تعز يمننا الكبير

تيسير السامعي
السبت ، ٢١ يناير ٢٠٢٣ الساعة ٠٢:١٢ مساءً

معاناة فى الماء..  معاناة وصعوبة كبيرة فى وصول المواد الغذائية.. معاناة في المشتقات النفطية.. معاناة في الغاز.. معاناة في الصحة.. معاناة في التعليم.. كل هذه المعانات سببها  الرئيس واحد: الحصار المفروض على المدينة، وقطع الطرقات. تفاءل الناس خيرا عندما سمعوا عن فتح طريق كشريان لتعز (المالاوي - الزريقة). لكن -للأسف الشديد- الطريق توقف بعد أن تم إنجاز أكثر من ٧٠ بالمائة منه، لأسباب لم تعرف حتى الآن. الآن معنا طريق الكدحة، الذي سوف يعمل على تخفيف نسبة كبيرة من المعانات، بحسب مختصين. فالواجب علينا جميعا -نحن أبناء تعز- أن نتكاتف ونتظافر ونكون صفا واحدا من أجل إنجاز هذا الطريق. وعلينا أن نترفّع عن المزايدات الحزبية، والمكايدات السياسية، وصراعات الماضي، ونجعل مصلحة تعز فوق كل شيء. في يوم من الأيام، حدثني أحد أعضاء وفد التفاوض، الذين ذهبوا إلى الأردن من أجل فتح طرق تعز، حسب ما نصَّت عليه بنود الهدنة، قائلا: "وضعنا لهم كل الحلول، وعشرات المقترحات، وقدمنا كل الضمانات بهدف فتح طريق إنساني يخفف من معاناة الناس، لكن -للأسف- كان هناك رفض قاطع، وإصرار على إبقاء الوضع كما هو". ليس هنا تفسير لذلك غير أنهم يريدون أن تبقى تعز آخر شيء يتم التفاوض عليه، لأنهم يحسبون لها ألف حساب، ولأنها تشكِّل لهم مصدر خوف شديد وقلق. لذلك لا خيار لنا -نحن أبناء تعز- إلا الإيمان بأنفسنا، والانتصار لقضيَّنا، والتعاون فيما بيننا، والوقوف صف واحد لرفع المعاناة عن مدينتنا. ليعلم الجميع: "تعز لست مع الشمال، ولا مع الجنوب، تعز هي اليمن الكبير، فهي بداية الجنوب ونهاية الشمال، هي القلب الذي يحرِّك كل أجزاء الجسم، إذا توقف توقف الجسم، هكذا هي على مر التاريخ: (إذا انتصرت انتصر اليمن الكبير، وإذا ضعفت ضعف اليمن الكبير وتمزَّق)".

الحجر الصحفي في زمن الحوثي