برلمان الشرعية وهستيريا الحوثي

محمد القادري
الخميس ، ١١ ابريل ٢٠١٩ الساعة ٠٧:١٣ مساءً


بعد إعلان الخطوات النهائية  من خلال التوافق على هيئة رئاسة لمجلس النواب ليتم بعدها مباشرةً التوجه نحو ممارسة برلمان الشرعية لعقد جلساته في المناطق المحررة ، إلا وجن وجنون ميليشيات الحوثي لتتجه نحو اقتحام منازل اعضاء البرلمان في صنعاء لتنهبها وتسيطر عليها وتحولها لثكنات عسكرية لميليشياتها ولم تراعي حرمة النساء والاطفال التي اخرجتها من تلك المنازل للشوارع.

ما حدث يدل على نوع الضربة القوية التي تلقتها ميليشيات الحوثي والخسارة التي لحقت بها من خلال امتلاك الشرعية لسلطة البرلمان واحتواءها لممارسة نشاطها التشريعي. 
بينما يؤكد ذلك على الهستيريا التي اصيبت بها الحوثية  لتتوجه نحو منازل اعضاء البرلمان تصب جم غضبها عليها  محاولة ان تخفف من آثار تلك الصدمة التي وقعت لها.

 خسارة الحوثي للبرلمان يعتبر خسارة الجهة الوحيدة التي كانت تعطيه نوع من المشروعية لدى المجتمع الدولي والرأي العالمي .
كان ينظر للمجتمع الدولي للشرعية والانقلاب ويساوي بينهما من حيث ان الدولة الشرعية تمتلك رئيس شرعي منتخب بينما الانقلاب الحوثي ايضاً يمتلك سلطة تشريعية كالبرلمان المنتخب..بل ان امتلاك الحوثي للبرلمان وممارسة البرلمان لعقد جلساته في صنعاء اعطى للكثير من الجهات الدولية مبررات للوقوف مع الحوثي واعتباره سلطة تمتلك نوع من القانونية ، بينما فرض على الكثير الوقوف بموقف وسط بين الشرعية والانقلاب باعتبار الطرفين متساويان في القياس عبر نافذة قانونية مرتبطة بتشكيل سلطات صعدت من تصويت الشعب.
 لكن بعد امتلاك الشرعية للبرلمان ، سيصبح الحوثي في موقف ضعيف امام المجتمع الدولي الذي لن يجد اولئك اي مبرر للوقوف معه او منحه نوع من نظرة الاعتبار والقوة ، والكفة قد ترجحت مع الشرعية التي اصبحت دولة مكتملة الاركان ذات قانونية السلطة التشريعية بالبرلمان المنتخب  وقانونية السلطة التنفيذية بالرئيس المنتخب ايضاً ، وهو ما يفرض على الجميع الوقوف معها ويعتبر الوقوف مع الانقلاب او عدم الوقوف ضده جريمة جسيمة بحق كل القوانين التي تتضمن احترام اعتبارية وجود الدولة والتعامل المطلوب معها.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي