إرهاب الجنوب وسلام الشمال

علي هيثم الميسري
الاربعاء ، ٢٤ أغسطس ٢٠٢٢ الساعة ١١:٠١ مساءً

 

     إندلعت معارك شبوة الأخيرة كانت تحت مبرر قمع تمرد بعض القيادات العسكرية المحسوبة على الشرعية وبدلاً من أن يتم قمع هذا التمرد من قـِبـَل الجيش الوطني قامت بالمهمة عـِوضاً عنه مليشيات الإنتقالي ، وحتى تتم شرعنة العمليات العسكرية وتمنحها الطابع الرسمي تحرك الذباب الإلكتروني بإيعاز من قيادات المجلس الإنتقالي بتسمية هذه المليشيات بمسمى قوات العمالقة الجنوبية ، مع العلم أن قوات العمالقة الحقيقية لا تسمي نفسها بالعمالقة الجنوبية لأن أفرادها وقياداتها من كل أنحاء اليمن شمالاً وجنوباً ، ولأجل أن نمنح هذه المليشيات الوصف الحقيقي لها فعلينا أن نسميها قوات العمالة الجنوبية ولسبب واحد وهو أنها تستلم رواتبها من قوى خارجية تظمر لليمن شراً ومن مسلمات الأمور أن كل من يستلم أموال من قوى أو دول خارجية يـُعـَد عميلاً ومرتزق ضد بلده .

 

     وبالأمس دخلت قوات العمالة الجنوبية بعض مناطق أبين بحجة محاربة الإرهاب المتمثل بالقاعدة وداعش والأخوان كما يحلو لهم تسمية الإصلاح بهذا الإسم ، مع أن حزب الإصلاح كان طرف رئيسي في الشرعية ومن ضمن أركانها القوية ولكن بين عشية وضحاها تحول حزب الإصلاح إلى جماعة إرهابية ومن أكثر الكيانات المطلوب إجتثاثها من الأراضي اليمنية قبل كل الكيانات الإرهابية كتنظيم القاعدة وداعش وحتى مليشيات الحوثي ، وهذا الأخير بات خارج دائرة الحرب والذي ما دخل التحالف لليمن إلا للقضاء عليه وإعادة الشرعية اليمنية إلى صنعاء ، فأصبح يـُعقـَد معه الهدنة تلو الهدنة لإرضائه وإعادة قوته وترتيب صفوفه حتى تعود المعارك معه مجدداً .

 

     لم يتبقى على تلك القوى الآمرة والناهية في اليمن من محافظات لدخولها والسيطرة عليها إلا محافظتي حضرموت والمهرة ، بالنسبة لحضرموت قد يتم دخولها والسيطرة عليها أما المهرة من المستحيلات السيطرة عليها لبعض الإعتبارات أهمها محاذاتها لسلطنة عمان ، بالتالي القيادة العمانية ستسعى جاهدة بكل قوتها أن تمنع أي قوة تدخل المهرة والسيطرة عليها بحجة حماية أمنها القومي ، لذلك يجب على القيادة السياسية أن تسعى جاهدة لتنفيذ إتفاق الرياض في شقه العسكري وتبدأ بدمج مليشيات الإنتقالي في المؤسستين الأمنية والعسكرية كما جاء في إتفاق الرياض لتضفي على تلك المليشيات الشرعية ، وبعد ذلك تحارب بها الإرهاب في أي بقعة من بقاع جنوب اليمن كما يحاولوا أن يقنعونا أن هناك جماعات إرهابية في الجنوب وعدم تواجدها في الشمال المسيطر عليه حمائم السلام لجماعة الحوثي .

علي هيثم الميسري

الحجر الصحفي في زمن الحوثي