بناء الدولة القوية

أمين مصطفى شهاب
الخميس ، ٢٠ اكتوبر ٢٠١٦ الساعة ١٢:٠١ صباحاً

يستلزم من الجميع الاقرار بحق الجميع في العيش الكريم وتقاسم الثروة والسلطة وتساوي الفرص في التقدم الى المناصب والوصول اليها  مؤهلهم الوحيد في ذلك هو قوة العقل وسعة العلم ونظافة اليد وشرف النفس والاستعداد للبذل والعطاء وغزارة الانتاج

 وليست قوة القبيلة أو غزارة المال أو شرف النسب فكل الناس أولاد تسعة وكلهم لادم وآدم من تراب

 

بناء الدولة القوية يسلتزم من جميع الاحزاب ان تقر لبعضها البعض بحقها جميعا في الوصول للحكم دون تخوين أو تصنيف  وان هذا هدف اساسي معلن يسعى اليه الجميع دون استثناء من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار  وانها وان كانت دعاواها جميعا احتكار مناهجها للحقيقة في النجاح في المسار العام للدولة دون غيرها إنما جاءت تلك الدعوى للرغبة الخالصة من ذلك الحزب في خدمة ذلك الغير وليس للتسلط عليه أو الغاءه وتهميشه

 وأنها اي دعوتها ومنهجها التي تدعي بأنها متميزة انما يحكم عليها نجاح أو فشل افرادها في مناصبهم الحكومية التي يخدمون بها الجمهور والوطن وبناء على ذلك يتم تقييم النتائج بعد انتهاء الفترة الانتخابية كاملة  والاعتراف بجودة البضاعة أو فسادها يتم بعد تجربتها لاقبلها والشعب هو من يقرر ان كانت هذه البضاعة جيدة أو فاسدة

كما لايحق لحزب من الاحزاب تخوين حزب اخر وعليه الانصياع لسياساته واحترام تعييناته وتنفيذ قراراته التي لاشك انها ستكون مغايرة لهوى الحزب المعارض ولاتتفق مع طريقته ومنهجه  ورؤيته في حال استلامه السلطة عن طريق الفوز بالانتخابات

 

 فان كان ولابد فالرجوع إلى الشعب عبر صناديق الانتخاب أو القضاء الذي يجب أن يكون نزيها قويا مستقلا استقلالا حقيقيا

 

بناء الدولة القوية يستلزم ممن وصل إلى الكرسي العام أن يعلم انه انتقل من رتبة سيد من عامة الشعب إلى خادم لهؤلاء السادة وأنه انتقل من الحرية الشخصية إلى العبودية العامة فهو بهذا خادم لا أكثر لشعبه ودينه وبلده وبما انه قد أصبح ملكية عامة فلاحق له في الراحة واغلاق أبوابه دون الناس أو التعالي عليهم فالخادم ملك لسيده لا يتعالى عليه ولايخونه أو يعصيه والا تعرض للعقاب والاذلال فإن لم يعجبه ذلك فما عليه سوى الارتقاء إلى مرتبة السادة والخروج من الوظيفة العامة والانظمام إلى عموم السادة المواطنين فالكرسي هو ملك لهولاء السادة وحكرا لهم يجلس عليه من أرادوا هم وينزعوه ممن ارادوا

 

كما ان على ذلك السيد المواطن أن يعلم جيدا ان هذا الخادم يجب أن يحترم وان يجل ويبجل وان يعطى حد الشبع في المأكل والملبس وتأمين إشباع حاجته وحاجة أولاده حتى لايجوع أو يتسول حتى يلقى الله

 وعليهم ان يسمع ويطاع طالما وهو يؤدي خدمته على أكمل وجه

 

بناء الدولة القوية يستلزم احترام عقول الناس والاعتراف بأن الجميع عزيزون في اوطانهم كرام في نفوسهم يجب الحفاظ على اموالهم ودماؤهم واعراضهم واشباع بطونهم وبناء احلامهم والسهر على راحتهم

حينها فقط سنبني الدولة القوية وتنجوا اوطاننا من الانهيار والتخلف والضياع

 

 ثم ان بناء الاوطان يبدأ من تحرير العقول وبنائها والتخلص من الأنا وبعدي الطوفان إلى نحن عباد الله اخوانا لافرق

ومن مجتمع التسابق في المطالبة بالحقوق

إلى مجتمع السباق لاداء الواجبات

الحجر الصحفي في زمن الحوثي