سلام الله على الزعيم (2 - 2)

علي هيثم الميسري
الاربعاء ، ٠٨ فبراير ٢٠٢٣ الساعة ١٠:٥٤ مساءً

     في الجزء الأول من مقالي تلقيت بعض الإنتقادات من أصدقاء وأهل عن تغيـُّر موقفي تجاه الرئيس الراحل علي عبدالله صالح وعن ما إذا تلقيت وعود بمبالغ مالية أو منصب ، فقلت لهم مبادئي ثابتة وموقفي ثابت تجاه وطني *اليمن الكبير* ، ولكنني قرأت المشهد والأحداث الماضية بعقلانية وعرفت الكثير من الأسرار في الأزمة اليمنية والمخطط أو السناريو المـُعـَد لليمن ، وأيقنت تماماً بأن الرئيس الراحل قد ربما كان يعمل لصالح البلد ولكنه وجد الكثير من العراقيل بفعل الحرب الغير معلنة على اليمن والمخطط القذر تجاه بقاء اليمن مراوحاً مكانه وعدم نهظته ، كما الذي الحاصل مع فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي حينما تكالبت عليه كل القوى لإجهاض مشروعه اليمن الإتحادي حتى وصل الحال لإزاحته من قيادة البلد .

     وهنا أعترف بأنني كنت أبغض الرئيس الراحل لدرجة أنني أول من أسماه الهالك علي عفاش ، وكما يقال الإسلام يجـُبُّ ما قبله وأنا أقول الإعتراف بالخطأ يجـُبُّ ما قبله ، ومع ذلك أقول بأنني لا أُزَكـِّي الرئيس الراحل علي عبدالله صالح بكل سياساته بل أعود وأقول بأنه أخطأ الكثير من الأخطاء الكارثية وأعظم خطئين أخطأهما .. الخطأ الكارثي الأول أنه بعد حرب 94 تعامل مع الشعب الجنوبي بمبدأ المنتصر فأقصى غالبيتهم وهمش الكثيرين منهم حتى كرهوه وكرهوا وحدته ، ولو كان مغايراً في تعامله مع شعب الجنوب بمبدأ المنتصر الوديع لتحول الأمر إلى قداسة الجنوبيين له وبقاء حب الوحدة اليمنية في أفئدتهم وأرواحهم .

     الخطأ الكارثي الثاني بعد تسليمه السلطة إفتعل حرب شعواء ضد فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي إعلامية وسياسية ونوعاً ما عسكرية وتآمر عليه بكل ما أوتيَ من مكر ، ولم يكتفي بذلك بل زاد ماءً على الطحين وسلـَّمَ كل مقدرات الدولة من ترسانة عسكرية وخلافه لعدو اليمن مليشيا الحوثي حتى تمكنت تلك المليشيات من الدولة وسيطرت على كل مقدراتها ومؤسساتها ، ولو كان فـَكـَّرَ بنظرة المحب والعاشق لبلاده ووقف مع فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وأعانه على إدارة البلاد وأمده بخبرته وأفاده بمكانته التي تحلى بها لعاد للسلطة مجدداً مع أول إنتخابات رئاسية ، ولما كان هذا حال البلاد والعباد ولا كانت هناك مليشيات في صنعاء ولا مليشيات في عدن ولا كان عربان العرب يديروا لنا بلادنا وكأننا قـُصـَّر ليس لدينا القدرة على إدارة البلاد مع تواجد رئاسة شكلية وحكومة مثلها .

     مع هذا وذا حينما ننظر لبلادنا في وضعها الحالي من أزمات وفقر وحرب وفوضى عارمة لا سيما في عدن العاصمة وخلافه من شذوذ بات الناس يترحمون على عهد الرئيس الراحل علي عبدالله صالح وهذا ما لمسته من الكثير في الشارع العدني ، فالرئيس الراحل بعد أن كان منقوماً عليه في قلوب أبناء اليمن كافة والجنوب خاصة وعلى الأخص في عدن إلا أنه صار في قلوبهم أسطورة تتناقل مآثره كل الأطياف وكل الناس الصغار والكبر ، وكل ذلك التحول بسبب غطرسة وعنجهية مغول اليمن مليشيا الإنتقالي القروية ، ومن خلال سلوكهم البغيض في العاصمة عدن بكل المجالات أصبح وغدا وأمسى وبات الجميع تردد ألسنتهم عبارة ( سلام الله على الزعيم ) .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي