هذا ما يعنيه تعيين مؤتمر صنعاء لأحمد علي عبدالله صالح

محمد القادري
الثلاثاء ، ٠٧ مايو ٢٠١٩ الساعة ٠١:١٥ صباحاً


إذا كنت صاحي ومصحصح ، وعاقل ومعقول وعقلاني ومعك عقل ، وترى بعض قيادات مؤتمرية يعقدون اجتماع في صنعاء الرازحة تحت سيطرة الانقلاب الحوثي ويختارون قيادة لحزب المؤتمر ومن ضمنها تعيين احمد علي عبدالله صالح نائباً لرئيس الحزب ، كيف ستنظر لذلك وكيف ستفسره وكيف ستحكم عليه .

آ - أليس ذلك يدل على تقديم خدمة كبيرة للحوثي الذي يسعى لاستعطاف قواعد مؤتمر صالح نحوه لاستخدامهم والعمل من داخلهم ومحو آثار جريمته التي اقترفها عندما قتل صالح بما يمكنه الاستفادة من المؤتمر حالياً شعبياً وسياسياً على مستوى الداخل والخارج كما كان يستخدمه قبل اختلافه مع صالح .

آ - أليس ذلك يدل على احراق شخصية احمد علي والاستخفاف به واظهاره بموقف قريباً نحو الحوثي والانقلاب والفوضى وغير مستفيد من الاخطاء السابقة التي ارتكبها والده عندما تقارب نحو الحوثي وابراز بُعده عن الموقف الوطني والنظام والقانون والدولة.
إذا كان أولئك القيادات الذين في صنعاء يعتبرون جناح حوثي داخل المؤتمر ، فقمة المسخرة ان يساندوا الحوثي في قتل صالح ثم يختارون نجله نائب لرئيس المؤتمر.
وإذا كان اولئك في صنعاء تحت اقامة جبرية ومحاصرون ومرغمون على التصرف والعمل من قبل الحوثي الذي يحدد لهم ويأمرهم ويوجههم بأي عمل ، فإن تعيينهم لأحمد علي يعتبر تلبية لطلب حوثي وكون ذلك يخدم الحوثي ، ولو لم يخدمه لما سمح لهم بهذا التعيين.

آ - ألا يعتبر ذلك باطل بطلاناً تاماً وارتكاب مخالفة بحق النظام الداخلي لحزب المؤتمر الذي تقتضي لوائحه تعيين واختيار قيادة للحزب عبر انعقاد مؤتمر عام للحزب ، وهو ما يعني انه لا يحق لأحد اختيار قيادة سواءً كان رئيس الحزب او غيره بما فيهم صالح الذي كان رئيس الحزب لا يحق له عقد اي اجتماع غير المؤتمر العامآ  لاختيار وتعيين قيادة للمؤتمر .

آ - أليس ذلك يعتبر عملية تشويه بحزب المؤتمر السياسي واظهاره بحزب توريثي وهو الأمر الذي لا تجده في اي حزب سياسي بالعالم ، بل إن ذلك ينفي صفة الحزب كممثل شعبي واظهاره كمجرد مشروع شخصي محصور لا مشروع وطني محتوي وشامل .

آ - ألا يعتبر ذلك أمر لا يقبله العقل .
فشغل المناصب العليا في قيادة الحزب يجب ان تكون متدرجة حسب السلم التنظيمي للحزب ، والوصول لقيادة حزب المؤتمر يجب ان تتدرج حسب رئاسة دائرة ثم الانتقال لأمين عام مساعد ثم امين عام ثم نائب او رئيس حزب ، واحمد علي لمآ  آ  يشغلآ  حتى رئيس دائرة في المؤتمر فكيف يقبل العقل ان ينط ويصبح نائب لرئيس الحزب.

آ - أليس ذلك يعتبر تكريساً لثقافة الانفصال في اليمن كوطن واحد ، وتكريساً لعملية الانشقاق داخل المؤتمر كحزب واحد .
التوحد والاتحاد والوحدة تقوم على اساس القبول بالاخر والانتقال في القيادة من فرد إلى اخر ، ووحدة الدولة في اليمن تتطلب الانتقال في كرسي الرئاسة والتبادل بين الشمالي والجنوبي ، وكذلك وحدة حزب المؤتمر تفترض شغل منصب رئيسه عبر الانتقال والتبادل بين الشمالي والجنوبي .

- ألا يدل ذلك على نوع من الغباء السياسي .
إذا كان أحمد علي يعتقد ان تعيينه نائب لرئيس المؤتمر من قبل بعض القيادات في صنعاء سيحقق له مكسب سياسي يتمثل في رفع العقوبات الدولية عليه فهو واهم ، بل انه سيكون عاملاً مؤدي لديمومة تلك العقوبات .
فتلك العقوبات تم اتخاذها بحجة المحاربة للعملية السياسية والمرحلة الانتقالية في اليمن وهو ما يعني محاربة للدولة ، ورفع تلك العقوبات لا تتم إلا بعد ان يظهر احمد علي بمساندته للدولة الشرعية والاصطفاف خلف الرئيس الشرعي وعدم ممارسة أي تصرف من شأنه ان يقف ضد الدولة والعملية السياسية المندرجة تحت لواءها ، أما ان يسعى أحمد علي للوصول لنائب رئيس حزب سياسي عبر قرار صادر من منطقة تحت سيطرة الانقلاب على الدولة وقيادات تظهر ولاءها للحوثي ، فإن ذلك يعتبراً تأكيداً للأسباب الصوابيةآ  التي على ضوءها تم اقرار العقوبات سابقاًآ  ، وهو ما يدعمآ  استمرار العقوبات ومواصلتها حالياً .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي