توحيد الصف خلف الشرعية والمشروع وعدم اليأس مفاتيح النصر

د. عبده مغلس
الجمعة ، ٠٩ سبتمبر ٢٠٢٢ الساعة ٠٢:٥٧ مساءً

نعيش مواجهة شرسة على نتائجها يتحدد مصير اليمن ومصير المنطقة ولمعرفة خيارنا في تحديد نتيجة المعركة علينا أولاً قراءة المشهد، وثانيا إدراك حقيقتين، وثالثا القيام بواجب علينا تنفيذه.

أولا: قراءة المشهد.

المشهد في غاية التعقيد والصعوبة وقيادة الشرعية بقيادة الرئيس رشاد العليمي تسير في أرض مليئة بالألغام، والعواصف الهوجاء تعصف بكل شدة وقسوة، وتآمر وخذلان يزيل الجبال، وعليه قيادة الدولة في هذا المشهد بألغامه وعواصفه وتآمره وخذلانه.

وهذه القراءة المختصرة تؤكد هول التآمر الهادف لإيصالنا لدرجة اليأس والاستسلام، والمعتمد على توظيف ثقافة الكراهية والعصبيات والهيمنة والغاء الأخر، المترسبة في ثقافتنا المُكَوّنة ،هذا المشهد بدأ تمهيده بإيجاد مشكلتين لقضيتين، الجنوب وصعده، وتلاه رفض حل القضيتين بالإنقلاب على شرعية ومشروعية الحل، واسقاط اليمن للإنقلاب، وإسقاط معركة هزيمته بالانسحابات من مناطق سيطرة الشرعية، وتفتيت صفوف مكونات الشرعية، وهذا التفتيت تم من خلال توظيف القابلية في الثقافة المُكَوّنة وعلى رأسها العصبية وعدم قبول الأخر، ثم وصل المكر ذروته لكسر العزيمة  بالإيهام بأن الشرعية تقدم التنازلات للانقلاب، مغفلين أن قوة الشرعية في مواجهة المعركة بجوانبها المتعددة يرتكز على وحدة الصف خلفها بقيادة فخامة الرئيس العليمي وخلف مشروعها الاتحادي.

ثانيا: الحقيقتان الواجب إدراكهما:

١-مكر التآمر حقيقة قرآنية فتآمر أعداء دين الله وأمة الإسلام تزول منه الجبال، ورأسمالية التوحش تُحيك التآمر عبر التاريخ ضد دين الإسلام والشعوب والدول العربية والإسلامية حقيقة تاريخية.

٢-التغييرات والمتغيرات في الوجود الإنساني تأخذ فترتها الزمنية بمقتضى قوانين الله، عملية تسريعها وتوجيه مساراتها سلباً أم إيجاباً يعتمد على المعرفة والعلم بهذه القوانين وعلى سبيل المثال معرفة قوانين الصحة والمرض عملت على إطالة الأعمار، ومعرفة قوانين النصر تقودك إلى النصر وعدم معرفتها تقودك للهزيمة. ثالثا:  الواجب الذي علينا تنفيذه:

أ- واجب الشرعية. ١-على مجلس قيادة الشرعية توحيد مكوناته وحراكه وسياسته خلف رئيسه ودولته، وتقديم مشروع الدولة الوطنية الجامعة بمواطنتها المتساوية، على مشاريع العصبيات بكل مسمياتها فبديل ذلك ذهاب الجميع بكل مشاريعهم.

٢- على مجلس القيادة مكاشفة الإخوة في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة ودولة الإمارات بكل ما يواجهونه كشرعية، وتمتين العلاقات بين الشرعية والتحالف كشركاء في معركة واحدة ومصير واحد، وتمتين هذه العلاقات يقوم على المصالح المشتركة، والمختلف فيها يتم مناقشته بوضوح والوصول فيه إلى حلول تقوم على الربح المشترك لكل الأطراف.

٣- التعامل مع العالم وفق ما تمليه الجغرافيا السياسية والاقتصاد الأزرق، لموقع اليمن الجغرافي، وتطمين الجميع بأن هذا الموقع هو لصالح رخاء الإنسانية جميعها، والمحافظة على موقعه لإيصال الطاقة والتجارة للجميع، وأن معركة الشرعية هي منع تجيير هذا الموقع لطرف أو لإرهاب يهدد طاقة العالم وتجارته.

ب- واجب أنصار الشرعية.

إدراك أن معركتنا اليوم متعددة الجوانب عقلياً ومعرفياً، وفكرياً وسياسياً، واقتصادياً وعسكرياً، ومفتاح النصر بها يرتكز على فهم القوانين المحركة لكل جوانب المعركة، من خلال الإدارة، والإرادة، والمعرفة، وعدم اليأس، ومرتكز هزيمتنا في هذه المعركة كسر العزيمة، من خلال اليأس، وهو هدف معركة التآمر بجوانبها المختلفة، وعندما نيأس وتنكسر العزيمة ينفذون مخطط التآمر لتقسيم اليمن بأيدينا وكما يريدون، والمخرج الوحيد لنا من عدم الوقوع في فخ التآمر هو:

١- عدم اليأس والاستسلام لحملات التآمر والتسلح بثقة نبي الله يعقوب برحمة الله.

٢- عدم التسليم بان واقع التآمر الذي يُصنع هو القدر الذي لا مفر منه.

٣- توحيد الصف خلف الشرعية والمشروع والتحالف.

٤- اليقين بأن كارثة تقسيم اليمن لن تقتصر على اليمن وأن بذور التقسيم موجودة في كل محيطه الإقليمي، ولذا فالجميع يدرك أن معركتهم في اليمن واحدة في المحافظة على سيادة واستقلال ووحدة أراضي كل الدول.

٥- على مكونات العمل الحزبي والسياسي تجاوز الخلافات والكراهية فالوطن يسعكم جميعا، وإن ذهب فستذهبون معه، وحدوا صفوفكم معا خلف شرعيته فجميعكم مشاركون في قيادتها. 

٦- المراهنة على الذات اليمنية واستنهاض الولاء الوطني.

خلاصة الخلاصة.

لأبناء تعز ولا تقوم على مفهوم العصبية فأنا من أشد المحاربين لها، فتعز أمنت دوما بخيار بناء الدولة وقادت مؤسسات بنائها، بجانب ابناء اليمن المؤمنين بهذا الخيار، وشاءت الأقدار أن يكون ابنائها اليوم على رأس قيادة الدولة، وأن يكون الكثيرون منهم في كل مكونات الشرعية، ومختلف وسائل الإعلام والتأثير والوسائط، وللجميع أقول أنتم في مفترق طرق إما أن يسجل التاريخ موقفكم لبناء الدولة بأحرف من نور ، وإما يلعنكم بالتفريط بالدولة وبنائها.

 فوحدوا صفوفكم وأقلامكم وأقوالكم نحو تحقيق حلم بناء دولة الوطن الواحد والمواطنة الواحدة، لتدخلوا التاريخ، ولا تكونوا معول هدم وتآمر وخذلان فتصيبكم لعنة التاريخ.

جمعتكم توحيد للصف ونبذ الفرقة والإلتفاف حول جمهوريتكم وشرعيتكم ومشروعكم وتحالفكم لإنقاذ اليمن وبنائه د عبده سعيد المغلس ٩-٩-٢٠٢٢

الحجر الصحفي في زمن الحوثي