مدينة تتعرض " للخنق " !

عزوز السامعي
الجمعة ، ٢٥ ديسمبر ٢٠١٥ الساعة ١٢:٤٧ مساءً
يعيش أكثر من مليوني مواطن يمني تحت وطأة الحصار الخانق منذ تسعة أشهر اثر تدشين مليشيات جماعة الحوثي وحليفها الرئيس السابق علي عبد الله صالح حربا شاملة ضد مدينة تعز  الواقعة وسط اليمن.
 
وشهد اليمن انقلابا مسلحا ضد السلطات الحكومية الشرعية في سبتمبر من العام الماضي حيث اجتاح نحو  " عشرين ألفا " من مسلحي مليشيا جماعة الحوثي العاصمة صنعاء بعد محاصرتها لاسابيع باسناد عسكري ولوجستي من قوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح والتي كانت توصف بقوات النخبة في الجيش اليمني.
 
وأدى انقلاب الحوثيين على السلطة وسيطرتهم على مؤسسات الدولة بما فيها مؤسسة الجيش والامن الى تقوية نفوذهم العسكري في البلاد الامر الذي فتح شهيتهم للتمدد باتجاه مدن وسط اليمن وجنوبه ، قبل ان تبدأ السعودية بقيادة تحالف عسكري لاعادة الشرعية ودحر المليشيات من المحافظات اليمنية ، حيث تمكنت  الى جانب المقاومة الشعبية والوحدات العسكرية الموالية لهادي من دحرهم من محافظات جنوب البلاد بالاضافة الى مارب والجوف واجزاء من محافظة صنعاء .
 
وتدور في تعز اشتباكات ضارية بين رجال المقاومة والجيش من جهة ومليشيات الحوثيين وقوات المخلوع من جهة اخرى حيث تحاول المليشيات بسط سيطرتها على مدينة تعز منذ تسعة اشهر دون جدوى .
 
وإثر صمود وحدات الجيش والمقاومة في تعز وعجز المليشيات عن تحقيق أي تقدم فيها  مارست الاحقاد على المدينة الامر الذي دفع المليشيات الغازية لاغلاق كافة المنافذ المؤدية اليها وتعريض حياة اكثر من اثنين مليون انسان الى مخاطر الموت والمجاعة والأوبئة المنتشرة نتيجة تعطل الخدمات الصحية في المدينة .
 
ورغم الدعوات المستمرة للمنظمات الانسانية لانقاذ مدينة تعز ، وكسر الحصار المفروض عليها الا أن المليشيات مستمرة في خنق المدينة دون ان يتخذ المجتمع الدولي ومنظمة الامم المتحدة اي موقف حيال ما تتعرض له هذه المدينة  من جرائم ابادة وحصار.
 
وتكشف التقارير والبيانات الصادرة عن عشرات المنظمات والمراكز الحقوقية حجم الكارثة الانسانية التي تشهدها مدينة تعز نتيجة الحصار ، حيث تبدو المدينة أشبه بزنزانة كبيرة مكتظة بالجوعى الذين تخلى عنهم العالم لاسباب مجهولة وغامضة !
الحجر الصحفي في زمن الحوثي