تدمير الحوثيين للتعليم: الوسائل والأهداف

عبدالواسع الفاتكي
الاربعاء ، ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٢ الساعة ٠٦:٥١ مساءً

وجهت المليشيات الحوثية ضربات متتالية للتعليم في اليمن ، أقدمت على تغيير المناهج الدراسية بمقررات طائفية ، فجرت عشرات المدارس ، حولت أخرى لثكنات عسكرية ، كثفت من حملاتها داخل المرافق التعليمية لغسل أدمغة الطلاب ودفعهم لمحارق الموت في جبهات القتال ، مسلسل التدمير الحوثي للتعليم العام والخاص ، أخذ صورا وأشكالا شتى ، لتحقيق هدف أساسي مرتبط بتوسيع رقعة الأمية في المجتمع اليمني ، وإلغاء مجانية التعليم بفرض المليشيات الحوثية رسوما على الطلاب والطالبات ، التي أضحت رافدا من الروافد المالية للمليشيات الحوثية . 

تسعى المليشيات الحوثية لخصخصة التعليم ؛ لأن ذلك يساعدها في تحويل الطلاب لمقاتلين ؛  عبر إدخالهم في دورات طائفية ،  تطعمهم بالكراهية والعنف والموت في سبيل الدفاع عن مشروعها الطائفي ، وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والأوضاع المعيشية السيئة ، لن يكن بمقدور كثير من الأسر تعليم أبنائها ، الذين سيكن مصيرهم للشارع ، ما سيوفر لمشرفي الحوثيين فرصا سانحة ؛  لاستقطابهم لمعسكرات التجنيد ،ةوالزج بهم في المعارك ؛ ليعودوا في صناديق الموت وصورا معلقة على جدران المدارس ، التي تحولت لمعارض لقتلى المليشيات الحوثية ؛ لتعزيز ثقافة الموت وتقديسه في سبيل مشروعها في أذهان من بقي من الطلاب في مقاعد الدراسة .

فرض المليشيات الحوثية رسوما على الطلاب والطالبات ، يخل بالعدالة الاجتماعية في قطاع التعليم ، ويؤدي لفرز طبقي في المجتمع ، حيث سيصبح التعليم محصورا على طبقات محددة في المجتمع طبقة مترفة متعلمة ،ةوهي طبقة المشرفين الحوثيين وقياداتهم ، يقابلها طبقة فقيرة أمية من أبناء اليمن ، وهي السواد الأعظم ، الأمر الذي سيخلق مشكلات اجتماعية واقتصادية كبيرة ، كعمالة الأطفال ،ةوزيادة معدلات انحرافهم ،ةوانتشار الجرائم في أوساطهم،ط ، وهو ما سيكلف اليمن مستقبلا ثمنا كبيرا لمعالجة تلك المشكلات والتخلص من آثارها .

يتعرض التعليم في المناطق التي تسيطر عليها المليشيات الحوثية لتجريف متعمد ، وحرمان النشء عن سبق إصرار من الحصول على حقهم في التعليم المجاني كحق إنساني أصيل ؛ عبر سلسلة من ممارسات المليشيات الحوثية الرامية لنسف قطاع التعليم وإفراغه من محتواه ، وحرصها الدؤوب على توجيهه لما يخدم أفكارها الطائفية  ، وفرضها على شريحة واسعة من النشء لتؤسس بذلك لكارثة قادمة من مشاريع عنف متواصلة ، وقودها نشء تم غسل دماغه وحشوه بأفكار الطائفة والعنف ، وتهيئته لدورات من الاحتراب في سبيل الكهنوت الحوثي ،  وعلى حساب السلم الاجتماعي وأمن واستقرار اليمن .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي