حرائق المليشيا

عزوز السامعي
السبت ، ٢٨ مارس ٢٠١٥ الساعة ١٠:٣٦ مساءً
اختال الان على امل انك لن تعهد بي الى الزمن الرديء لكي ينهش في مقاومتي لتداعيات جنونه ، لا يمكن لزمن تروضه المليشيات الطائفية  وتركب على ظهره وتتحدث باسمه الا ان يكون هو الاخر مضروبا بنمط من الجنون لا يتيح امامه المجال لاستشعار فداحة الجرح ونزيف الكرامة التي يشهدها ، اتخيل ان بمقدوري الحديث اكثر حول الامر وان عليك رمي اهتماماتك  خلف غيمة الفجر والجلوس  أمامي للاستماع حتى انتهاء الحكاية .
 
انا في حل من كل شيء ، سواك لا احد غير زمن لم يعد قادرا تماما على انتاج الاشياء الجميلة ومليشيات طائفية قذرة  تتقافز على اسوار الثوابت الوطنية وتجتاز كافة الخطوط مشرعة سكاكينها في وجوه الجميع ومنصاعة على نحو كامل لتحفيزات مجنونة قادمة من نفس الجيوب الجبلية التي قدمت منها حتى وان تعلق الامر بصناعة جحيم كبرى ورمي جميع اليمنيين في قعرها اللاهب .
 
معك انسى للحظات قصيرة مشهد الخديعة بشخصيات وتكتلات وحركات كانت الى وقت كبير تبدو اكثر اناقة حتى صار الواحد منها يهامس المليشيا الان بكثير من الصفاقة : نحن معك ، اشرعي حفرياتك واصنعي الأخدود الرهيب ، لا احد هنا لا يستحق الاحتراق والموت .
 
اما المليشيات الطائفية فلا تكترث لهذا التحفيز لانها لم تدرك من الاساس معنى ان تعيش دون ان تكون انيقة، هي اعتادت  على ان تبدو في صورة متوحشة وان تخلق في كل مكان تحط بيادتها فيه مشهد الحرائق والخراب .
 
من المحتمل ان الامر الى تكريس حالة اليأس في نفوس الناس اما انا فقد عاهدتك أن لا اكون سواي ، الروح ذاتها التي حين تغولت فيها للمرة أدركت كم انها حديدية ومقاتلة بعيدا عن تعاظم قوة المليشيات الطائفية وتجلي مشهد الكارثة
الحجر الصحفي في زمن الحوثي