشهور ومنشور، وباركته القوى السياسية والعالم بكل سرور، فلا داعي للنكران والفجور، فانضموا اليهم، واتركوا أفعال الشر وما أنتم عليه من غرور!؛   الدول التي تتهمها بتعيّن العليمي رئيسا، هي ذاتها التي جاءت بطلب الرئيس الشرعي هادي، وهي نفسها من  تتفاوض معها سراً وعلناً جماعتك، بينما ترفض التفاوض مع أبناء اليمن، وهي، هي من أنتم اليوم تقايضونها وتريدون منها أثماناً وغنائم شخصية لوقف الحرب والاقتتال؛ بينما توقيفه هو مصلحة يمنية- يمنية، قبل أي شيء آخر!؛  إذاً، العمالة والارتزاق لا داعي للحديث عنهما، فالشعب اليمني، يعرف منهم العملاء ومنهم المرتزقة، وللتذكير فقط؛ تُرى العمالة جلية واضحة باستبدال الغاز اليمني بالإيراني، واستخدام المسيرات الإيرانية لمنع تصدير النفط اليمني لمعاقبة الشعب اليمني في قُوتِه وثروته، ويُرى الارتزاق، عندما الحوثة يشحتون السلاح ويقومون بتهريبه وتهريب كل الممنوعات؛ والقتل والمتاجرة بهما، ويبيعون النفط الآتي لهم  على الشعب ، عبر أسواقهم السوداء بأسعار مضاعفة، وتُرى العمالة في المسيّرات والصواريخ والالغام وتغيير معتقدات وعادات اليمنيين، ويُرى الارتزاق فيها، وهي تستخدم ضد الجيران للابتزاز والارتزاق، وتُرى العمالة أيضاً في قنوات الحوثي الفضائية وتواجدها، وما تبث من تمجيد لإيران، وما تنشر من ثقافة، وتبث من مسلسلات، وما تحمل من حقد وكراهية تجاه الشعب اليمني، و تُرى السلالية المقيتة في نشّوة التباهي بالتسيّد على شيوخ  القبائل اليمنية من أصغر هاشمي فيهم، هذا كلام مفتيّهم (شمس الدين شرف الدين)، وتُرى العمالة في المُجسّمات المرفوعة في شوارع العاصمة وغيرها من المحافظات لقادة وقتلى إيران، وتُرى العمالة تتجلى بأبهى صورها عند الاحتفال بمناسبات ايرانية!؛  فقبل كم يوم الحوثة، قاموا بإحياء وتخليد الذكرى الرابعة والثلاثين لرحيل الخميني، مؤسس إرهاب الدولة في العالم بعد الكيان الصهيوني!؛ فمن يقدس ((خميني)) في عاصمة الجمهورية اليمنية، ويحاول محو تاريخ وهوية بلده بفعاليات فارسية هو العميل والمرتزق.. اتفقنا يا حسين العزي.. وعليه توقفوا واتركوا التنظير عن العمالة والارتزاق!؛ توقفوا ولا تشوّهون اليمنيين في تغريداتكم، وخاصة على المتواجدين في بلد الاغتراب! فالمغتربون كفّوا أذاكم عنهم، وجنبوهم حربكم!؛  أختم فأقول: بصراحة، تغريدة حسين العزي والمعلق عليها أنفاً، تستحق  الدراسة الفاحصة، لأنها تبيّن كيف أن الحوثة؟ لا تزال عقليتهم متخلفة، ولا يزالون في غيّهم بدون أي نضج للتحول إلى أن يكونوا سياسيين، وتثبت كم عدم قابليتهم للحوار والسلام، وعدم القابلية لأن يكونوا ديمقراطيين،  ويقبلوا بالتعددية، والحكم للأغلبية!؛ فكل ما أورده حسين العزي معتقداً وجازماً أنه ينطبق عليهم دون غيرهم، فــ" العيفطة" عندهم ثورة، و" الوراثة" عندهم حق إلٰهي لهم بالحكم، و" الانتخابات" مقبولة إن كانت  فقط ستلبي ما يرتضيه قائد عصابتهم أو مرجعهم الأعلى؛ كالتي في ايران تماماً، ولا غير ذلك!؛ فكيف يتوقع من هؤلاء الانخراط في السلام والتعايش مع الآخر؟؛ وكيف تُنظّرون لقرب تسوية سياسية معهم؟ وتنتظرون بفارغ الصبر منهم الانخراط  فيها، وهم مصعّدون في الاعلام والتحشيد والتهديد على الارض، حتى الاطفال لا يسلمون من حشرهم وتجنيدهم ، يتحركون باتجاه المدن بمعداتهم وافرادهم وصواريخهم  ومسيراتهم والعالم يتحدث عن قرب التوصل لتسوية، ما هذا الهراء؟!؛ تحضيرات لغزو تعز ومأرب وتهديدات بضرب صافر لمنع تصدير الثروات وادخال اليمن في الإفقار أكثر، ويقال لك الحوثي مقبل ومنفتح على السلام!؛ والدليل الهدن القائمة، قبِلَها ليحضّر حاله، بعد أن كان على مشارف النهاية!! فالذهاب للتسوية مجرد كلام، فموقفهم من الشرعية معروف!؛ يريدون يتفاوضون مع أي أحد، إلا مع الشرعية، فلا! وهذا  التخوين للرئيس الشرعي وللشرعية أكبر دليل على ذلك! فمع من إذاً سيوقع؟!؛ وما هي التسوية؟ وما طبيعتها؟ ومن هم أطرافها؟! كل ذلك تخدير ولعب على الوقت!؛  وأنصحكم أيتها الشرعية أن تشدّوا حزامكم، لكي تحرّروا اليمنيين من بطش الحوثة، وأعانكم الله ونصركم عليهم!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي