لماذا نفوضك ياهادي؟!!

محمود الحميدي
الاثنين ، ٠٦ مارس ٢٠١٧ الساعة ٠٥:٥٦ مساءً
منذ أن بدأت أعي ما يدور في دهاليز السياسة، وأروقة أنظمة الحكم، كنت قد قطعت علاقتي بالسعادة التي رافقتني من اول يوم لثورة الحادي عشر من فبراير؛ بعدها اكتشف أنني لا أعي شيئاً سوى مزيد من الأسئلة المتراكمة والتي لا تجد جواباً واحدا في واقع مليء بتساؤلات لا تملك إجابات واضحة، عدى سؤال واحد مفاده، لماذا هادي؟!!.
 
 
 كانت الشرعية وحدها فقط، بمثابة جواب كبير، بمثابة هروب جميل يخلصك من الكآبة ويمنحك على الدوام سعادة إضافية وشعور من يكتشف وطنه لأول مرة عائداً إليه من قبضة أوغلت بنهب مقدراته وخيراته لصالح فئة معينة.
 
 
لماذا هادي؟!!
 
 
لأنه وحده من استطاع في ظل ظروف عاصفة أن يجمع اليمنيين في قاعة واحدة للحوار منحت المواطنين الفرصة الحقيقية عبر ممثليهم للمشاركة في صياغة حاضرهم ومستقبلهم، من خلال مخرجات صيغ بموجبها دستور جديد، يقضي على التسلط والابتزاز والاستئثار بالسلطة والثروة.
 
لماذا هادي؟!!
 
 
لان مشروعه هو الدولة الاتحادية الفيدرالية التي ستقضي على المناطقية والسلالية، وتكفل لأبناء الشعب اليمني الحرية والعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات وتضعهم سواسية أمام قانون الشعب لا قانون السلطة.
 
لماذا هادي؟!!
 
 
لأنه استطاع أن ينتزع وطن من قبضة التوريث الرأسي والأفقي والتمديد السلالي المناطقي والتأبيد الملكي بلباس جمهوري، وأعاد الوطن لأبنائه اللذين قاموا بثورة عظيمة رفضاً لثالوث التسلط.
 
لماذا هادي؟!!
 
لأنه عمل على تفكيك جيش الأسرة الذي فصله المخلوع صالح على مقاسات أبنائه وإخوانه وأصهاره، واستطاع في ظل الحرب بناء جيش وطني يحمي الشعب ويستعيد أرضه ومؤسساته المغتصبة، لا جيشاً عائلياً يقمعه ويغتصب أرضه.
 
والخلاصة أن الرئيس هادي هو سلاح الشرعية التي يقاتل بها شعب تفلت من أغلال قاهريه، ولينتزع حقه في العيش والحياة الكريمة من الإنقلابيين الحالمين بعودة قبضة المركز الديني والسلالي المقدس.
 
فلم يكن هادي رجلاً سياسياً من العيار الثقيل فحسب، استخدم دهاءه بصمت لتفكيك عناصر اللعبة الإيرانية في اليمن بعد أن أوقع عناصرها بالفخ وفضحها أمام العالم، بل لأنه الوحيد الذي حظي بتأييد شعبي غير مسبوق، دعماً لإرادة التغيير التي يمثلها.
 
 
أكتب كغيري ما أشعر به كواجب وطني للوقوف مع الرئيس هادي وحكومته الشرعية في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ اليمن وهي تخوض مع أشقاءها في التحالف العربي بزعامة السعودية ومشاركة إماراتية فاعلة حرباً للقضاء على مشروع التمدد الفارسي.   
 
 
أكتب وقد أعلنتها في الحادي عشر من فبراير ونخبة من الإعلاميين والحقوقيين تزامناً إيقاد الشعلة السادسة للثورة قائلين : #فوضناك_ياهادي لتمضي بشرعيتك التي منحك إياها الشعب نحو الخلاص من الإنقلابيين وفكرهم وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني والدولة الإتحادية من ستة أقاليم، #فوضناك_ياهادي مدافعاً عن كرامة هذا الشعب ومنتصراً لإرادته بإنهاء الانقلاب وفقاً للمرجعيات الثلاث التي لا تقبل إستنقاصها أو تجزئتها وفقاً لأي رغبات تهدف البحث عن دور سياسي قادم للحوثيين وصالح.... الشعب يشد من أزرك فألبس حزام النصر.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي