تحرير إب والبيضاء كلياً ثم صنعاء والحديدة موحداً

محمد القادري
الأحد ، ٠٥ مايو ٢٠١٩ الساعة ٠٩:٣٦ مساءً


بعد تحرير الجنوب بشكل كامل ، كان بإستطاعة الشرعية والتحالف العربي خوض معركة تحرير خاطفة للشمال بأقل الاوقات والخسائر ، وذلك عبر خطوتين يجب القيام بتنفيذ الأولى ثم الانتقال لتنفيذ للثانية..
الخطوة الأولى : تحرير إب والبيضاء بشكل كامل .
الخطوة الثانية : تحرير صنعاء والحديدة بشكل موحد.

آ المعركة في اليمن في ظل نطاق كلي بين طرفين وبين اتجاهين احدهما متمركز في صنعاءآ  شمالاً والآخر متمركز في عدنآ  جنوباًآ  تعتمد على السيطرة على إب والبيضاء ، والطرف المسيطر هنا هو الاقرب للسيطرةآ  على موقع تمركز الطرف الآخر .
تقدم المعركة من الجنوب نحو الشمال ومن الشمال نحو الجنوبآ  تعتمد على السيطرة على المنطقة الوسطى إب والبيضاء ، فالسيطرة على الشمال عبر اتجاه عسكري قادم من الجنوب يتطلب اولاً السيطرة على البيضاء وإب حتى يتمكن من السيطرة على صنعاء ، والاتجاه القادم من الشمال نحو الجنوب يتطلب السيطرة على تلك المحافظتين حتى يتمكن من السيطرة على الجنوب وعدن .

إب والبيضاء ابان احداث ثورة ٢٦ سبتمبر كان السيطرة عليها او انطلاقة شرارة الثورة منها هي العامل الذي مكن نجاح الثورة في الشمال والسيطرة على صنعاء ، كل احداث صنعاء من حصار السبعين وغيره يؤكد على ان إب والبيضاء كانت العامل الرئيسي لوأد الامامة في صنعاء وبقية شمال اليمن .
تحرير صنعاء والسيطرة على كل شمال اليمن لم يأتي من اتجاه عمران او حجة ، ولكنه يأتي من تحرير إب والبيضاء اولاً .

آ السيطرة العسكرية على اليمن شمالاً وجنوباً عبر نجاح خوض معركة يعتمد على السيطرة على خمسة مواقع .
1- عدنآ 
2- حضرموتآ 
3- البيضاء وإبآ 
4- الحديدةآ 
5- صنعاءآ 
الطرف المسيطر على ثلاثة مواقع يعني انه الاكثر سيطرة منآ  الطرف الذي يسيطر على موقعين.
الطرف المسيطر على عدن وحضرموت ويريد السيطرة على صنعاء والحديدة يجب عليه ان يسيطر على إب والبيضاء اولاً ليحمي عدن والجنوب ثم يعزز قوته وينطلق نحو السيطرة على الحديدة وصنعاء .

آ في معركة 94 استطاع الطرف العسكري المتجه من الشمال نحو الجنوب ان يكسب المعركة خلال ستون يوماً وبأقل كلفة عن حروب اخرى مماثلة ، وذلك لأن هذا الطرف استطاع السيطرة او كان مسيطراًآ  بقوة على إب والبيضاء ثم انطلق لخوض معركة موحدة للسيطرة على عدن وحضرموت وكانت سيطرته على المكلا في نفس الوقت الذي سيطر فيه على عدن .
لو كان هذا الطرف سيطر على عدن قبل حضرموت لكان الحزب الاشتراكي انسحب لحضرموت وجمع كل قواه وخاض معركة مواجهة ستطول ايامها خاصةً وحضرموت منطقة محاطة بالجبال من كل اتجاهاتها.
اليوم المعركةآ  متشابهة نوعاً ما في حدث التمرد على شرعية الدولة من حيث الانفصال والانقلابآ  آ وعكسية في التقدم العسكري من حيث الانطلاقة من عدن الجنوبية لتحرير صنعاء الشمالية ، ومتوازية من حيث الاتجاهان العسكريان من حيث مأرب نحو حضرموت ومأرب نحو صنعاء واتجاه من البيضاء وإب وتعز نحو عدن وهو ما يوازيه عودة اتجاه نحو الحديدةآ  ، بالاضافة إلى ان عدن الجنوبية العاصمة للدولة الشرعية توازي صنعاء الشمالية العاصمة السابقة للدولة وحضرموت الشرقية الجنوبية توازي الحديدة الشمالية الغربية ، والرئيسآ  الشرعي للدولةآ  في هذه الحرب المنتمي للجنوب كالرئيس الشرعي للدولة في حرب 94 المنتمي للشمال .آ 
وواقع التشابه والتوازي في ظل ارضية واحدة للمعركة يتطلب من الشرعية والتحالف المسيطرة على عدن وحضرموتآ  ان تحرر البيضاء وإب ثم تخوض معركة تحرير موحدة للحديدة وصنعاء .
عندما أنت تحرر صنعاء والحديدة ولم تحرر إب والبيضاء ، فأنت قد تركت فرصة للحوثي المسيطر على تلك المحافظتين ان يخوض معركة هجوم يستجمع فيها قواه ليعود نحو عدن .
ايضاً انت عندما تحرر الحديدة في وقت لم تخوض فيه المعركة لتحرير صنعاء فمعنى ذلك ان الحوثي بعد خسارة الحديدة سيجمع قواه داخل صنعاء ويخوض معركة طويلة في الوقت أمام الشرعية والتحالف.

آ طبعاً تحرير تعز كان سيكون سريعاً في حالة تحرير إب ، عندما انطلقت المقاومة في إب قبل ثلاثة اعوام تقدمت المقاومة والجيش في تعز بشكل كبير خلال مدة بضع ايام عندما اشتعلت المواجهات في إب ، وهذا ما يعني ان تحرير تعز يأتي من تحرير إب وكان الأولى تحرير إب الذي عبره سيتم تحرير تعز بشكل متلازم خلال وقت قصير وبخسائر قليلة جداً .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي