بين جامعتي التربة واب

أمين مصطفى شهاب
الاربعاء ، ٢١ ديسمبر ٢٠١٦ الساعة ٠٥:٤٢ مساءً

بون شاسع فحين قرأت خبر سرقة مائتين وعشرة ملايين ريال من جامعة إب في عملية تؤكد المؤكد من أن المليشيا الحوثية ماضية في تجريفها لكل مقدرات الوطن

حينها ترحمت على جامعة تعز التي دمرتها المليشيات واحتلت مبانيها

فلجاءت قيادة الجامعة الى كلية التربة لتقوم بعبء جامعة تعز كلها  وقد مضى عليها حتى الآن قرابة عامين وهي تسير بالعملية التعليمية على أكمل وجه دون دعم ولاميزانية ولاحتى جزاء ولا شكور من المجتمع المدني الذي تتواجد فيه والمتنكر لها للأسف الشديد

 

واسمحوا لي ان اطلق عليها جامعة التربة فهي تضم قرابة أربعة آلاف طالب جامعي بأربع كليات ومركز لخدمة المجتمع كما أنشئت فيها كلية النظم والمعلومات بجهود ذاتية من العمادة فيها والتي تعاني من عجز 100%في هيئة تدريس تلك الكلية فتلجأ إلى التعاقد مع الأساتذة بنظام الساعة ب3500 ريال لكل ساعة

كما تعتمد الجامعة نظام القبول مجانا بحسب الطاقة والكفاءة في اختبارات القبول ثم تقوم باستيعاب فائض المتقدمين بالنظام الموازي والذي توفر له كل التسهيلات ما أمكن حيث تخصم لكل اخوين  25% تصل إلى إعفاء أحد الأخوين من رئيس الجامعة بحسب ظروف الاسرة كما تعتبر رسوم النظام الموازي رمزية فهي تأخذ على طالب دبلوم الصيدلة مية وعشرين الف في العام واذا خصم له تصبح تسعين الف ريال وهي اقل من رسوم الدراسة للطالب الابتدائي في المدارس الخاصة وهي تعتمد اعتمادا كليا على هذه الرسوم في توفير المواد والتجهيزات والاساتذة مع العلم أن جميع الكادر الأكاديمي لم يستلم رواتبه منذ خمسة اشهر

هذه الجامعة التي تسير فيها العملية التعليمية بطريقة فدائية وبدون ضجيج

مكاتبهم مفتوحة صدورهم رحبة تراهم هاشين باشين وكان احدهم يملك آلاف الدولارات فإذا مافتشت جيب احدهم تجدفيه بالكاد مائتي ريال ممزعة وهذه حقيقة بدون مبالغة

تلك الجامعة التي استضافت العام الفائت دكاترة لاختبارات كلية إدارة الاعمال فأجرت لهم شقة لسكنهم فقدمت ادارة الجامعة طلب شراء طاقة شمسية لتلك الشقة وتم رفض الطلب من قبل الادارة المالية للجامعة وفشلت جميع التوسلات في إقناعها بصرف المبلغ ومع هذا استمر الدكاترة في العيش في الظلام وتم تصحيح النتائج على ضوء الشموع

 تلك الجامعة التي يفتح قادتها قاعات الجامعة لأصحاب الخبرة من خارج الإطار الاكاديمي بأن يلقون محاضرات حرة بغض النظر عن تحصيلهم الاكاديمي للاستفادة في نقل تجاربهم في الحياة للطلاب فيها وهو مايثبت ملاءة مخزونهم العلمي ومدى إخلاصهم

تلك الجامعة التي تجد فيها روح التبرع من الدكتور الموسر إلى العمال الفقراء وقد كان لي شرف حضور تبرع الدكتور الكوشاب الذي اسمية ارطبون الحجرية وحاتمها وادهى دهاتها للمهمشين والعمال ببطانيات وادوية وجاكتات للبرد

تلك الجامعة التي أوقفت رئيسها الدكتور الشعيبي في الشارع استاذنه في طلب إعفاء لطالبين  فاوقف سيارته في وسط السوق ولبى الطلب ولم ينتظر حتى يكون في مكتبه واعفى كل من الطالبين  50% من الرسوم

تلك الجامعة التي استطاعت بسعة اخلاق الشعيبي وأبوة الرباصي ومرح الكوشاب وتواضع الاسودي وبساطة الذبحاني وغيرهم من الدكاترة الافاضل أن تصمد خلال عامين من الأنواء والعواصف وان تنأى بالعملية التعليمية عن مهاترات الساسة وساحات الحرب حتى لايضيع طلاب تعز وفتحت قاعاتها لاختبارات جميع النازحين ونجاح تام

ومادفعني لأن اكتب هذا المقال عن جامعة التربه هو قراتي لبعض التهم الموجهة للجامعة وبان جامعة تعز هي جامعة غائبة وكنت أفضل إلا امدحهم ولكني حين قرأت خبر جامعة إب وفضيحتها وقارنت بين ماحدث فيها وما يجري في جامعة التربة حينئذ تغيرت الظروف وصار من الواحب علي أن أكتب عنها كاحد ابناء تعز والشمايتين

كما انه شرف لي أن امدح اولئك العمالقة المجهولون من صفوة أبناء تعز والحجرية وقليل في حقهم الثناء

وأقول لمن يعتب عليهم من القيادات والمسئولين والاعلاميين والناشطين الاجتماعيين

 زوروا الجامعة وتعرفوا على قادتها  وهم ليسوا ملائكة ومن كل ألوان الطيف السياسي كما نحن جميعا وان كان هناك تقصير منهم عاتبوهم وتعاونوا معهم ولكن لاتغمطوهم حقهم ولاتتركوهم يكافحون وحيدين في هذه الظروف القاسية ويكفيهم شرفا وتيها انهم صابون صامدون لم يعلنوا توفقهم عن تعليم ابناؤكم ولم يمد وا يدهم لأحد ليستجدوه

فتحية لكم أيها الجنود المجهولون الصامد

 وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين

الحجر الصحفي في زمن الحوثي