دولة يافع العظمى تفرض قانون الكفالة على أبناء الجمهورية اليمنية

علي هيثم الميسري
الاربعاء ، ١٥ يونيو ٢٠٢٢ الساعة ١٠:٢٦ مساءً

       قبل الوحدة وأبان زمن التشطير كان غالبية أبناء يافع وبعض مواطني محافظات اليمن الديمقراطية التواقين للهجرة وطلب لقمة العيش لأي بلد خليجي أو أمريكا وبريطانيا ، وكانت بوابات الجمهورية العربية اليمنية مفتوحة على مصراعيها لدخولهم والترحيب بهم ، وليس ذلك فحسب بل كانت الهجرة والجوازات تتعامل معهم كمواطنين لهذه الأرض الطيبة ، فمنحتهم البطائق الشخصية فالجوازات ومن ثم كانت طائرات شركة طيران اليمنية تقلهم حيثما يشاؤون ، وكان غالبيتهم يبحثون عن لقمة العيش في المملكة العربية السعودية وذلك لأن السعودية إستثنت مواطني الجمهوريه العربية اليمنيه من نظام الإقامة والعمل .

     وبعد سنوات من العمل وطلب الرزق يعود أولئك وجيوبهم ملأى بالمال ويشعرون بأنهم قد ملكوا الدنيا ومافيها ، والغالبية منهم بسبب جواز العربية اليمنية تحولوا إلى تجار يشار لهم بالبنان ، وبعد مرور أكثر من ثلاثة إلى أربعة عقود من الزمن هل بادل مواطني المحافظات الجنوبية مواطني المحافظات الشمالية الوفاء بالوفاء ورد الجميل ؟ نعم بادلوهم بتلك المكارم الحميدة إلا تلك الثلة الرثة والحاقدة من أبناء يافع وهنا أقول ثلة وليس الكل فهناك من أبناء يافع الأصول والشرفاء والنبلاء يمتلكون الأخلاق الحميدة والمكارم النبيلة .

     في الأيام القليلة الماضية أطلت برؤوسها مجموعات من أبناء يافع التابعين لمليشيات المجلس الإنتقالي وكأنهم أعلنوا يافع دولة مستقلة وقاموا بفرض نظام الضمانات على كل وافد من أبناء المحافظات الشمالية بشكل تعسفي ومقزز على مرأى ومسمع من كل السلطات والجهات الحكومية ومن قيادات المجلس الإنتقالي وكأن الأمر لا يعنيهم ، مع العلم أن غالبية من يدخلون يافع اللحجية هم من أبناء تعز والبيضاء وكما قيل شر البلية ما يضحك ، ففي السابق حينما كان يدخلون مواطني يافع إلى الجمهوريه العربية اليمنية كان دخولهم عبر بوابتي البيضاء وتعز فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟ .

      والسؤال الذي ينبغي أن يثار هو هل السيد رئيس المجلس السياسي الدكتور رشاد العليمي ورئيس مجلس الوزراء معين عبدالملك ورئيس مجلس النواب سلطان البركاني على علم بما يجري لإخوتهم من أبناء جلدتهم وأبناء البيضاء من تعسف وصلف وتجبر وإجراء إستثنائي غير قانوني وبإسم الجمهورية اليمنية ؟ ويا ترى ماذا هم فاعلون حيال ما يحدث ؟ .

     وأخيراً أود أن أقول ينبغي على كل جنوبي أن يوجه جام أسفه لكل أخوتنا الشماليين على ما تقوم به تلك الفئة الباغية من أبناء يافع على ما يقومون به من سلوك سيء وعدواني تجاه إخوتنا الشماليين ، فهذه الإساءات والسلوكيات الخاطئة ليست من أخلاقنا ولا من ديننا ولا من أعرافنا ، فشمال اليمن كان الحضن الدافئ لكل أبناء الجنوب أكانوا سياسيين أو مواطنين عاديين أيام الزمن البائد في زمن التشطير عندما كنا بلدين منفصلين ، فكيف لنا أن نرد لهم الجميل إن كنا بلدين منفصلين فما بالنا وقد جمعتنا هوية واحدة وبلد واحد إسمه الجمهوريه اليمنيه .

علي هيثم الميسري

الحجر الصحفي في زمن الحوثي