((عقولنا إلى أين))

جمال شمهان
السبت ، ٢٩ أغسطس ٢٠١٥ الساعة ١٠:٠٦ صباحاً
 في نشرات الأخبار ، ووسائل الإعلام والصحافة والمواقع الألكترونية مللنا من سماع هذه المصطلحات، والألفاظ، والعبارات:
أنسحبت    أستعادت     دحـرت
سيطرت    طهـــّرت    تقـدّمت
 
 
دمــرت      
شــــنّت     
قصفت
 أشتبكت      
 
أستهدفت    
 
أغـارت
أصـابت     
 
أجـــبرت      
 
تصـدّت
 
ومن فرط سماعها كل يوم وكل لحظة ، فقد أدمن عليها حتى المذيعين والصحفيين ، تماماً كما أدمنّا عليها نحن ، دون أن نلمس منها شئ يتحقق على الواقع في إتجاه الحسم.
      
 
فلو لم نجد قتلى في صفوف المواطنين الأبرياء وتشريدهم من منازلهم ، وتدمير بيوتهم وممتلكاتهم والمؤسسات الحكومية من قبل جميع الأطراف لقلنا أن هذه الحرب هي مجرد أكذوبة يخدعنا بها المتحاربون في المقاومة وأنصار الله والتحالف.
 
 
ورغم مضي أكثرمن (أربعة أشهر) على الحرب ، لم تحقق المقاومة الشعبية ، ولا أنصار الله ، ولا التحالف العربي أي تقدّم أو إنجاز على طريق الحسم ، فالمواقع التي يتقاتلون عليها منذ بداية الحرب إلى اليوم وغدٍ وبعد غد هي نفسها.
     
 
وفي حقيقة الأمر لم تكن الحرب إلا ضد المواطنين ، وضد منازلهم وممتلكتهم ، وضد مؤسسات الدولة ، وضد مقدرات الوطن.
     
 
فلا هؤلاء سيطروا ، ولا أولئك انسحبوا ، ولا هؤلاء دحروا ، ولا أولئك تمركزوا..ولم يكن المستهدف والضحية سوى المواطن والوطن.
 
     
 
فهل بمقدورنا أن نتحرر من هذه الأكاذيب ومن عقولنا المغفلة ونعيش إنسانيتنا كما تعيشها كافة شعوب العالم التي حققت نهضتها ورفاهيتها بينما نحن لانجيد سوى فن القتل والدمار؟!.
 
 
وسلامي بقدر احترامي
الحجر الصحفي في زمن الحوثي