صف جمهوري

سميه الفقيه
الاربعاء ، ٠١ مارس ٢٠٢٣ الساعة ٠٤:١٤ مساءً

 

على مدار التاريخ السياسي لم ينجح العنف والحرب في إجبار الآخرين على السمع والطاعة، بل على العكس، لم يولد العنف إلا مزيداً من رفض البطش. فرض العنف واراقة الدماء ليس الحل لجعل الخصوم ينصاعون مجبرين، بل الحل الوحيد هو  التوافق والتصالح الوطني تخت مظلة الصف الجمهوري وتحكيم العقول والمصلحة الوطنية ومصلحة هذا البلد الذي مازال الجميع يخذلونه ويزرعون على جبينه شظايا الغل ورماح القتل وفي المقابل مازال الوطن يحتويهم بكل عصيانهم له. 

الفشل السياسي الذريع والحرب العبثية التي دمرت اليمن وجريان الدماء اليمنية البريئة في كل ارجاء اليمن، يحتم على جميع المكونات الساسية التصالح لطي صفحة الاحقاد وتجاوز التخبط والعبث المروع الذي تعامل به كل المتناطحين السياسيين وأن يضعون أطماعهم وأنتقاماتهم واحقادعم جانباً ويصطفون في صف جمهوري وحدوي واحد ؛لمصالحة سياسية وطنية تبرهن فعلاً ولاءهم للوطن وتحمي الجمهورية والوحدة من الفناء امام المتربصين بالبلاد،أما  دون ذلك، ستظل شعاراتهم عن الوطنية مجرد إدعاءات باطلة قد سئم منها ومنهم ٣٠مليون يمني، كادح ومقهور مازالوا يضحكون على دقنه لعقود خلت.   

الانهيار الاقتصادي وتفكك الجبش ودعاوي الانفصال،ما حدث ويحدث من فقدان لشكل الدولة وانعدام احترام سيادتها وقوانينها يجعلهم يعيدون هيكلة لكل معطيات العمل السياسي الذي انتهجوه في الفترة المنصرمة، وآلية ادارتهم للأمور ،بشكل إنساني أولاً، ووطني ثانياً وتاريخي ثالثاً، في كيفية الوصول لتوافق سياسي عاجل من شأنه تجنيب الوطن مزيداً من المزالق الاحترابية،   التي جعلت الوضع يصبح كارثياً ووبالاً على الجميع ولن تؤتي أكلها سوى اندثار للبلاد.

لم يعد الواقع اليمني المتشرذم يحتمل مزيداً من العبث السياسي ومنطق الديكتاتورية وفرض الرأي بالقوة .لم يعد منطقياً أبداً أن نطالب بالسلام للوطن بينما نحن في المقابل نشعل النار في وجه من يخالفنا الرأي.  بات حرياً بكل الساسة الجلوس تحت مظلة واحدة والتصالح السياسي والاحتكام للعقل والمنطق ونبذ كل أشكال العداء للآخر. هذا إن أرادوا الخروج من فوهة البركان الذي مازالت حممه تتطاير وستحرق الجميع ولن تستثني منهم أحداً.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي